دجاج مشوي وأكياس هيل للترويج لنواب العراق الجدد
مرشحات يضعن صور أزواجهن... ومسيحي يعلن إسلامه وآخر ترشح «بأمر من رسول الله»
من يترشح للانتخابات البرلمانية في أي مكان يبتكر أفكارا جديدة لحملته من باب الترويج والتسويق لنفسه، وعادة ما تكون تلك الحملات مقنعة وراقية وتعبر عن عمق ومستوى تفكير صاحبها، إلا أن الوضع يختلف تماما في العراق.الحملات الدعائية التي أطلقها مرشحو انتخابات مجلس النواب العراقي المزمع اجراؤها في 30 أبريل الجاري، أثارت استهزاء وسخطا لدى الشارع العراقي. وصارت ملصقاتهم التي ملأت الشوارع في عموم العراق بألوانها البراقة وأحجامها المختلفة، محط كوميديا وسخرية بين العراقيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
والأكثر طرافة هو ذلك المرشح الذي أرفق ورقة دعايته الانتخابية ملصقة على "دجاجة مشوية" ووزعها على ناخبيه في البصرة، وحاكاه مرشح في بغداد مقلدا إياه، في حين قام آخر بإلصاق ورقة دعايته الانتخابية على كيس هيل ووزعه على ناخبيه. ويبقى السؤال المطروح هل المواطن العراقي واع لمثل هذه المهازل الانتخابية أم لا؟! وهل سيطالب مثقفو ونخب العراق بإعادة ترميم وتنظيم العملية السياسية برمتها لأن ما يحدث على أرض الواقع هو استهانة بالعقل العراقي والثقافة وتاريخ وحضارة هذا البلد.فهناك من كتبت أنها زوجة فلان أو شقيقة فلان كي تعرف بنفسها، وأخرى لا تضع صورتها على ملصقها الدعائي بل تضع صورة زوجها أو شيخ عشيرتها إيمانا منها بأن وضع صورتها حرام، إذن كيف ستحضر جلسات البرلمان وفيه نواب رجال في حال فوزها لا سمح الله! وهناك من كتب عن نفسه أنه "مسيحي وأسلم على دين محمد وآل محمد"، وهناك من غطت وجهها أو كتبت كلمات دينية مثيرة للآخرين، أو ذاك الذي قال إنه شقيق مدرب كرة قدم، ومرشح آخر أقسم قائلا "أقسم بالله العظيم رشحت نفسي للبرلمان بأمر من رسول الله".وفي جنوب العراق، حدث ولا حرج، ففي محافظة ذي قار مركز محافظة الناصرية هناك من حصر برنامجه الانتخابي في تلبية مطالب سائقي التاكسي وترتيب وضعهم، متناسياً حجم الأرامل والأيتام وجمهور المعاقين بسبب الإرهاب والعمليات المفخخة، ومتجاهلاً الطائفية المقيتة التي تضرب البلاد، فضلاً عن الأخطاء اللغوية والإملائية والقواعدية التي ظهرت في عشرات الملصقات والدعايات الانتخابية.