«الفن في العراق» أغنيات شعبية وأساطير قديمة

نشر في 04-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 04-12-2013 | 00:01
معرض تشكيلي يختزل تجربة 15 فناناً
عشرون عملاً تشكيلياً لفنانين ينتمون إلى اتجاهات فنية متباينة، ينهل نتاجهم البصري من تراث بلاد الرافدين.
تتناول أعمال الفنانين المشاركين في معرض «الفن في العراق» مزيجاً من الموروث الشعبي الموسوم بالأغنيات التراثية، والمرصع ببعض الأساطير القديمة المستوحاة من حضارة بلاد الرافدين بـ«تكنيك» متطور.

جاء ذلك، ضمن المعرض الجماعي «الفن في العراق»، الذي شارك فيه 15 فناناً، والمقام في غاليري «المشرق» بمنطقة الصالحية الذي يستمر إلى السابع عشر من الجاري.

قدّم «غاليري» المشرق نحو عشرين عملاً متنوّعاً، تضمّنت لوحات بأحجام متباينة وأشكال مختلفة تعد بانوراما للتشكيل في العراق، لاسيما أن ثمة أسماء مرموقة في التشكيل سيجدها المتلقي في المعرض، كالفنان فائق حسن، وإسماعيل الشيخلي، وحافظ الدروبي، ونوري الراوي، وعامر العبيدي، وشاكر الألوسي، وسلمان عباس، وعبدالرحمن الساعدي، وخضير الشكرجي، وسمير مهدي السعيدي، وجابر السراي، وحيدر علي، وستار لقمان، وراكان دبدوب، وناجي السنجري.

بانوراما

وفي هذا المناسبة، قال صاحب غاليري المشرق خالد العصفور، إن الأعمال المعروضة منتقاة بعناية فائقة من النتاج البصري للفنانين العراقيين، معتبراً أن اللوحات تشكل بانوراما للفن العراقي. وأضاف:

«نحرص على انتقاء أعمال تنال إعجاب الجمهور الكويتي الذواق، لذلك نسعى إلى عرض أعمال بجودة عالية لفنانين مرموقين».

وعن التشكيل العراقي، يمتدح العصفور التجربة الفنية في بلاد الرافدين، لاسيما أن لها جذوراً تاريخية وإرثاً حضارياً متنوعاً ساهما في أصالة التشكيل وعراقته.

حداثة وتجريد

يعرض «غاليري» لوحة للفنان الراحل فائق حسن أنجزها في عام 1962، لاسيما أنه يعد من كبار الفنانين في العراق وأعماله مقتناة في متحف اللوفر بباريس، ويتميز بتجسيد ملامح مختزلة من حياة البادية والصحراء والخيول العربية عبر خطاب تشكيلي معاصر يمزج بين الحداثة والتجريد.

وانتقى «غاليري» لوحة أخرى للفنان الراحل إسماعيل الشيخلي، الذي اشتهر بالعمق الفكري والتنوع المعرفي، إذ كان ينهل من الفنون المختلفة الرسم والنحت والخط العربي وفن المنمنمات، مستفيداً من كل هذا النتاج في صياغة أعمال متفردة تخصه وحده.

ويتضمن المعرض عملاً وحيداً للفنان الراحل حافظ الدروبي المتوفى عام 1991، مستلهماً من الحارات الشعبية والمشاهد البغدادية التي اشتهر في رصدها عبر أعماله بطريقة هندسية، وضمن حرص «غاليري» على انتقاء فنانين لهم يتميزون بالنتاج التشكيلي الثري، يعرض لوحة من أعمال الفنان العراقي نوري الراوي المتنوع المواهب في الشعر والكتابة النقدية والتشكيل.

أغاني التراث

يستلهم الفنان حيدر علي مضمون أعماله من التراث الشعبي المتنوع لبلده، مجسداً مفردات أغنية عراقية مشهورة «خدري الشاي» في إحدى لوحاته المفعمة بالألفة والمحبة بين متيم يطلب ود محبوبته، ويعد علي وزميله جابر السراي الأحدث تجربة بين الفنانين المشاركين في المعرض، وحائز مجموعة جوائز محلية.

وضمن سياق الواقعية التعبيرية، يختزل الفنان ستار لقمان العديد من المشاهد البصرية لمدينة بغداد ضمن مضمون لوحاته، مركزاً على إيماءات جسد المرأة وبعض الرموز التراثية. كما يحتفي الفنان ناجي السنجري بالمشهد الفلكلوري العراقي مصوراً مكوناته بكل دقة، ويعبر عن الروح الشرقية الأصيلة والجمال الشرقي.

جمال المرأة

أما الفنان راكان دبدوب الحاصل على شهادة أكاديمية في الفنون التشكيلية من جامعة روما في عام 1965، فيهتم بمفردات لوحاته، مكرساً مفهوم متانة البيان وقوة التأسيس في العمل الفني، لذلك تجد أعماله تحمل مضامين فنية رصينة تتشكل من خلال خيال ثلاثي الأبعاد.

بدوره، ينحاز الفنان شاكر الألوسي إلى رسم جمال المرأة الشرقية ضمن أجواء بغداد القديمة، متخصصاً في استلهام التراث العريق لمدينة بغداد.

وفي الاتجاه ذاته، يقتنص الفنان سمير مهدي السعيدي مشاهد حياتية للمرأة الريفية العاملة في البحر أو في البيت، فيرسم المرأة وهي تصطاد السمك وتركب القارب بهمة كبيرة.

أساطير

ويتضمن المعرض مجموعة أخرى من أعمال الفنانين عامر العبيدي، الذي يركز على حضارة بلاد الرافدين والأساطير القديمة، ولوحة للفنان خضير الشكرجي المتوفى عام 2004 صاحب المشوار التشكيلي المرصع بالجوائز العراقية أو العربية، وأعماله مقتناة في كثير من المؤسسات الثقافية العريقة.

كما يضم المعرض عملين للفنان سلمان عباس أحد أبرز أعلام الفن التشكيلي العراقي، إذ كان ينهل من جماليات الخط العربي والمشاهد البصرية مقدماً أعمالا تشكيلية جميلة.

وضمن السياق ذاته، يمزج الفنان عبدالرحمن الساعدي بين الرسم والخط العربي والأشكال والرموز ضمن لوحته التشكيلية.

back to top