قامت إدارة حديقة حيوان بالدنمارك بقتل أسد وزوجته وعدد من أطفاله بحجة أن الحديقة مزدحمة ولا يوجد مكان فيها لهذه العائلة، وتكلفة نقل الأسد إلى دولة أخرى مكلفة، وكان رأي أحد المدافعين عن حقوق الحيوان أن هذه جريمة لا تغتفر، وأضاف أنه حتى حفظ الحيوان في قفص في حديقة حيوان هو تعدٍّ على حقوق الحيوان وأن من حق الأسد وعائلته وغيره من الحيوانات أن يعيشوا طلقاء.

Ad

وأعتقد جازماً أن الدنمارك وجمعيات حقوق الحيوان لم تعرف أن الكويت هي الرائدة في حقوق الحيوان، وأن الناس فيها لا تفرق بين تربية قطة وتربية أسد، حيث لا فرق عندنا بين تسريح كلب في الشارع وبين تسريح أسد أو زوجته وأطفاله، بل إننا بلغ بنا الرفق بالحيوان أننا نشتري الأسود الصغيرة المتوحشة التي تعذب ويغلق عليها الأقفاص في الدول الأخرى، وندخلها البلاد بعد صبغها بألوان القطط، لكي تمر بسلام من إجراءات المطار، لكي نربي الصغار في بيوتنا وخارجها، ونتركها تتبختر في شوارعنا ولا ضير أن تلتهم هذه الأسود أطفال جيراننا ما دام اسم الكويت يبقى عاليا في دوائر حقوق الحيوان.

لو علم الدنماركيون كم نحب الحيوانات لخجلوا من فعلتهم الشنعاء، ولفتحوا حدائقهم للشعب الكويتي لاختيار ما يشاؤون من الحيوانات ونقلها إلى سفاري الكويت، وربما استغنوا عن تلك الحدائق واكتفوا بتنظيم رحلات سياحية للكويت لمشاهدة سفاريها. الغريب أننا بالمقابل نكره الطيور المهاجرة وتجد الشباب والكهول كل يمسك ببندقيته ينتظر مرور طير، أي طير ليصوب عليه نار بندقيته ويرديه قتيلا.

 في فترة ما قبل النفط كنا نصطاد الطيور لنأكلها، أما اليوم فإن قتل الطيور يكون للقتل فقط ولا أحد يجمع الطيور القتيلة لأكلها، ولا أحد يهتم بطير جريح فكأن القتل هواية وتفاخر بين الأحباب بعدد الطيور التي أسقطها، ولو وقفت على شاطئ البحر لوجدت المقاتلين الشباب يطلقون النار من البندقية الشوزن على سرب من الطيور ليقتل أكبر عدد في ضربة واحدة؛ لتسقط الطيور في البحر لتلتهمها الأسماك ولا يتحرك أحد لاستعادتها، فالقاتل ليس بحاجة للحم الطير أو حتى الاهتمام بها، القتل للقتل ولا قانون ولا رادع لهذه الجرائم.

* وفي خبر آخر سمعت عن تخريج دفعة من المقاتلين الكويتيين في أحد معسكرات  المقاتلين في سورية وسميت كتيبة باسمهم، ولنا أن نقيم الاحتفالات بهذا الإنجاز العظيم وأن نعد استقبالاً مشرفاً لهم، فقد استطاعوا أن يزيحوا من صدورنا وصفة المسلمين المسالمين الضعفاء، وصرنا بفضلهم شعباً مقاتلا شرسا، ولو صوروا لنا عملية من عملياتهم يظهرون فيها وهم يمثلون بجثة أعدائهم من المسلمين الآخرين المارقين فإن هذا سيرفع اسم الكويت عاليا في عالم الكفاح المسلح والجهاد المقدس، وسيحسب العالم لنا كل حساب، وليس من المستبعد أن تضم الكويت إلى الدول الإرهابية بدلا من الدول المسالمة.

عند عودة مقاتلينا أرجو أن يعدوا معسكراً في ساحة الإرادة لتدريب المواطنين على القتال، وليكن البرنامج في بدايته التدريب على قتل الطيور ومرافقة الأسود، فالمقاتل يجب أن يكون قلبه من حجر، فلا يهاب الأسود ولا يخشى القتل، والبدء بالطيور تمرين مناسب لإعداد المتدرب لقتل البشر. فمن هان عليه طير أو رأى في تغريده كفراً فإن قتل إنسان آخر يصبح أمراً سهلاً وحلالاً، فلنستعد لاستقبال الأبطال في سفاري الكويت المفتوحة.