«موعد مع الربيع» لمطيع مراد... شرائط موسيقية متوهجة

نشر في 24-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 24-10-2013 | 00:01
يقدم غاليري {أيام» في دبي معرض «موعد مع الربيع» للفنان السوري مطيع مراد، حيث يدمج الأشكال المعمارية مع الألوان الغنية الصارخة والباردة والربيعية التي لا تحتمل تأويلات كثيرة، وربما يكتنفها الكثير من الغموض.
تتألف لوحات مطيع مراد من شرائط متوهجة من اللون، ممثلة بذلك رحيلاً عن البنية الهندسية القاسية التي تواجدت في أعماله السابقة التي تذكرنا بأعمال فنانين عالميين وبالزخرفة الإسلامية المشرقية. ويصف الفنان هذا التحول الأسلوبي بالترياق البصري للاضطرابات السياسية الحاصلة في العالم العربي. فبينما كانت الأعمال السابقة محددة بنهج رياضي صارم وأقرب إلى أعمال كاندنسكي وبول كلي وغيرهما من تكعيبيين، إلا أن لوحات مراد الجديدة تتسم بتعبير تجريدي أكثر مرونة وانسياباً وتلقائية، ولا تتسم بتعقيدات هندسية بل هي أقرب إلى البعد البصري، فيها شيء من الحركات اللونية التي نراها على شاشة الكومبيوتر أو تلك الموجات التي تنبعث من خلال الموسيقى الإلكترونية وغيرها، ولا نبالغ بالقول إنها تحمل بعضاً من طيف السجاد المشرقي.

أعمال متفائلة

ورغم أن مراد يرسم وفقاً لتجاربه الخاصة في الحياة والصراعات، فإن أعماله في غاليري {أيام} تأتي متفائلة بشكل متحد، حاملة عناوين تتضمن الجمال والأمل، فمجموعته الجديدة ترفض السلبية وتكون بمثابة عملية شفاء للفنان. في {تجربة رقم 91، عندما يزهر ربيع}، يتحدى مراد استخدام موسم الربيع في مصطلح ما سمي {الربيع العربي}، والذي أصبح مرتبطاً على نحو متزايد بالعنف والفوضى، ويستخدم ألواناً تستدعي إلى الذهن تفتح الحياة خلال فصل الربيع.

وتتغلغل لغة مراد البصرية التجريبية والرؤيوية الخاصة في إدراكه للبيئة المادية وربما الاستهلاكية، حيث يعتبر فعل المراقبة أكثر فاعلية من محاولات صنع تمثيلات واقعية للحياة فهو يلغي الأشياء والمسافات ويختصرها في بعده اللوني وطريقة هندسته في اللوحة. ففي عمله المكون من نطاقات من ألوان الأزرق الغامق والأحمر تحت عنوان تجربة {رقم 90 في منتصف الليل الدافئ}، يقدم مراد مشهداً لمبان مرسومة في فترة تعم فيها الظلمة والعتمة، وهي تجربة يصفها الفنان بـ{مشاهدة الليل أفقياً}. حيث يصور البنى العمودية كمجموعة من الخطوط الأفقية التي تتلاشى تدريجاً الى الظلمة نحو الجزء العلوي من قماش اللوحة، كذلك تنحسر إلى البعيد.

وتبث التجربة السمعية ذاتها في لوحات مراد، كما نراها في تجربته البصرية، حيث يظهر ذلك في عمل {تجربة رقم 86، رؤية في الحلم الأزرق}. حيث نفذها الفنان أثناء استماعه الى الموسيقى، فأصبح العمل بمثابة ترجمة بصرية للصوت، مستحضراً بذلك الموسيقى الميتال التي كان يسمعها مراد في شبابه.

قد يجد المواطن العادي صعوبة في فهم لوحات مطيع مراد، لكن من دون شك هي لوحات فيها بصمة خاصة لفنان بات اسمه معلوماً في العالم العربي.

ولد مراد في حمص عام 1977، ويعيش ويعمل في القاهرة. أنهى دراسته في التصميم الإعلامي عام 2005 وحصل على شهادة من كلية الفنون الجميلة عام 2001 وهو عضو نقابة الفنون الجميلة في سورية. شارك في معارض جماعية في سورية كمعرض الشباب الثالث عام 2002 والرابع عام 2003 والخامس هذا العام. والمعرض السنوي من عام 2002 حتى عام 2005 كما شارك في بينالي المحبة الخامس في اللاذقية، والمعرض الشخصي في صالة كشنار غاليري في دمشق، ومعرض شخصي في الأردن.

* يستمر المعرض حتى 12 ديسمبر 2013.

back to top