وضعت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر أمس اللمسات الأخيرة لضمان حسن سير الاستحقاق واطمأنت على تسلم مندوبي ووكلاء مرشحي الرئاسة للتفويضات من المحاكم، في حين تواصل حملات المرشحين اليوم الصمت الانتخابي، قبل أن يتوجه الملايين إلى صناديق الاقتراع غداً لاختيار رئيس جديد في الاستحقاق الثاني لخريطة الطريق.

Ad

قبل ساعات من بدء الانتخابات الرئاسية، التي يتنافس فيها قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، والمقرر لها غداً الاثنين وبعد غد الثلاثاء، أكدت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، أن جميع مندوبى ووكلاء مرشحى الرئاسة، تسلموا كل الأوراق الخاصة بهم والتفويضات من المحاكم الابتدائية على مستوى الجمهورية.

من جهة أخرى، قالت اللجنة إن «عملية الفرز ستتم داخل اللجان الفرعية، ثم يتوجه رئيس اللجنة الفرعية إلى اللجنة العامة لتسليم الحافظة البلاستيكية الشفافة المتضمنة كل محاضر ونتائج الفرز وبرفقته أمين اللجنة حاملا باقي أوراق العملية الانتخابية بصحبة قوات الأمن لتسليمها إلى اللجنة العامة التي تتولى عملية حصر الأصوات».

وأضافت أنه «يحق حضور عملية الفرز وإعلان حصر الأصوات، لكل من مندوب كل مرشح ووكيله، ومتابعي منظمات المجتمع المدني المحلية والأجنبية والهيئات الدولية، ووسائل الإعلام المرخص لهم من لجنة الانتخابات الرئاسية، وفي حالة التزاحم تجرى بينهم قرعة بحيث لا يزيد عدد الحضور على ثلاثة من كل فئة».

السيسي وصباحي

من جانبه، دعا المشير المصريين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية، مضيفاً في مقطع فيديو بث أمس الأول: «نزول المصريين جميعاً عشان يدلوا بأصواتهم هتبقى رسالة قوية وتعبير حقيقي عن إرادة الشعب».

واختتم صباحي حملته بمؤتمر جماهيري في ميدان «عابدين» وسط القاهرة، بجملة للزعيم المصري الراحل أحمد عرابي، حيث قال: «يا شعب مصر العظيم لن نورَّث بعد اليوم».

وبينما تواصل أمس الصمت الانتخابي، الذي يمتد نحو 57 ساعة قبيل أن يبدأ الاقتراع غداً، شهد وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي الاستعدادات النهائية لوحدات «الصاعقة» المشاركة في تأمين الانتخابات، للاطمئنان على جاهزيَّتها، لمواجهة التهديدات التي قد تؤثر على سير العملية الانتخابية، مشدداً خلال زيارته للوحدات على التصدي لكل محاولات التأثير على عملية التصويت، وتهديد المواطنين.

إلى ذلك، قال مصدر عسكري مسؤول إن وزير الدفاع صدَّق على تخصيص عدد من طائرات النقل العسكرية، للعمل كمجهود جوي لنقل أكثر من 1100 قاضٍ، من أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على الانتخابات الرئاسية، في المحافظات النائية.

في السياق، أكد وزير التنمية المحلية والإدارية، اللواء عادل لبيب تجهيز 13 ألفاً و893 لجنة، من المُقرر أن يدلي المصريون بأصواتهم فيها، بينما حذر الناطق باسم وزارة «الداخلية» اللواء هاني عبداللطيف من تعطيل العملية الانتخابية، موضحاً في تصريحات صحافية أن «أي شخص يُقدم على إفساد العملية الانتخابية فلا يلومن إلا نفسه»، في حين دعا مفتي الديار المصرية شوقي علام الشعب إلى المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، مؤكداً أن مقاطعتها دعوة إلى «الفتنة المحرمة».

فاعليات مهيبة

في المقابل، تعهَّد تحالف «دعم الشرعية» الموالي لتنظيم «الاخوان» بتحويل يومي الانتخاب إلى «فاعليات مهيبة» وتظاهرات قوية، الأمر الذي دفع وزارة «الداخلية» إلى التحذير منه، معلنة تصديها بكل حسم وحزم لكل من يحاول تعطيل الانتخابات.

وهدَّد «التحالف»، بالتظاهر لإفساد الانتخابات، مؤكداً أن يومي الاقتراع سيشهدان حراكاً مهيباً، وقال بيان له أمس: «سننزل لرفض الهزل والباطل، شبابنا سيبقى في الشوارع بطول البلاد وعرضها وعلى الباغي تدور الدوائر، سنعيش كراماً أحراراً أو سنموت أبطالاً»، متهماً قوات الأمن وأنصار رجل الأعمال نجيب ساويرس باستهداف المتظاهرين أمس الأول في منطقة «عين شمس» شرق القاهرة، الأمر الذي اعتبره مراقبون، محاولة لتخويف الأقباط من المشاركة، فضلاً عن محاولة إذكاء الفتنة الطائفية.

من جانبه، وبينما أكد أمين عام حزب «البناء والتنمية» التابع للجماعة الإسلامية، علاء أبوالنصر، مشاركة الحزب في التظاهرات التي ستنطلق يومي الانتخابات، وقال عضو التحالف خالد سعيد لـ»الجريدة» إن «التظاهرات ستكون سلمية وأمام اللجان»، اعتبر المفكر القبطي ومنسق التيار العلماني بالكنيسة الأرثوذكسية كمال زاخر التهديدات «فارغة ولن تُخيف الأقباط».

في الأثناء، قالت أجهزة الأمن إنها نجحت في إحباط ما قالت إنه مخطط لتعطيل الانتخابات الرئاسية، في 10 قرى بمحافظة بني سويف.