أول العمود:
سأعتبر الأمطار الأخيرة العضو الـ51 في مجلس الأمة لأنها فضحت سلامة أسفلت الطرق.***تابعت مداخلة عضو مجلس أمناء هيئة مكافحة الفساد عبدالوهاب المزيني المنشورة في الصحف حول اللائحة الداخلية التنفيذية للهيئة، والتي أنجز منها 80% إلى الآن كما أفصح. بالطبع السؤال الأهم حول سبب تأخير إصدار اللائحة كانت إجابته كما توقعناها: ندرة الكوادر المدربة، فموضوع مكافحة الفساد مثله مثل حقوق الإنسان والبيئة يندر فيها الحصول على كوادر بشرية ذات تدريب جيد.على أي حال هناك خطأ كبير يتكرر في كل مشروع هام يتم تعويمه، ألا وهو الحملة الإعلامية المسبقة (مثال مشروع تغيير سرعات الطرق الأخير)، ففي مجال الفساد هناك مفاهيم مغلوطة لدى الموظف العام، وممارسات يجري التساهل معها وتبريرها اجتماعياً (الرشوة، التزوير، التنفيع، قتل الوقت باللامبالاة، تعمد تعطيل المصالح، الغياب، التمارض).هذه الممارسات تفشت بشكل مدمر في الجهاز الإداري، وتتطلب أعمال البناء الأولى للهيئة أن يصاحبها حملة إعلامية مكثفة حول مكافحة الفساد وتعريفه ومفهوم الوظيفة العامة، وواجبات الموظف وحقوقة، بحيث تكون ملازمة لفترة التأسيس، فمعلوم أنه منذ دخول الكويت في المؤشر العالمي لمدركات الفساد في عام 2003 استمرت في التراجع سنوياً لتصل اليوم إلى المركز 69 عالمياً والأخير خليجياً!!نفهم كلام السيد المزيني حول ندرة الموارد البشرية المتخصصة في مكافحة الفساد لأن هناك تقنيات دولية حديثة في هذا الحقل لم يعتد الجهاز الإداري الكويتي عليها بعد لأسباب بيروقراطية، لكن التقنيات والخبرات الإعلامية المطلوبة لتعميم مفاهيم مكافحة الفساد موجودة ومتوافرة، ويجب أن تكون محل اهتمام رئيس الهيئة وأعضائها، ويجب أن تبدأ الآن ومن دون تأخير.أتمنى ألا تكون بداية عمل هيئة مكافحة الفساد في ظلام إعلامي، وأتمنى ألا تكون كذلك طوال عملها، ويجب أن يعي الجهاز الإعلامي الحكومي على الأقل أهمية هذه الهيئة ويقدم لها خدمة تاريخية لأن الفساد يهدم يومياً مقومات الدولة ضمن أجواء صمت غريبة جداً.
مقالات
الإعلام وهيئة مكافحة الفساد
12-01-2014