مصر: براءة شفيق... وخلافات تشق «تمرد» و«الإنقاذ»
القبض على المتحدث الإعلامي لـ «6 أبريل»... ومقتل مجند و«تكفيري» وإصابة ضابط من القوات الخاصة
تنامت التوقعات باقتراب عودة رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة قادماً من مقر إقامته في دبي، بعد حصوله أمس على حكم بالبراءة في قضية «أرض الطيارين»، بينما تسببت الخلافات بشأن الانتخابات الرئاسية في شق صفوف جبهة «الإنقاذ» وحملة «تمرد».
باتت عودة رئيس وزراء مصر الأسبق، الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة وإنهاء إقامته في دولة الإمارات العربية، وشيكة بعد إغلاق صفحة القضايا المنظورة ضده، أمس، وحصوله على حكم بالبراءة وآخر برفض الدعوى، بما يعزز احتمالات ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة.وأصدرت محكمة جنايات القاهرة، أمس حكماً ببراءة شفيق ونجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، علاء وجمال، في قضية اتهامهم بتسهيل الاستيلاء على مساحة 40 ألف متر من أراضي منطقة البحيرات المرة في محافظة الإسماعيلية، والمخصصة لجمعية «الضباط الطيارين»، كما أصدرت المحكمة ذاتها حكماً بعدم قبول الدعوى الجنائية في قضية اتهام شفيق و10 متهمين آخرين، من أعضاء مجلس إدارة الجمعية بالاستيلاء على المال العام والتزوير والتربح، وقضت بعدم قبول الدعوى الجنائية لانتفاء صلة قاضي التحقيق بالقضية.وفي حين قال محامي شفيق، هشام مراد، إن «الفريق كان واثقاً من البراءة وإن وجوده خارج البلاد كان من أجل عدم الانتقاص من كرامته»، مشيراً إلى أن «شفيق يعد العدة للعودة إلى القاهرة»، كما أكد شفيق، في رسالة نشرها على «فيسبوك» قرب موعد عودته، وقال إنه «لم يتخذ قراراً بشأن ترشحه للرئاسة حتى الآن»، رابطاً ترشحه «بعدم ترشح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي».في سياق آخر، داهمت قوات الأمن، مركز «الحقوق الاجتماعية» التابع للمرشح الرئاسي السابق خالد علي في منطقة عابدين وسط القاهرة أمس، وألقت القبض على المتحدث الإعلامي لحركة «6 أبريل» محمد عادل الذي كان يختبئ داخل المركز، وجاء إلقاء القبض عليه تنفيذاً لقرار النيابة العامة بضبطه وإحضاره، على خلفية اتهامه في أحداث العنف التي شهدها محيط محكمة عابدين التي وقعت بين قوات الأمن ومتظاهري «6 أبريل» أثناء تسليم مؤسس الحركة أحمد ماهر نفسه إلى النيابة أواخر الشهر الماضي.الأمن والإرهابفي غضون ذلك، لقي أحد العناصر التكفيرية مصرعه ويُدعى سعيد شحاتة أمس، عقب انفجار حزام ناسف كان بحوزته، أثناء مواجهته قوات الشرطة بمنطقة المرج. وقال مصدر أمني إن «أحد ضباط العمليات الخاصة أصيب خلال المواجهة بعد تبادل إطلاق النار مع القتيل»، مؤكداً أن «المطلوب كان يرتدي حزاماً ناسفاً وأنه كان يتواجد في إحدى الشقق بمنطقة المرج وقفز بمجرد استشعاره وجود الأمن، من سطح منزله إلى شقة أخرى، وتبادل إطلاق النار مع قوات الأمن فأصابت طلقة الحزام الناسف الذي كان يرتديه فانفجر وتحوَّل إلى أشلاء».في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان لها أمس، مقتل مجند إثر قيام مسلحين باستهدافه وإطلاق الأعيرة النارية، تجاه القوة الأمنية المُعين بها بأحد شوارع بورسعيد، بينما لاذ مرتكبو الحادث بالهرب.خلافات «الرئاسية»في الوقت الذي أطلقت فيه مؤسسة الرئاسة الحوار المجتمعي بشأن «خارطة الطريق» أمس مع قوى شبابية، تسببت الاستعدادات للانتخابات الرئاسية في خلاف داخل حملة «تمرد»، بعد اختلاف قادتها حول مطالبة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بالترشح أو دعم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي حال ترشحه مجدداً.ووصل الخلاف إلى مشاجرة على إحدى الفضائيات المصرية بين القياديين بالحملة محمود بدر وحسن شاهين، قال خلالها الأخير إن «تصريحات بدر عن دعم السيسي تعبر عن موقفه الشخصي، خاصة أن الحركة اجتمعت مع أعضائها على مستوى المحافظات وتم الاتفاق على تفضيل عدم ترشح السيسي، لكي يبقى بطلاً في أنظار المصريين، وأن موقف الحركة هو عدم دعم السيسي مرشحاً للرئاسة».إلى ذلك، تواجه جبهة «الإنقاذ الوطني» خطر الانهيار مع تصاعد الأصوات المتعارضة بشأن عدد من القضايا السياسية المستقبلية خاصة ما يتعلق بمرشح «الإنقاذ» للانتخابات الرئاسية مع ميل عدة أحزاب لمطالبة السيسي بالترشح، بينما تذهب أخرى إلى دعم ترشح حمدين صباحي.«جبهة الإنقاذ انتهت ككيان»، هكذا قال الأمين العام لحزب «المصري الديموقراطي الاجتماعي»، أحمد فوزي لـ»الجريدة»، مضيفاً: «انتهى دور «الإنقاذ» مع سقوط نظام مرسي و»الإخوان»، لذلك بدأت أحزاب «الإنقاذ» في بناء تحالفات انتخابية مستقلة.بدوره، أكد المتحدث الرسمي للتيار الشعبي حسام مؤنس أن «هدف جبهة الإنقاذ تحقق وانتهى دورها، ويخطئ من يراهن على استمرار توحدها، لأنها تضم بداخلها ألوانا واتجاهات متعددة»، داعياً - عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك»- إلى حل «الإنقاذ» نفسها لبدء تشكيل تحالفات جديدة، تعبر عن أجندات سياسية واضحة بين أحزاب تجمعها نفس الرؤى السياسية.من جهة أخرى، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» المناصر للرئيس المعزول محمد مرسي أمس إلى تظاهرة حاشدة اليوم من أجل رفض مشروع الدستور الجديد المقرر الاستفتاء عليه الشهر المقبل. وحثَّ التحالف، في بيان، «المواطنين الثوَّار على الدفاع عن ثورتهم وإشعال الثورة في كل الميادين والاحتشاد في مليونية مهيبة في بداية أسبوع جديد تحت عنوان دستورنا 2012».