يترقب الشارع العراقي نتائج الانتخابات التشريعية التي صوّت لها متحدياً أعمال العنف، وهو يتطلع بنظرة تفاؤلية إلى تغيير بعض الوجوه لتحريك ساكن مياه المشهد السياسي في البلاد، من أجل تحقيق التنمية والخدمات التي عانى نقصَها منذ سقوط نظام صدام حسين.

Ad

بعدما طوى العراقيون صفحة اليوم الانتخابي الطويل الذي تحدوا فيه التهديدات الأمنية ليصوت أكثر من نصفهم حسب تصريحات المفوضية العليا للانتخابات، وباتوا ينتظرون نتائج يأملون أن تحقق لهم رغبتهم في التغيير، في حين أكد رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته أنه سيحقق نسبة (50 + 1)، وربما أكثر من مقاعد البرلمان البالغ عددها 328 مقعداً.

وقال المالكي في أول مؤتمر صحافي عقده عقب انتهاء الانتخابات العامة أمس: "لدينا ثقة أننا نستطيع تحقيق الأغلبية السياسية ولا محاصصة ولا توافقية ديمقراطية، ونحن قادرون على تحقيق أكثر من 165 مقعدا" من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 328، مضيفا: "أنا أحذر من العودة الى المحاصصة، ولن أكون جزءا منها".

حكومة أغلبية

وشدد المالكي على أنه ليس متمسكا بمنصب رئيس الوزراء، إلا اذا اختاره العراقيون مجددا لهذا المنصب، قائلا: "أمي لم تلدني رئيسا للوزراء، أنا ولدت فلاحا وموظفا وكاسبا وطالبا، والعراق الآن بحاجة الى جهد في أي موقع من مواقع المسؤولية".

وأضاف: "أكون سعيدا وأتشرف أن أخدم البلد، ليس لدي اهتمام بهذا الموضوع"، مستدركا "وفي الوقت ذاته أن المرحلة ليست مرحلة راحة، واذا ما تم الاختيار فأعتبره إلزاما، وسأكون مضطرا للاستجابة إليه".

وأكد رئيس الوزراء أن حكومة الشراكة والمحاصصة "لا تبني بلدا، فحاجة البلاد الى تأسيس حكومة الأغلبية السياسية"، مشيرا إلى أن "الديمقراطية ليست توافقية".

ودعا "جميع الكتل التي ستفوز في الانتخابات البرلمانية إلى الانفتاح والحوار حول مستقبل العراق، ويبدو أن هناك حسن اختيار للمرشحين في الانتخابات البرلمانية، وهذا ما تؤكده المؤشرات الأولية"، مضيفا "لقد أنهينا هذه الصفحة لنبدأ صفحة جديدة وننسى ما حصل بيننا في مرحلة الدعاية الانتخابية من منافسات شريفة وغير شريفة". وأكد أن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه، تلقى اتصالات لتشكيل حكومة الأغلبية، مضيفا أن "ما يحدث في الأنبار لن يطول، إذ ان الأزمة التي تمر بها المحافظة ستحل قريبا".

ولاية ثالثة

في السياق، جدد ائتلاف دولة القانون أمس "مبايعته" المالكي لولاية ثالثة. وقال النائب عن الائتلاف محمد الصهيود، إن "الشعب العراقي قرر مصيره في يوم الاقتراع واختار ممثله لرئاسة الوزراء لولاية ثالثة"، مشيراً إلى أن "نتائج الانتخابات البرلمانية ستشهد قطع الطريق أمام أصحاب المصالح الخاصة والمناصب السياسية"، مؤكدا أن "المالكي رجل المرحلة والعملية السياسية في العراق".

الحكيم

بدوره أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم مساء أمس الأول، أنه سيتم البدء من الآن بـ"إعادة هيكلة" التحالف الوطني، الذي يضم كل الأحزاب الشيعية التي منحت الأغلبية للمالكي بعد انتخابات 2010.

وقال الحكيم في كلمته بمناسبة انتهاء الاقتراع العام، إن "المواطن انتصر اليوم"، معربا عن شكره "للحكومة العراقية التي عملت بجهد لإكمال العملية الانتخابية".

وثمن "موقف المفوضية وجهودها ومنظمات المجتمع المدني"، مطالبا بالإسراع في عملية فرز الأصوات وإعلان النتيجة وعقد أول جلسة للبرلمان الجديد.

علاوي

وفي السياق، قال زعيم ائتلاف الوطنية العراقية أياد علاوي أمس، إن "العراقيين اثبتوا بمشاركتهم الواسعة في الانتخابات رغبتهم في التغيير"، مضيفا "ويبقى نجاح الانتخابات بالاساس مرتبطاً بخروج العراق من نفق الطائفية السياسية والجهوية المقيتة المظلمة وتحقيق التوازن للعملية السياسية لتكون شاملة لكل شرائح شعبنا الكريم"، مطالبا باجراءات عملية للخروج من "الطائفية السياسية".

وأشار علاوي إلى أن "هناك بعض الخروقات حدثت في عملية الاقتراع، ولكن إجراء الانتخابات مرهون بمدى عكسها لمبادئ الديمقراطية الحقيقية ونزاهتها، والتي تعرضت لمخاطر حقيقية بسبب مداخلات جهات نافذة أدت إلى إبعاد شرائح واسعة من أبناء الشعب عن الإدلاء بصوتهم أو حتى الوصول إلى صناديق الاقتراع بأساليب رخيصة ومتعددة، بالإضافة إلى الفوضى المتعمدة والخطيرة المدمرة لانتخابات الخارج".  

«الأحرار»

وحذر عضو مجلس أمناء كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، علي التميمي مساء أمس الأول، مفوضية الانتخابات من ردة فعل قوية في العاصمة وباقي المحافظات في حال عدم مصداقية الأخيرة بالاعلان الحقيقي لنتائج الانتخابات، لافتا الى أن "بطء العملية الانتخابية بوقت معين ودرجة الحرارة المرتفعة اجبرت الكثير على مغادرة طوابير الانتظار".

المفوضية

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات صفاء الموسوي أمس، إن "عملية الاقتراع العام انتهت وتميزت بنجاح كبير"، مؤكدا أن "جميع التسريبات عن النتائج الأولية غير صحيحة وغير دقيقة على الإطلاق".

وكانت المفوضية أعلنت مساء أمس الأول، أن نسبة المشاركين في الاقتراع هي 60 في المئة وفق نتائج أولية.

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)