تحت وطأة معارك ضارية خسرت فيها أكثر من 115 جندياً وفقدت أثر نحو 200، انسحبت قوات الرئيس السوري بشار الأسد كلياً من مقر الفرقة 17، أكبر موقع عسكري لها في محافظة الرقة، لمصلحة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي بدأ الخميس هجمات متزامنة على ثلاث محافظات.

Ad

وبذلك، تكون قوات النظام فقدت واحداً من ثلاثة مواقع كانت متبقية لها في الرقة، الواقعة تحت سيطرة "الدولة"، وهي الفرقة 17، ومقر اللواء 93، والمطار العسكري بمدينة الطبقة غرب المحافظة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، فإنه خلال يومين من المواجهات الدامية، تمكن تنظيم "الدولة" من أسر أكثر من 50 جندياً، بعد أن نصب كميناً لهم خلال انسحابهم من الفرقة 17 أمس الأول، مبيناً أن 19 قتلوا في تفجيرين انتحاريين وقعا عند بدء الهجوم، بينما لقي 16 حتفهم في المعارك.

وأكد المرصد أن "مئات العناصر من قوات النظام انسحبوا إلى أماكن آمنة مناهضة للدولة، أو نحو اللواء 93 المجاور"، مشيراً إلى أن "مصير نحو 200 عنصر لايزال مجهولاً"، مشدداً على أن التنظيم الجهادي، الذي خسر أيضاً نحو 30 عنصراً في هذه الجولة، "قطع رؤوس العشرات من جنود وضباط النظام، وتم عرض جثثهم على أرصفة الشوارع بمدينة الرقة".

وفي إطار هجومه الواسع لإخلاء مناطق نفوذه من جيوب النظام، نصب "الدولة" عند منتصف ليل الجمعة - السبت كميناً لقوات الأسد "أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 جندياً وعنصراً موالياً له، في الريف الشرقي لمحافظة حلب، أعقبته اشتباكات بين الطرفين في محيط قرى طعانة والرحمانية وأعبد والمقبلة".

وزادت هذه المواجهة، المستجدة بين النظام و"الدولة"، تشعب نزاع تسبب في مقتل أكثر من 170 ألف شخص، وسبقه فتح جبهة تراجعت حدتها سريعاً بين "جبهة النصرة" وحلفائها ضد النظام.

وبالتالي، يمكن رسم خريطة الجبهات في سورية حالياً كالتالي: تقاتل كتائب المعارضة، المتعددة الولاءات والانتماءات، كلاً من النظام و"الدولة الإسلامية" و"النصرة"، بينما يقاتل التنظيم كلاً من النظام و"النصرة" وكتائب المعارضة والمقاتلين الأكراد الساعين إلى التفرد بإدارة مناطقهم في شمال سورية إجمالاً. وتوقع دبلوماسيون أمس الأول إدراج التنظيم، المسؤول عن ارتكاب فظائع، على اللائحة السوداء للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، والمشكلة في سبتمبر 2011، للتحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تحصل في سورية منذ أكثر من 3 سنوات.

في غضون ذلك، بثت جبهة النصرة تسجيلاً مدته 17 دقيقة، يظهر فيه أول انتحاري أميركي، وهو منير أبوصالحة، الملقب بأبوهريرة، أثناء تنفيذه عملية استهدفت تمركزاً للقوات النظامية في إدلب 25 مايو الماضي، وردد فيه: "أريد أن أرتاح في الآخرة، الدنيا كلها شر والقلب ليس مرتاحاً فيها".

(دمشق، نيويورك - أ ف ب، رويترز، د ب أ)