ظريف: «الهولوكوست» مأساة... وإيران لن تهاجم أي دولة `

نشر في 04-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 04-02-2014 | 00:01
No Image Caption
وزير خارجية السويد في أصفهان... وأضخم بعثة تجارية أجنبية منذ «الثورة» تستطلع فرص الاستثمار

أرسل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس رسائل تطمين جديدة للغرب، معتبراً أن الهولوكوست مأساة وأن بلاده لن تهاجم أي دولة ولو كانت إسرائيل، وذلك قبل انطلاق المفاوضات بشأن اتفاق شامل حول ملف إيران النووي.
وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع تلفزيون ألماني بثت أمس الإبادة التي تعرض لها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا (الهولوكوست) بأنها "مأساة وحشية ومشؤومة يجب ألا تتكرر"، مشددا على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن الذي أنهى أعماله مساء أمس الأول على أن بلاده "ليس لديها شيء ضد اليهود، والإيرانيون يكنون أكبر احترام لهم داخل إيران وفي الخارج. لا نشعر بأننا مهددون من أحد".

وفي إشارة اخرى الى إسرائيل، أكد وزير الخارجية الإيراني إن إيران لن تشن أبدا عملية عسكرية ضد أحد، وذلك في كلمة ألقاها أمس أمام المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في برلين "لن نبدأ عملية عسكرية ضد أحد. وأقول: ضد أي أحد". وكان الرئيس الإيراني السابق محمد أحمدي نجاد أنكر وقوع "الهولوكوست" كما هدد بـ"رمي إسرائيل بالبحر".

ورأى ظريف أنه "بالنوايا الحسنة يمكن أن نصل الى اتفاق (بشأن الملف النووي) خلال ستة اشهر"، مضيفاً: لا أخشى قرارا من الكونغرس الأميركي (بشأن عقوبات جديدة)... فالرئيس الأميركي (باراك أوباما) وعد باستخدام حق النقض ضد قرار كهذا."

وزير خارجية السويد

في غضون ذلك، بدأ وزیر خارجیة السوید کارل بیلیت أمس زيارة لإيران تستمر 3 أيام يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الإيرانيين، وهو أول وزير للخارجية السويدية يزور إيران منذ 13 عاماً.

ونقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا)، عن مساعد وزیر الخارجیة الإيراني لشؤون أوروبا وأميرکا، مجید تخت روانتشي، قوله إن الوزير السويدي بدأ زيارته من مدینة اصفهان التاريخية (وسط ایران) علی ان یغادرها الثلاثاء الی طهران.

وأضاف ان زیارة بيليت سوف تستغرق 3 أیام، وهي الأولى بعد آخر زیارة قامت بها وزیرة خارجیة السوید انا لیند، قبل نحو 13 عاماً.

وأوضح روانتشي أن بیلیت سیلتقي وزیر الخارجیة الإیراني، محمد جواد ظریف، في طهران لبحث سبل تطویر العلاقات بین البلدین.

عراقجي يشكك

في سياق آخر، نفي مساعد وزارة الخارجية للشؤون القانونية والدولية وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي ان يكون قد تم تحديد مكان أو موعد للمفاوضات المقبلة مع مجموعة "5+1" الدولية. وكانت منسقة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون أعلنت قبل يومين بعد لقائها ظريف في ميونيخ ان المفاوضات ستنطلق في 18 فبراير الحالي.

تهديدات

الى ذلك، قال مساعد شؤون التنسيق للقوة الجوية بالجيش الإيراني العميد الطيار عزيز نصير زادة، إن الولايات المتحدة غير قادرة على مهاجمة بلاده، معلناً أن القوة العسكرية الإيرانية على اتم الاستعداد لمواجهة أي هجوم.

ونقلت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء عن العميد زادة قوله أمس ردّاً على تصريحات مسؤولين أميركيين حول أن الخيار العسكري حيال إيران مازال مطروحاً على الطاولة، إنه "لو كان الأميركيون قادرين على مهاجمتنا لفعلوا ذلك، وإن عدم قيامهم بهذا الأمر مؤشر الى عدم قدرتهم عليه، ونحن كقوة عسكرية على أتم الجاهزية والاستعداد".

