شركة روسية تعلن اختراقاً وتتحدى «أبل» الأميركية!
تمثل الخطط الجريئة التي تتبناها الشركات الحديثة العهد رسالة قوية إلى اللاعبين الكبار: توقفوا عن العبث بأجهزة مثيرة للسأم يتلقاها الناس مثل هدايا ويضعونها في الأدراج.
إنها فترة عصيبة جداً بالنسبة إلى روسيا: البلاد تمضي بسرعة نحو وضعية الدولة المنبوذة، ولكن على الرغم من ذلك، فإن شركة روسية حديثة العهد تحاول في الوقت الراهن التفوق على شركة "أبل" في تحقيق اختراق حقيقي في تصنيع جهاز متطور يسهل ارتداؤه، وقد جذب نموذج الجهاز أعداداً كبيرة من المضاربين المتهافتين على تمويله على موقع "انديغوغو" Indiegogo، الذي يعد منصة تمويل دولية إلكترونية على شبكة الإنترنت، ليتجاوز حجم التمويل خمسة أمثال ما كان متوقعا له. الشركة الروسية يطلق عليها "هيلبي" Healbe، وهي حديثة العهد أسسها آرتيم شيبتسين المتخصص في بحوث المستهلك في موسكو، وتعتزم إنتاج سوار متطور للياقة البدنية يلتف حول معصم اليد. وعلاوة على الوظائف العامة التي يتولاها الجهاز مثل احتساب عدد الخطوات التي يخطوها الفرد أثناء تريضه وعدوه ورصد مراحل النوم، فإنه جهاز "غو بي" GoBe، حسبما أطلقت عليه الشركة الروسية، يقوم بحساب كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان ومعدلات حرقها عبر قياس مستوى الغلوكوز الموجودة في الجسم من خلال ملامسته للجلد.تجعل هذه السمة جهاز "غو بي" فريداً وثورياً حقاً: فقد عرف عن شركة "أبل" سعيها منذ فترة إلى مثل هذا الأداء من خلال تطوير إنتاجها لجهاز أطلقت عليه اسم "آي واتش". وفي شهر يناير الماضي قال مارك غورمان المتخصص في نشر الأنباء الحصرية لشركة "أبل" الأميركية، إن الشركة كلفت أحد كبار مطوري الأجهزة الطبية المتخصصة في تحليل الدم من دون الحاجة إلى حقن أو انتزاع للأنسجة. ومن غير المعروف ما اذا كانت هذه القدرة سوف تستخدم في أول "آي واتش" لأن التقنية مازالت حديثة العهد ولم تخضع للاختبار.
وفي حقيقة الأمر، تمكنت شركة تدعى "أيرو هيلث"، التي تتخذ من كندا مقراً لها، من جمع أموال عبر منصة شعبية في السنة الماضية بغرض إنتاج جهاز يمكن ارتداؤه لرصد السعرات الحرارية، لكنها اضطرت إلى إعادة الأموال وإلى الاعتراف بعجزها عن إنتاج جهاز يمكن تسويقه بحلول خريف سنة 2014، كما كانت قد وعدت من قبل.وعلى أي حال، يدعي شيبتسين أن بوسعه طرح جهاز "غو بي" وشحنه إلى الراغبين فيه في يونيو المقبل، على الرغم من أن الجهاز لم يخضع لاختبارات بعد بصورة مستقلة. وبحسب المؤسس، فإن الاختبارات الداخلية التي أجراها أظهرت تمتع النموذج الأولي لـ"غو بي" بمستويات دقة بلغت 80 في المئة لمقياس الغلوكوز القياسي. وبوسع الجهاز أيضاً احتساب معدلات تناول السعرات الحرارية بنسبة دقة تصل إلى 90 في المئة.كانت شركة "هيلبي" الروسية تعول على جمع 100 ألف دولار خلال الفترة ما بين 5 مارس و15 أبريل على منصة "إنديغوغو" التمويلية على شبكة الإنترنت، لكنه حقق أكثر من 548 ألف دولار حتى الآن. ليس هناك من سبيل للتحقق من المزاعم التقنية المتعلقة بهذا الجهاز الذي أعلنته شركة "هيلبي"، وقد يتبع خطى "أيرو هيلث" وينتهي به المطاف إلى الاعتذار من مؤيديه المتحمسين.لا شك أن منافسة شركة "أبل" الأميركية العملاقة تتطلب الكثير من الجرأة والمال، كما تبين لمنافسي الشركة عبر السنين. ويعتبر نجاح حملات "أيرو هيلث" و"هيلبي" في جمع الأموال عملية ذات أهمية خاصة في حد ذاتها- فهي تبعث برسالة إلى الشركات الكبرى التقنية بأن منتجاتها الحالية من الأجهزة القابلة للارتداء لا تتمتع بالمواصفات الكافية التي يحتاجها السوق. انتظار هزة تقنيةلا شك أن احتساب عدد الخطوات، وقرع الجرس المنبه خلال فترة النوم الصحيحة أداء جيد، لكن ذلك ليس كافياً من أجل انطلاقة حقيقية للسوق. ويتوقع الباحثون في السوق تحقيق مبيعات خلال هذه السنة تصل إلى 17 مليون سوار أو عصابة- بما في ذلك تلك المتعلقة بتقصي جهد اللياقة والساعات الذكية- لكن يبقى هذا كله مجرد صناعات صغيرة تساوي بضعة مليارات من الدولارات على الصعيد العالمي.ينتظر هذا السوق حدوث هزة تقنية رئيسية، وربما تكون هي إحصاء عدد السعرات الحرارية بصورة آلية، إذ إن مثل هذه التقنية ستكون كافية لتحويل أشد الأشخاص كسلاً إلى مسار إنسان صحي ملتزم يكون بوسعه أن يتحقق باستمرار من عدد ما يتناول من سعرات أو ما أحرقه منها.وتعد تقنية قياس الغلوكوز من المجالات غير المطروقة، لذا فإن أول شركة هي التي ستقوم بتسويقها في صورة جهاز يسهل ارتداؤه على شكل سوار يلتف حول المعصم وبذلك ستصنع جهازاً جباراً يصعب الوقوف أمامه... وتلك هي سمات ما يمكن أن يطلق عليه "الجهاز القاتل" الحقيقي: اقتحامي وإدماني.وتمثل الخطط الجريئة التي تتبناها الشركات الحديثة العهد رسالة قوية إلى اللاعبين الكبار: توقفوا عن العبث بأجهزة مثيرة للسأم يتلقاها الناس مثل هدايا ويضعونها في الأدراج. عليكم البدء بإحداث ثورة حقيقية يحصل من خلالها الفائز على كل شيء، كما كانت الحال مع أول "آي باد".* ليونيد بيرشيدسكي | Leonid Bershidsky متخصص في الشؤون الروسية والأوروبية والتقنية في "بلومبرغ فيو"