تصاعدت المخاوف لدى أوساط سياسية لبنانية من انتكاسة قد تتعرض لها الحكومة الائتلافية برئاسة تمام سلام، وربما تصل إلى حد انفراط عقد هذه الحكومة، على خلفية الخلاف حول مضمون البيان الوزاري.

Ad

وفشل الاجتماع السابع للجنة صوغ البيان الوزاري مساء أمس الأول في التوصل إلى تسوية لموضوعي "المقاومة" و"إعلان بعبدا"، وعاد البحث إلى المربع الأول، مع إصرار "حزب الله" وحركة "أمل" على إدراج كلمة "المقاومة"، الأمر الذي ترفضه قوى أخرى مشاركة في الحكومة.

إلى ذلك، انقسمت القوى السياسية أمس بين مؤيد لخطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في جامعة الكسليك أمس الأول، الذي دعا خلاله "حزب الله" ضمناً إلى عدم التمسك بـ"معادلات خشبية"، في إشارة إلى معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، مقترحاً بدلاً من هذه المعادلة معادلة "الجيش والشعب والقيم المشتركة".

ورد «حزب الله» على خطاب سليمان في بيان غير مسبوق، مشيراً إلى أن «قصر بعبدا بات يحتاج إلى عناية خاصة، لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب».

وقال الحزب في بيانه: «مع احترامنا الأكيد لمقام رئاسة الجمهورية وما يمثل، فإن الخطاب الذي سمعناه بالأمس يجعلنا نعتقد بأن قصر بعبدا بات يحتاج في ما تبقى من العهد الحالي إلى عناية خاصة، لأن ساكنه أصبح لا يميز بين الذهب والخشب».

سليمان

وبينما رفضت أوساط بعبدا الرد على الحملة التي شنتها وسائل إعلام محسوبة على قوى «8 آذار» على سليمان عقب خطابه أمس الأول، أمل سليمان أمس «إنجاز البيان الوزاري بسرعة، كي تستطيع الحكومة تأمين المساعدات للجيش اللبناني، وتكون تالياً المرجعيّة السياسية والغطاء اللازم والضروري للبنان واللبنانيين»، وجدّد دعوته الجميع في الداخل اللبناني إلى «عدم الانخراط في الصراع السوري على قاعدة إعلان بعبدا، وتحييد لبنان عن صراعات الآخرين، وعدم التدخل في شؤونهم».

واعتبر سليمان أنّ «تعرّض القرى والبلدات اللبنانية المتاخمة للحدود مع سورية، وآخرها بريتال وعرسال (الجمعة)، للقصف الجويّ الصاروخي والأعمال العسكرية من الداخل السّوري، يشكّل مزيداً من الاستدراج للتورّط في الساحة اللبنانية وتوريطها». وشدد على أنّه «من غير المسموح أن يدفع ثمن هذا التعرّض الأبرياء اللبنانيون في مختلف المناطق في الأرواح والممتلكات»، داعياً «الجميع في سورية إلى الامتناع عن استهداف الداخل اللبناني تحت أي ذريعة».

هل رد حزب الله؟

في السياق، أفادت مصادر أمنية بأن "حزب الله" رد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركزاً له، على مقربة من بلدة جنتا البقاعية الفاصلة بين بلدة النبي شيت اللبنانية والحدود السورية ليل الاثنين الماضي، باستهداف موقع إسرائيلي في جبل الشيخ فجر أمس بضربات صاروخية. وكانت "الإذاعة الإسرائيلية" أكدت أن صاروخين سقطا في جبل الشيخ ليل الجمعة- السبت دون وقوع إصابات أو أضرار، إلا أن مصادر إسرائيلية اعتبرت أن الصاروخين سقطا عن طريق الخطأ نتيجة الاشتباكات في الداخل السوري.

الضاحية

في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات أنه "نتيجة للتحقيقات التي أجرتها المراجع الأمنية المختصة مع بعض الموقوفين، خصوصاً في ما يتعلق بتنفيذ عمليات انتحارية لاغتيال شخصيات لبنانية، أبرزها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، تكشفت معلومات أثناء التحقيقات عن التخطيط لعمليات انتحارية تشمل مركزي تعبئة الغاز في منطقة الأوزاعي- بئر حسن"، لافتة إلى أنه "فور ورود المعلومات المذكورة، أعطى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعليماته للأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، بضرورة إقفال المركزين بصورة موقتة، بدءاً من صباح الاثنين 3 مارس 2014، ريثما يتم إفراغ المخزون، حفاظاً على أمن وسلامة سكان المنطقة، بانتظار توفير إجراءات أمنية كافية للحد من نجاح مثل هذه العمليات".