تقدمت إيران بأول خطوة حقيقية في إطار خطة لإزالة الشكوك الدولية حول برنامجها النووي المتنازع عليه، وذلك بدعوتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي اجتمع مجلس محافظيها المكون من 35 دولة أمس، لزيارة موقع آراك النووي في الثامن من ديسمبر.

Ad

دعت إيران أمس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى زيارة موقع آراك الحساس لإنتاج المياه الثقيلة في الثامن من ديسمبر، منفذة بذلك أحد التعهدات التي قطعتها على نفسها في الاتفاق المبرم مع الوكالة منتصف نوفمبر.

وقال المدير العام للوكالة الدولية يوكيا أمانو، خلال اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة: «يمكنني أن أبلغ المجلس بأننا تلقينا دعوة من إيران لزيارة موقع آراك لإنتاج المياه الثقيلة».

ويثير مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة وتنوي إيران بدء تشغيله في نهاية 2014، مخاوف القوى الكبرى لأنه يؤمن لطهران إمكانية الحصول على البولونيوم البديل لليورانيوم المخصب من أجل إنتاج قنبلة ذرية.

وكانت طهران تعهدت بفتح هذا الموقع أمام مفتشي الوكالة في «خريطة الطريق» من ست نقاط تهدف الى «إرساء ثقة أكبر بين الطرفين». وهذا الاتفاق التقني الذي وقع في طهران في 11 نوفمبر الحالي خلال زيارة ليوكيا أمانو ينص أيضاً على زيارة منجم اليورانيوم في غاشين وعلى التزام من إيران بتقديم معلومات عن مشاريع محتملة لمفاعلات نووية جديدة أو موقف تخصيب إضافي.

وأوضح أمانو أن «كل المسائل العالقة الأخرى بما فيها تلك التي أثيرت في تقاريري السابقة ستطرح شيئا فشيئاً»، مبيناً أن الجانبين أصبحا متفقين على اتباع استراتيجية تدريجية وأن أمام ايران ثلاثة اشهر لتطبيق النقاط الست.

وأضاف أمانو: «أتطلع كثيرا الى التمكن من الاعلان عن نقاط تقدم جديدة بما في ذلك تطبيق هذه الاجراءات العملية الستة خلال مجلس حكام الوكالة في مارس المقبل».

وبعد التوصل الى الاتفاق الذي قبلت بموجبه الجمهورية الاسلامية الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ستقوم الوكالة الدولية بدور مهم في التحقق من تنفيذ البنود، التي تشمل أيضاً إجراء عمليات تفقد يومية لموقعي نطنز وفوردو لتخصيب اليورانيوم إضافة الى مفاعل آراك.

وأشار أمانو إلى أن المجلس «يفكر في الطريقة التي يمكن بها تنفيذ عناصر الاتفاق المتعلقة بالوكالة»، مشيرا الى اوجه التمويل والى الموارد البشرية. وقال: «التحاليل ستستغرق وقتا وسأقوم بطرحها على المجلس بمجرد الانتهاء من إجرائها».

 

بن زايد وكيري

 

في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان أمس إلى طهران في زيارة هي الأولى له منذ تولي الرئيس حسن الرئاسة في إيران. 

وخلال الزيارة، التي استمرت يوماً واحداً، التقى بن زايد الرئيس الإيراني بعد أن بحث آخر التطورات في المنطقة مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يعتزم القيام بجولة خليجية يبدأها من الكويت الأحد وتشمل عُمان والسعودية في المستقبل القريب.

على صعيد مواز، يعود وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع المقبل الى اسرائيل في محاولة لتهدئة التوتر مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اعتبر الاتفاق مع ايران «خطأ تاريخياً».

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي أمس الأول إن كيري سيتوجه الى الشرق الاوسط في اطار جولة تستمر من السادس الى التاسع من ديسمبر، تبدأ في بروكسل حيث سيحضر اجتماعا لوزراء خارجية حلف شمال الاطلسي ثم يتوجه الى مولدافيا.

لكن المحطة الأصعب ستكون عودته الى اسرائيل والضفة الغربية في اطار زيارته الثامنة الى هذه المنطقة منذ توليه مهامه على رأس الدبلوماسية الاميركية.

 

العقوبات

 

إلى ذلك، اتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطي روبرت مينيديز البيت الأبيض باستخدام خطاب «مبالغ فيه» وأساليب «للتخويف» في محاولة لمنع فرض عقوبات جديدة على ايران، منتقداً إدارة الرئيس باراك أوباما لموافقتها على الاتفاق الذي ستقبل ايران بمقتضاه تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات الاقتصادية.

في المقابل، قضت محكمة العدل الأوروبية أمس بأن الاتحاد الأوروبي كان محقاً في فرض عقوبات ضد شركة إيرانية مرتبطة بتجارة النفط بسبب دعمها لأنشطة طهران النووية فيما أصدرت المحكمة قراراً آخر ضد توقيع عقوبات على شركة أخرى.

(فيينا، طهران، واشنطن- 

أ ف ب، يو بي آي، رويترز)