مع تصاعد وتيرة القصف المستمر بلا هوادة لمحافظة الرقة، عقدت السلطات السورية ومقاتلو المعارضة اتفاق "مصالحة" في حي القدم جنوب دمشق، الذي يعد من أبرز بؤر التوتر في العاصمة.

Ad

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس، عن رئيس اللجنة المركزية للمصالحات الشعبية، الشيخ جابر عيسى، قوله إن "اتفاق المصالحة الوطنية دخل حيز التطبيق اليوم، وإن الجهود تتركز لتسهيل عودة الخدمات والمواطنين إلى الحي".

ويشمل الاتفاق، وفق عيسى، "تسليم قوائم بأسماء المسلحين داخل الحي لتسوية أوضاعهم، وأخرى بأسماء المختطفين، وإزالة السواتر الترابية لفتح الطرقات، وإعادة الخدمات، وتأمين عودة الأهالي" إلى هذا الحي الواقع على الطريق المؤدية إلى مدينة درعا (جنوب).

ويسيطر على الحي عدد من الكتائب المقاتلة ضد النظام والكتائب الإسلامية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويأتي الاتفاق بعد سيطرة القوات النظامية، الخميس، على بلدة المليحة جنوب شرقي العاصمة، بعد معارك شرسة مع مقاتلي المعارضة استمرت عدة أشهر.

وجرت اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية، مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم وببيلا، بعد أشهر من المعارك اليومية.

في هذه الأثناء، شنّت مقاتلات النظام، أمس، سلسلة غارات على شمال سورية، في يوم ثانٍ من القصف المكثف على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وغداة 43 غارة على الرقة أدت إلى مقتل 39 شخصاً، بينهم 31 عنصراً من "داعش"، قال المرصد، إن "14 غارة على الأقل حصلت الاثنين، استهدفت سبع منها مباني الأمن السياسي وفندق الكرنك السياحي والملعب البلدي ومنطقة المقص دوار العلم وكازية أبوهيف وحارة الحرامية ومنطقة الصناعة" في مدينة الرقة، أبرز معاقل التنظيم.

كما شن الطيران ثلاث غارات على مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة، وأربع غارات على محيط مطارها العسكري.

بدورها، أضافت الولايات المتحدة، أمس، المتحدث باسم "داعش" أبومحمد العدناني، والقيادي في جبهة النصرة سعيد عارف، إلى قائمتها الخاصة بالإرهابيين الدوليين، والتي يعاقب من يُدرج فيها بحظر السفر وتجميد الأصول، وذلك عقب خطوة مماثلة اتخذها مجلس الأمن الأسبوع الماضي.

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)