أثارت الخلافات الخليجية الأخيرة بمدها وجزرها توتراً إعلامياً وسياسياً، واتجهت  الأنظار نحو الكويت باستضافتها القريبة للقادة العرب قبل انعقاد القمة العربية، ولتاريخ الكويت الثري بالمواقف التوفيقية لاحتواء الخلافات، ولحث الأطراف على المرونة أسوة بالشعوب التي حتما ستتأثر بمواقف القادة، ولاحتواء التراشق الإعلامي الخليجي المؤلم الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبنظرة سريعة لمرحلة تأسيس البيت الخليجي وكتابة الميثاق نحاول تسليط الضوء على بعض النقاط الهامة:

Ad

• الحرص على أن يصبح المواطن الخليجي جزءاً من عملية اتخاذ القرار، وكما جاء في حديث الأمين العام فور تأسيس المنظومة "إن أسلوب العمل الذي شرعنا به هو ترجمه لما يريده المواطن إلى حقيقة ملموسة، إن المواطن يريد أن تكون الأسرة الخليجية خالية من الحواجز التي تفرق بين الأعضاء". من كلمة الأمين العام عبدالله بشارة أغسطس 1981.

• التعايش مع واقع استمرار الهاجس الأمني الذي خيم على مجلس التعاون منذ تأسيسه بسبب الحرب العراقية الإيرانية آنذاك، وبالتالي رغبة دول الخليج وبشكل مستمر في سياج أمني يحميها من المخاطر أو الأفكار التي تأتي من نظم عربية متطرفة بين الحين والآخر، والتي يربطها البعض أيضا بهواجس ثورات الربيع العربي ورياح التغيير التي تهب على دول الشمال الإفريقي واليمن وسورية.

• الآلية الودية لحل الخلافات، حيث كانت خلافات الثمانينيات في البيت الخليجي تشتعل بسبب تصريحات صحافية من دولة حول السياسة النفطية لدولة أخرى أو الأزمات الحدودية، لكنها لم تصل إلى سحب السفراء، وذلك لوجود آلية لاحتوائها، تلك الآلية اعتمدت على وزراء الخارجية وشخصيات اجتماعية معروفة بعلاقاتها التوافقية، وكما أشرنا في مقالنا السابق سعي الدول إلى الاستعانة بسمو الأمير لصفاته الشخصية التفاوضية الناجحة ومواقف الكويت المعتدلة، وابتعادها عن الانحياز لطرف دون آخر.

• حفز ميثاق تعاون القادة في الماضي لإقرار مواثيق أخرى للصداقة وحسن العلاقات، فقد تبنى مجلس التعاون في أواخر الثمانينيات ميثاقا للعلاقات بين الدول، وكما جاء في كتاب الأمين العام السيد بشارة أنه من أفضل الوثائق التي تضمن الاعتماد على التفاوض كوسيلة لحل الخلافات.

• الدور الهام خلال الغزو للمملكة العربية السعودية وقطر، فقد تم انعقاد قمة التحرير والتغيير في الدوحة عام 1990 يوم 22 ديسمبر، وحمل القادة مسؤولية تاريخية تجاه الكويت وتحريرها، والمملكة العربية السعودية لها دور قد حفر في قلوبنا وأذهاننا باستضافتها لأهل الكويت خلال الأزمة وللحكومة الكويتية بالطائف، حيث مدت لها يد العون لتحتفظ بشرعيتها وتمارس مهامها الدبلوماسية والإدارية حتى التحرير.

• وأخيراً فنحن بحاجة للالتزام بميثاق التعاون كسلوك، ومجلس التعاون كمنظومة دولية، وأن نسعى باتجاه الاندماجية وننبذ التشنج السياسي، ونأمل بالصلح في الوقت القريب، فمن سمات القيادة الحكمة والمرونة وتقديم نموذج لاحتواء الأزمات وتنقية الأجواء.

كلمة أخيرة: من المسؤول عن الحادث المؤسف للشابة التي طعنتها الإثيوبية؟ هل مكاتب الخدم التي تسعى إلى العمالة الجاهلة أم المكاتب الصحية التي تتقاضى الرشا لتمرير التقرير؟ ومنا إلى وزارتي الشؤون والصحة.

وكلمة أخرى: خطوة في الاتجاه الصحيح تلك التي تبناها نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد تجاه مؤسسة الحرس الوطني بعد حصولها على جائزة الشفافية في العام الماضي، وذلك بإقراره آلية لمكافحة الفساد كجزء من الإدارة الداخلية، وبانتظار أن تستفيد الوزارات والمؤسسات من النموذج المطروح.