257 قتيلاً في حلب في 5 أيام من «غارات البراميل»

نشر في 07-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 07-02-2014 | 00:01
No Image Caption
• «الإسلامية» تدعو سكان أحياء النظام إلى تجنب المواقع العسكرية • كيري: «اتفاق الكيماوي» عزز الأسد


ارتفعت حصيلة القتلى في حلب من جراء غارات البراميل المتفجرة الى 257 قتيلاً، في حين أعلنت المعارضة أنها ستشن هجوماً على الأحياء التي يسيطر عليها النظام في المدينة، داعية سكان هذه الأحياء الى مغادرتها.
قتل قرابة 257 شخصا بينهم 73 طفلاً في الأيام الخمسة الماضية، في قصف الطيران السوري بالبراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في شرق مدينة حلب (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وقال المرصد في بريد إلكتروني انه وثق "استشهاد 246 بينهم 73 طفلاً دون سن الثامنة عشرة (...) وما لا يقل عن 22 مقاتلا من الكتائب المقاتلة، استشهدوا خلال الأيام الخمسة الفائتة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي ألقتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية". وبحسب المرصد، أدى القصف كذلك الى مقتل 24 امرأة على الاقل، في حين نزح آلاف الاشخاص من هذه الاحياء في اتجاه الاحياء الغربية من المدينة، والواقعة تحت سيطرة قوات نظام الرئيس بشار الاسد.

وتتعرض الاحياء الشرقية لحلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة ومناطق في ريفها، لقصف عنيف من الطيران التابع للقوات النظامية منذ منتصف ديسمبر الماضي، مما ادى الى مقتل المئات خلال اسابيع، بحسب المرصد.

واشتدت حدة هذا القصف مجددا خلال الايام الماضية، لاسيما منذ السبت الماضي. ويترافق هذا القصف مع تقدم القوات النظامية على اطراف الاحياء الشرقية، بعد استعادتها السيطرة على مناطق واسعة في الريف الشرقي لكبرى مدن شمال سورية.

وقال المرصد ان "نحو 30 في المئة من الذين استشهدوا، إثر هذا القصف بالبراميل القذرة، هم من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، الذين كان ذنبهم الوحيد، أنهم اصروا على البقاء في منازلهم، ورفضوا الرضوخ لحملة التهجير والتشريد".

هجوم المعارضة

في المقابل، أعلن مقاتلو المعارضة السورية أمس شن حملة عسكرية جديدة على محافظة حلب بعد أيام من تصعيد القوات الحكومية لهجماتها الجوية في محاولة لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة وطرد السكان منها. وانضم أكبر تحالف لقوات المعارضة السورية والمعروف باسم "الجبهة الإسلامية" إلى "جبهة النصرة" الفرع الرسمي لتنظيم "القاعدة" في سورية لشن هجوم أطلقوا عليه اسم "واقترب الوعد الحق".

وقالت قوات المعارضة في بيان مشترك: "تطالب غرفة عمليات واقترب الوعد الحق كافة العسكريين المتواجدين في المقرات بالتوجه إلى جبهات القتال وإلا سيتعرضون للمساءلة والمحاسبة".

ودعت سكان مناطق نقاط التفتيش والقواعد التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية إلى المغادرة خلال 24 ساعة قائلة إن هذه المناطق ستكون الأهداف الرئيسية للمعارضة.

وحققت القوات الموالية للأسد مكاسب محدودة في أجزاء خاضعة لسيطرة المعارضة في ثاني أكبر المدن السورية. وأرجعت مصادر في المعارضة ذلك إلى اقتتال قوات المعارضة على مدى أسابيع مما أسفر عن مقتل ما يربو على 2300 مقاتل.

وتحاول "الجبهة الإسلامية" وبعض حلفائها من العلمانيين طرد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بسبب خلافات على الأرض وخلافات أيديولوجية.

كيري

الى ذلك، أقرّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن قوة الرئيس السوري بشار الأسد تزايدت منذ توقيع الاتفاق حول تدمير ترسانة سورية الكيماوية، ولكنه أكد أن نظام الأسد عاجز عن الفوز عسكرياً، معتبراً أن صموده يعود لدور حزب الله وإيران.

وقال كيري، لشبكة "سي أن أن" الأميركية تعليقاً على اعتبار مدير جهاز الأمن القومي الأميركي جيمس كلابر أن الاتفاق على تدمير السلاح الكيماوي السوري أدّى إلى تقوية الأسد، وسط تقارير دولية عن مماطلته بتسليم الأسلحة، إن كلابر "محقّ لجهة تزايد قوة الأسد منذ توقيع الاتفاق حول السلاح الكيماوي".

غير أن كيري أعاد السبب إلى دور حزب الله والحرس الثوري الإيراني والقتال الداخلي بين فصائل المعارضة، مضيفاً "لقد حسّن الأسد موقعه قليلاً، ولكنه ليس بطريقه لتسجيل انتصار، فما من حل عسكري للصراع والجميع متفق على ذلك".

ولفت الوزير الأميركي إلى تزايد مدّ "الإرهاب" القادم إلى سورية، والمواجهات بين فصائل المعارضة التي تقلّص جهودها بمواجهة الأسد، إلى جانب تزايد دور حزب الله والحرس الثوري الإيراني الذي شكّل "نقطة تحوّل" بالنسبة للأسد.

وقال إن "الوضع حالياً يتلخّص ببساطة بأن الأسد ليس بطريقه لتسجيل انتصار، ولكنه أيضاً ليس على طريق الهزيمة، وبالتالي هناك حالة مراوحة".

بان كي مون وموسكو

في غضون ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن ثقته بالتزام النظام السوري بالمهلة التي تنتهي في 30 يونيو المقبل للتخلّص من ترسانته الكيماوية بالكامل، لافتاً إلى أن عملية نقل هذه الأسلحة من سورية لإتلافها تجري بسلاسة رغم التأخير.

في سياق آخر، اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوريكين مساء أمس الأول أن روسيا تعتبر انه "ليس الوقت المناسب" كي يبحث مجلس الامن الدولي قرارا يطالب بفتح ممرات انسانية في سورية، محبطا بذلك مشروع قرار يعمل الغربيون وبعض الدول العربية التي تدعم المعارضة السورية على اعداده لوضعه على طاولة مجلس الامن.

القاهرة والجربا

الى ذلك، طالبت مصر، الحكومة السورية بوقف استهداف المدنيين في مدينة حلب السورية، معبرة عن قلقها إزاء التقارير التي تتناول الأوضاع المأساوية في المدينة التي شهدت تصعيداً كبيراً لأعمال القصف باستخدام البراميل المتفجرة.

 وجاء هذا الموقف من قبل وزارة الخارجية المصرية بالتزامن مع وجود رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا في القاهرة، الذي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي.

(دمشق، واشنطن، نيويورك  ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

back to top