توتر بين المغرب والجزائر
على خلفية تصريحات لبوتفليقة عن «الصحراء»
أعلن المغرب استدعاء سفيره لدى الجزائر، للتشاور على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أخيراً بشأن إقليم الصحراء، دعا فيها إلى «توسيع صلاحيات» بعثة الأمم المتحدة للصحراء، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الإقليم المتنازع عليه. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية مساء أمس الأول، إن «هذا القرار يأتي عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المملكة، لاسيما في ما يتعلق بالنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية»، موضحاً أنه «على وجه التحديد، فإن الرسالة التي وجهها يوم 28 أكتوبر الرئيس الجزائري لاجتماع في أبوجا، والتي اكتست طابعا عدائيا للمغرب، تعكس هذه الرغبة المقصودة في التصعيد، وتؤكد هذا المسعى الرامي إلى العرقلة والإبقاء على وضعية الجمود». وأشار البيان إلى أنه «خلال فترة استدعاء السفير للتشاور (لم تحددها) ستواصل الممثليات الدبلوماسية والقنصلية للمملكة في الجزائر العمل تحت سلطة قائم بالأعمال».
في غضون ذلك، احتشد المئات من المغاربة أمام السفارة الجزائرية في العاصمة الرباط، احتجاجاً على ما قالوا إنه «انحياز ممنهج» للجزائر إلى جانب جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء، وتدخلها في الشؤون السيادية المغربية. ورفع المتظاهرون أعلاماً مغربية وصوراً للعاهل المغربي الملك محمد السادس، بينما رددوا عبارات تنتقد التصريحات الأخيرة لبوتفليقة، وأخرى «تؤكد» مغربية الأقاليم الصحراوية. في السياق، طالب حزب الاستقلال المحافظ، أكبر حزب معارض في المغرب أمس، حكومة بلاده باتخاذ موقف صارم إزاء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بوتفليقة. وقال القيادي في الحزب عادل الدويري: «نطالب الحكومة المغربية باسترجاع الأراضي المغربية المحتلة في شرق وجنوب شرق المملكة المغربية». وعبرت الجزائر أمس عن «أسفها» لقرار الرباط استدعاء سفيرها في الجزائر واعتبرته «غير مبرر»، وقررت عدم مقابلته بالمثل وابقاء كل ممثلياتها الدبلوماسية في المملكة تعمل «بشكل عادي»، بحسب بيان لوزارة الخارجية. وقال بيان لوزارة الخارجية إن «الجزائر تسجل بأسف قرار الحكومة المغربية المتعلق باستدعاء سفيره بالجزائر»، وتابع ان «هذا القرار غير المبرر يمثل تصعيداً في غير محله يرتكز على حجج مضللة وتمس بسيادة الجزائر»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الجزائر ستحافظ على ممثلياتها الدبلوماسية في المملكة «تعمل بشكل عادي». (الرباط - الأناضول)