هل عارضت أسرتك دخولك عالم الفن؟

Ad

رغم أن والدي كان من أصول صعيدية، فإنه تحمّس لدخولي مجال الفن، خصوصاً أنني أحببت الفن منه ومن والدتي، وكل أسبوع كنا نذهب إلى السينما لنشاهد الأفلام الجديدة سواء عربية أو أجنبية. كان والدي يحب مشاهدة الأفلام العربية ووالدتي، بحكم أنها بولندية، كانت تفضل الأفلام الاجنبية. لذا اعتبر نفسي محظوظة بالنشأة في بيئة فنية دعمتني في البداية رغم رفض باقي أفراد عائلتي، فلم تكن النظرة إلى الممثل آنذاك قد وصلت إلى الرقي كما اليوم.

كيف جاء دخولك المجال الفني؟

التقيت المنتج الراحل رمسيس نجيب في إحدى المناسبات العائلية وكنت في مرحلة الشباب، فأبدى إعجابه الشديد بي وتوقع لي مستقبلاً في التمثيل كبيراً، بعدما تحدثت معه. وتكررت اللقاءات بيننا إلى أن رشحني للمشاركة في فيلم سينمائي مع المخرج الراحل نيازي مصطفى.

هل تتذكرين المرة الأولى التي دخلت فيها موقع التصوير؟

بالتأكيد. كنت برفقة المنتج رمسيس نجيب الذي عرَّفني إلى المخرج نيازي مصطفى في إستوديو الأهرام، وأجرى لي اختباراً أمام الكاميرا وأوهمني أن الأخيرة تصورني رغم أنها لم تكن تعمل، فيما لم أكن أعرف تفاصيل عن الكاميرات. تعاملت بتلقائية مع الموقف، وهذه التلقائية جعلته يرشحني لفيلم جديد كان يحضر له.

حدثينا عن الفيلم؟

كان الفيلم يحمل اسم {سلطان} مع الفنانين الكبيرين فريد شوقي ورشدي أباظة. ظهرت في دور صحافية تسعى إلى إجراء حوار مع شخص مطارد من الشرطة بمساعدة خطيبها الذي جسد دوره أباظة وظهر في شخصية ضابط شرطة.

من اختار لك اسمك الفني {نادية لطفي}؟

اسمي الحقيقي بولا شفيق، وهو اسم لم يكن مناسباً للسينما آنذاك واعتبره الأستاذ رمسيس نجيب لا يليق بفنانة سينمائية جديدة. في تلك الفترة، كان يُعرض فيلم {لا أنام} للفنانة فاتن حمامة وكانت شخصيتها نادية لطفي قد حققت نجاحاً كبيراً، لذا فضل الأستاذ رمسيس أن يسميني نادية لطفي، وأنا أحمل الاسم منذ ذلك الوقت.

هل كانت لديك رغبة في الاستمرار في السينما؟

بالتأكيد، وإصراري على النجاح هو الذي جعلني أتمكن من الاستمرار في السينما. أتذكر مقولة الأستاذ يوسف السباعي عندما التقيته للمرة الأولى في العرض الخاص لفيلمي الأول {سلطان} بأن أستمر على المستوى نفسه في الأعمال، وكنت أضع هذه المقولة أمام عيني في كل اختيار أوافق عليه كي لا أندم لاحقاً، لذا كانت خطواتي الفنية محسوبة جيداً ولا يتخللها ما أشعر بالندم عليه.

كيف كانت علاقتك بالعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، خصوصاً أنكما تعاونتما في فيلمي {الخطايا} و{أبي فوق الشجرة}؟

عبد الحليم شخصية لا تتكرر، فهو إنسان متواضع وشخص كريم ولم ينس أبداً من وقفوا إلى جواره وساندوه في بدايته، وعلاقته مع أصدقائه كانت متميزة فلم يصبه الغرور رغم النجاح الكبير الذي حققه سواء في الغناء أو التمثيل. وكنت استشيره في أمور كثيرة، وكانت علاقتنا الإنسانية جيدة وأعمالنا السينمائية ناجحة جماهيرياً بشكل كبير.

لماذا لم تتعاونا سوى في فيلمين؟

كانت خطوات عبد الحليم حافظ في السينما محدودة بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم {الخطايا}، فكان يسعى دوماً إلى اختيار أعماله والتأني فيها بدرجة كبيرة. وطبيعة الأدوار النسائية في أعماله لم تكن مناسبة لي، إلى أن فوجئت باتصاله بي وترشيحي لبطولة فيلم {أبي فوق الشجرة}، وبسبب إقناعه لي وافقت على الفيلم رغم خوفي في البداية نظراً إلى اختلاف طبيعة دوري فيه عن الأعمال التي كنت أقدمها.

ما هو أفضل فيلم لك في السينما؟

قدمت أفلاماً متميزة كثيرة، وأعتز بالمشاركة فيها من بينها {النظارة السوداء}، {أبي فوق الشجرة}، {الخطايا} و{الناصر صلاح الدين}، لكن لا يوجد فيلم محدد أعتبره أفضل ما قدمت سينمائياً.

كيف ترين السينما راهنا؟

الأعمال الجيدة أصبحت نادرة جداً، خصوصاً مع انسياق المنتجين والفنانين إلى تقديم أعمال هدفها الربح فحسب، لذا فضلت أن أبتعد بعدما شعرت بالتغيير الذي لم يكن مناسباً لشخصيتي وللمكانة التي حققتها لدى الجمهور.