وأشار الى وجود القوات العسكرية الأميركية في المياه الجنوبية لإيران، وقال "إننا لا نقول إن قدراتنا المادية متكافئة معهم، لكننا قادرون على ضربهم"، لافتاً الى أن "الضربة ستكون بالتأكيد مؤثرة جداً"، وأضاف: "بما أن الدول الغربية والقوى الدولية حسّاسة جداً تجاه الخسائر البشرية، فإن ضربتنا الأولى ستحطم روحهم المعنوية"، مبينا أنهم يملكون "الكثير من نقاط الضعف، ولقواتنا القدرة على توجيه ضربات أساسية للقوات العسكرية للقوى الدولية".

وقال العميد زادة إن إيران تعمل حالياً على إنتاج نسخ جديدة من قنابل ذكية ذات دقة أعلى، وتزوّد طائرات "الميراج" التي تملكها بصواريخ ومعدّات جديدة. وأضاف في إشارة الى قنبلة "قاصد" الذكية، إن هذه القنبلة مستخدمة في القوة الجوية الإيرانية منذ وقت طويل "ويتم حالياً تطوير نسخ جديدة منها ذات دقة أعلى"، مشيراً الى أن "توجهنا هو نحو المعدات الذكية، ومن ضمنها قنابل وصواريخ بعيدة المدى". وأوضح "نعمل منذ سنوات في مجال القنابل الذكية والصواريخ بعيدة المدى، سواء الليزرية أو جي بي اس وكذلك سائر منظومات الملاحة الجوية الذكية".

وأشار الى نصب معدات جديدة على طائرات "الميراج" المقاتلة، وقال: "قمنا بنصب خزان وقود أجنبي الصنع يؤدي الى زيادة فترة التحليق، وكذلك نصبنا على الطائرة معدّات محلية الصنع تعمل كمنظومة فاعلة الى جانب سائر المنظومات".

ولفت الى زيادة المدى العملاني لمقاتلات القوة الجوية الإيرانية من خلال إنجاز عملية التزويد بالوقود جواً، مشيراً الى "أننا قادرون على توفير الدعم الجوي اللازم لأسطولنا البحري في أي نقطة كانت".

في السياق، أزاح وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان أمس الستار عن قمرين اصطناعيين جديدين.

وفد فرنسي

في سياق آخر، اجتمع وفد من رؤساء الشركات الفرنسية يمثل أكبر بعثة تجارية أجنبية تزور طهران مع عدد من قيادات قطاع الأعمال في ايران أمس وذلك للمرة الأولى منذ اتفاق جنيف النووي المؤقت في نوفمبر الماضي. وكان احتمال تخفيف القيود التجارية شحذ همم الشركات الفرنسية الساعية للفوز بعقود في إيران الغنية بالنفط والغاز التي يبلغ عدد سكانها نحو 80 مليون نسمة.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية (ايرنا) الرسمية إن الوفد الذي يضم أكثر من 100 مدير تنفيذي من رابطة أصحاب الأعمال الفرنسية سيلتقي أعضاء غرفة التجارة والصناعة والتعدين والزراعة الايرانية. وبدأ الوفد زيارته أمس الأول وسيغادر ايران غدا.

 وقال مصدر بالسفارة الفرنسية في طهران لـ"رويترز" إن الزيارة استكشافية في المقام الاول ولم يتم التوقيع على أي اتفاقات خلالها. وأضاف "الوفد يستطلع المجالات المحتملة للتعاون، ومن المحتمل أن يعمل على إحياء وجوده القديم. فمستثمرونا لم يهجروا ايران بالكامل. لكنهم قلصوا وجودهم ونحن نتطلع الآن للعودة."

ونقلت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء عن مهدي مير أبوطالبي نائب رئيس مؤسسة الترويج التجاري الايرانية قوله إن الوفد يضم مديرين من قطاعات مثل صناعة السيارات والتعدين والطاقة والمياه والكهرباء والطيران وسكة الحديد والطرق والنقل البحري والمؤسسات المالية والبنوك والسياحة. وذكرت الوكالة إن مير أبوطالبي قال إنه يعتقد أن الوفد هو أكبر وفد يزور ايران من بلد أوروبي منذ الثورة الاسلامية عام 1979.

(برلين، طهران ــ أ  ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top