انتهى الدرس
يبدو أننا يجب أن نعتاد على طبيعة حياة مختلفة قرر تنظيم "الإخوان المسلمين" وتوابعه أن يفرضوها علينا، فكما سبق أن ذكرت في هذا المكان، فإنهم قرروا إما أن يحكمونا أو أن يقتلونا.أصبحت النتيجة الآن أن صباحنا بات مختلفاً، ما تفعله أيادي التنظيم السوداء بات شريكاً ثقيلاً في حياتنا عبر صفحات صحف الصباح أو أخبار نشرات الصباح وبرامجه، يسطر تنظيم "الإخوان" صفحات ممزوجة بالدم والمراوغة.
استيقظنا صباح أمس الجمعة على خبر الانفجار المروع في مديرية أمن القاهرة، في أحد أقدم الأحياء المصرية وأكثرها ازدحاماً في باب الخلق، بعد أن حاولت سيارة مُفخخة اقتحام المبنى، وهو ما أسفر عن انفجار بمحيط المديرية، أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 76 آخرين، ثم خبر استشهاد مجند وإصابة 9 من قوات الشرطة، إثر انفجار عبوة محلية الصنع بشارع التحرير بدائرة قسم شرطة الدقي، ثم خبر انفجار عبوة ناسفة بجوار قسم الطالبية بشارع الهرم.هذه هي الصباحات التي يريدها "الإخوان" للمصريين، مليئة بالدم والقتل والعنف، لأنهم رفضوا أن يتركوا الجماعة على سدة الحكم، ثم تعود الجماعة لتقدم اعتذاراً كاذباً للقوى الشبابية في محاولة لضمها إلى صفها في التظاهرات المزمعة اليوم 25 يناير. كشفت الجماعة عن خبث نواياها، بصباحات الدم، وعشرات الشهداء من الجنود والمواطنين الأبرياء الذين راحوا ضحية عنف الجماعة، في مديرية أمن القاهرة، وقبلها في مديرية أمن المنصورة، وقبلها في سيناء، وكثيرون سقطوا بخرطوش الجماعة في تظاهراتها، ثم يعودون إلى الكذب مرة أخرى، فيشير أحد نشطائهم في تدوينة له نشرتها إحدى الصحف أن أخطر ما في فكر "الإخوان المسلمين" هو منهجهم التربوي الذي يهدف إلى تأسيس مجتمع مسلم عبر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، معتبراً أن هذا المنهج خطير جداً لأنه سيؤسس بؤرة مجتمعية تؤمن بأن "الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، موضحاً أن الإنسان لا يحتاج إلى كثير علم وطول مراقبة حتى يكتشف أنها الجماعة الأخطر في نظر الشرق والغرب، لأنها تؤمن بالجهاد والتربية ومكافحة الفساد. واستطرد قائلاً: "الإخوان جماعة دعوية بدأت في المساجد وهدفها المجتمع ومنهاجها الكتاب والسنة وأعضاؤها هم جميع أطياف المجتمع، لذلك هم الأخطر على العلمانية".هذا الكلام، الذي عاد "الإخوان" إلى ترديده، لتحسين صورتهم، لم يعد ينطلي حتى على البلهاء، فأي مجتمع مسلم يتحدثون عنه، وهم يقتلون الأبرياء؟! وأي منهج تربوي هذا الذي يحملهم على الدفع بقواعدهم وشباب الجامعات للموت حتى يتاجروا بدمائهم؟!لا يجيد "الإخوان" سوى المتاجرة، مرة بالدين، ومرة بمن يدفعونهم إلى الموت حتى يصنعوا مظلومية تاريخية، لا يؤمن "الإخوان" إلا بالخداع، دينهم التقية، مرة يخدعون الشباب باسم الإسلام والله والقرآن والرسول والجهاد، حتى يغسلوا أدمغتهم تماماً، ويسيّروهم كما يريدون، ومرة ببيانات كاذبة للقوى الشبابية، يتحدثون فيها عن اعتذار عن التغرير بهم، ويعدونهم مجدداً بالمشاركة السياسية، دون أن يدركوا أنهم رددوا هذا الكلام كثيراً من قبل، ثم ما لبثوا أن لحسوه بألسنتهم فور أن وصلوا إلى السلطة.لم يعد هذا الكلام ينطلي على أحد، فالدماء التي تسيل في الشارع كل يوم، وتستهدف الأبرياء، الذين لا يريدون سوى وطن آمن أصبحت هي الحاجز الحقيقي بينهم وبين الناس، وتهديدات جماعة "الإخوان" بأنها ستدفع بشبابها إلى النزول اليوم ولن يعودوا، ليست إلا دليلاً دامغاً على الإرهاب، الذي أصبح يقطر من كلماتهم. الأكيد أن الدرس قد انتهى، والأكيد أيضاً أن مصر ستجتاز كل هذا، وسيمر يوم 25 يناير كما مر غيره من قبل، فقد وعى المصريون الدرس جيداً، بل كل الدروس، طوال ثلاث سنوات، وعرفوا من غرر بهم وخدعهم باسم الدين طوال هذه المدة، والأكيد أن "الإخوان" اختاروا طريق الإرهاب بأنفسهم، وأنهم بدأوا بمعاداة الشعب المصري وقتله.