ظلت المواقف التي اطلقها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وردود رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، محور الاهتمام على الساحة السياسية الداخلية، في وقت دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان الى "عدم الانغلاق المنافي للرسالة المسيحية، وعدم مماشاة الأنظمة المتسلطة".

Ad

وقال سليمان، في كلمة له أمس من بكركي، خلال حفل إطلاق كتاب "سلامي أعطيكم"، الذي يتضمن كل الخطب والمواعظ الرسمية التي حصلت خلال زيارة البابا بنديكتوس الـ16 الأخيرة للبنان: "علينا كمسيحيين تطبيق الإرشاد الرسولي وعدم التفتيش عن طرق وآليات أخرى أو مشاريع أخرى".

ودعا "إلى تلافي المخاطر على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط باعتماد القيم الديمقراطية والإنسانية"، مضيفا: "علينا عدم الاعتماد على الحمايات الخارجية الوهمية، وعدم الركون إلى فكرة تحالف الأقليات"، متابعا: "الكرة الأرضية لا مكان فيها للتقوقع، فالعولمة يقابلها عولمة وانعزال، وهذا ليس من شيم المسيحية".

من جهته، طالب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بإقرار قانون جديد للانتخابات، وإجرائها بأسرع وقت ممكن، وتسهيل تأليف الحكومة الجديدة القادرة على مواجهة التحديات، مضيفا: "الشعب اللبناني بات مقهورا ويعاني الجوع، لذا نؤيد مساعي رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى تحقيق المصالحة وإقامة حوار وطني".

في موازاة ذلك، رأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس أن "المرحلة التي يمر بها لبنان عصيبة ومثقلة بالمخاطر وتتطلب منّا درجات كبيرة من الوعي".

وقال ميقاتي، في المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية، "دعونا الى عدم التدخل في شؤون أي بلد عربي"، متمنيا على العرب "تفعيل هذه السياسة لحماية لبنان في تحمل عبئه الثقيل باستيعاب النازحين السوريين".

وأضاف: "لقد دفع لبنان في الماضي ثمناً باهظاً للصراعات الاقليمية، واليوم يحاول جاهداً أن يدفع خطر هذه الصراعات التي تحيط به، فلقد فقد لبنان أكثر من 43 في المئة من الناتج السياحي، ما انعكس سلباً على الإيرادات"، مشددا على أن "تحويل لبنان إلى ساحة صراع سيؤدي الى أضرار كبرى".

واعتبر ميقاتي أن "التحولات التي يشهدها العالم العربي انعكست من الناحيتين المباشرة وغير المباشرة على أكثر النشاطات الاقتصادية"، مشيرا الى أن "اللاجئين يحتاجون الى تقدميات تفوق قدرة لبنان"، مثنيا على "الجهود التي تقوم بها المصارف اللبنانية من أجل المحافظة على مصداقية القطاع تجاه العالم".

إلى ذلك، أطلق وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أمس عملية المسح الإجباري في بلدة لاسا، مشيرا إلى "اننا وضعنا قواعد جديدة واتفاقية جديدة لضمان عدم النزاع"، معلنا ان "مسألة النزاع على الأراضي بدأت تخطو خطواتها نحو الحل بعد التوصل إلى حل نهائي، بعد استكمال المسح الإجباري"، مؤكدا أن "أي خلاف يحصل سيحل على طاولة وزارة الداخلية".