«دمار مع وقف التنفيذ» أعمال تنبذ آلة الحرب الموقوتة

نشر في 13-12-2013 | 00:02
آخر تحديث 13-12-2013 | 00:02
معرض تضمن 16 فيديو للفنان الهنغاري غولت أستالوش

يتضمن معرض الفنان غولت أستالوش مجموعة أعمال لقنابل «معطلة» من مخلفات الحربَين العالميتين الأولى والثانية تم العثور عليها حديثاً في هنغاريا.
تسرد أعمال الفنان الهنغاري غولت أستالوش جانباً من تفاصيل حكايات التشرد والألم بسبب النزاعات والحروب، مشددة على ضرورة العيش بسلام بعيدا عن آلة الحرب الموقوتة.

وقد افتتح السفير الهنغاري لدى الكويت فرانس شيلاغ أرديي معرض الفنان غولت أستالوش في مؤسسة منصة الفن المعاصر «كاب» في مجمع لايف سنتر بمنطقة الشويخ مساء أمس الأول، متضمنا 16 عملاً تجهيزياً في مجال الفنون البصرية المعاصرة، بحضور عدد من أصدقاء الفنان ومجموعة من المهتمين بالحركة التشكيلية.

ويضم معرض «دمار مع وقف التنفيذ» 16 شريطاً مصوراً لبعض القنابل التي تمت زراعتها في هنغاريا إبان الحربين العالميتين لتقتل الأرواح وتحصد أهدافها لكن هذه الرغبة لم تتكلل بالنجاح وتم اكتشاف هذه الذخائر مدفونة تحت الرمال.

آلة التدمير

بهذه المناسبة، أكد السفير الهنغاري لدى الكويت أهمية هذه النوعية من المعارض التفاعلية والهادفة إلى التذكير بحجم الدمار الذي تسببه آلة الحرب، مشدداً على قدرة الفنان غولت أستالوش على تقديم أعمال فنية تنحاز إلى الإنسانية وتنبذ العنف والتدمير وتدعو إلى الوئام والعيش بسلام بعيداً عن النزاعات والصراعات. وأضاف: «انها فرصة ثمينة في أن يعرض الفنان أعماله في الكويت لاسيما أنها تأتي عقب مشاركته في بينالي البندقية».

رسالة إلى الإنسانية

وبدوره، أبدى الفنان أستالوش سعادته في عرض أعماله في الكويت للمرة الأولى، مثمناً دور مؤسسة منصة الفن المعاصر «كاب» في تنظيم هذه الفعالية التشكيلية، ويأمل أن يحظى معرضه «دمار مع وقف التنفيذ» بإعجاب الجمهور لاسيما أنها تتضمن رسائل مهمة ليست مرتبطة ببقعة من الأرض بل موجهة إلى الإنسان أينما وجد في أي زمان أو مكان.

وبشأن أهداف المعرض، يعتبر أستالوش أن المعروضات تهدف إلى إرساء مبادئ التسامح والعدل والمساواة ونبذ الصراعات التي تعصف بالعالم وتخلف خسائر كبيرة جداً في الارواح والأمور المادية لاسيما أن هذا التعب النفسي والقلق المزعج الذي يعانيه المتشرد أو المنكوب في أصقاع العالم ربما لن يفلح في علاجه أي دواء أو تأهيل طبي ونفسي.

وأردف: «لكل قنبلة حكاية، فالدور الطبيعي لهذه الذخيرة القابلة للانفجار أن تحصد أرواح الأبرياء أو تأتي على أحد المباني فتحيله إلى رماد وربما تسقط في مزرعة للحيوانات فتقتل القطعان وتحرق المزروعات وكل هذه الأمور تنحصر تحت قائمة الدمار، أما الشق الآخر من الحكاية فيتلخص في عيوب التصنيع التي قد تصيب هذه آلة التدمير فتحيلها إلى قنابل «لم تنفجر»، لتتخلى بهذا عن وظيفتها الأصلية وتفترض لنفسها حياة خاصة بها. وهنا تبدأ حكاية أخرى، حيث تدير هذه الأدوات «الموقوتة» حياة البشر، فتلفّها بحالة من القلق والترقب خوفاً من حدوث ما لا تحمد عاقبته، كما تبقى هذه القنابل شاهداً على الحروب الدائرة في أصقاع العالم.

ظروف مضطربة

من جانبه، قال مدير قاعة كاب، عبد القادري ان المعرض يأتي ضمن ظروف مضطربة يعيشها العالم العربي فأجواء الترقب المسيطرة على عالمنا العربي أشبه بقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي زمان ومكان، لذلك يتفق محتوى المعرض مع اللحظة الراهنة، كما أن «كائنات» أستالوش المركزة على تبعات الصراع الإنساني الدائر برغم تعدد مواقفه وحالاته، تترك باب التأويلات مفتوحا على مصراعيه على المستويات الشخصية والمحلية والإقليمية وكذلك العالمية.

يذكر أن المعرض شارك قبل ثلاثة أشهر في بينالي البندقية ولقي استحسان الكثير من الحاضرين واثار ردود فعل ايجابية ضمن فعالية تشكيلية تعد من أهم المعارض والتجمعات الفنية في العالم.

back to top