حجبت الحكومة التركية مساء أمس الأول موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد ساعات من تهديد وجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بحظر الموقع رداً على نشر تسجيلات هاتفية تظهر تورطه في فضيحة فساد.

Ad

وأوضح جهاز تنظيم الاتصالات التركي أن "تويتر" أغلق بحكم قضائي بعد شكاوى قدمها مواطنون تتهم المنتدى الاجتماعي بانتهاك الخصوصية، مشيراً إلى أن إدارة الموقع، ومقرها في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، تجاهلت طلبات سابقة بحذف بعض المحتويات.

وقال الجهاز: "نظرا لعدم وجود خيار آخر أغلق الدخول على موقع تويتر تمشياً مع قرارات المحكمة بتجنب أي إيذاء محتمل للمواطنين في المستقبل".

وكان أردوغان تعهد، أمام آلاف المؤيدين في تجمع انتخابي قبل عشرة أيام من الانتخابات البلدية المقررة في 30 مارس، بإلغاء الموقع قائلاً: "سنستأصل تويتر ولا يهمني ما سيقوله المجتمع الدولي، وعندئذٍ سيرون قوة تركيا".

وفور إعلان القرار، سارع الرئيس التركي عبدالله غول وانتقد في حسابه على "تويتر" هذه الخطوة. وكتب في تغريدة: "لا يمكن الموافقة على الحجب التام لشبكات التواصل الاجتماعي، وآمل ألا يستمر هذا الوضع طويلاً".

وبينما عبر غول، الذي عارض أردوغان عندما هدد بحجب موقعي فيسبوك ويوتيوب الشهر الماضي، عن اختلافه مع رئيس وزرائه، تقدم حزب الشعب الجمهوري أبرز قوى المعارضة في البرلمان ورئيس نقابة المحامين التركية متين فايز أوغلو أمس بشكوى أمام القضاء للمطالبة بتعليق تنفيذ هيئة الاتصالات التركية لقرار الحجب.

ونددت المفوضة الأوروبية المسؤولة عن التقنيات الجديدة نيلي كروز بشدة ليل الخميس- الجمعة بقرار الحكومة الإسلامية المحافظة، مشددة على أن "حجب تويتر قرار جبان لا أساس له ولا مبرر، والشعب التركي والأسرة الدولية سينظران إليه على أنه إجراء رقابة وهو فعلا كذلك".

بدورها، انتقدت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس تركيا، معتبرة "غلق تويتر إجراء لا يتفق مع رؤية ألمانيا لحرية التعبير".

وكذلك فعلت الحكومة البريطانية، التي أعربت عن قلقها إزاء قرار السلطات التركية، مشددة على أن حرية التعبير هي حق أساسي.

(أنقرة، بروكسل- أ ف ب، رويترز)