فوجئ الجمهور العربي ببيان صادر عن المكتب الإعلامي للممثل السوري سامر المصري يعلن فيه نيته الترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية، في مواجهة بشار الأسد، وعودته إلى دمشق خلال أيام لتقديم أوراقه بشكل رسمي، معتبراً أن الترشح لرئاسة الجمهورية حق مشروع لأي مواطن سوري لم تتلطخ يداه بالدماء.

Ad

في البيان المزعوم يدافع المصري عن حقوق الأقليات ويتعهد ضمان عيش كريم لها، ويؤكد ضرورة العيش المشترك بين الطوائف، مع العلم أن زوجة المصري تنتمي إلى الطائفة الدرزية، ووقوفه على مسافة واحدة من الطرفين المتصارعين في سورية، من خلال مساهمته في الأعمال الإغاثية والإنسانية فحسب، وعدم التدخل في الصراع الدموي والعسكري الذي شرد وقتل مئات الآلاف من الشعب السوري. وهكذا يكون المصري المرشح الثاني الذي يعلن ترشحه رسمياً بعد عضو مجلس الشعب ماهر حجار، بعدما استوفى الشروط المطلوبة للترشح، من أهمها كسب ثقة 35 عضواً في مجلس الشعب.  

سرعان ما نفى سامر كل ما تردد على لسانه، وكذَّب، في حديث إلى أحد المواقع الإلكترونية، الخبر جملة وتفصيلا، مستغرباً توقيت هذه الإشاعة وأهدافها ووضعها في خانة المحاولات لإدخال المرء في أجواء ليس فيها، مشدداً على أنه بعيد، راهناً، حتى عن المشاريع الدرامية، وقال: {لا أفكر في العودة إلى دمشق حالياً، ولم أفكر بمشروع سياسي إطلاقاً، وينصبّ اهتمامي على مشاريع خارج الدراما}. وأضاف: {استغرب كيف تتناول الصحافة فناناً بقضايا كبيرة سياسية ووطنية، من دون أن تراعي ظروفاً قد يكون فيها هذا الفنان}.

خدمات اجتماعية

في مقابل نفي المصري لهذه الإشاعة، لمح نجوم كثر بإمكان خوضهم المجال السياسي باعتبار أنهم يستطيعون، من خلاله، تقديم خدمات اجتماعية للناس لم يستطع من هم على رأس السلطة راهناً القيام بها.   

في بيروت ترشح نجوم للانتخابات النيابية التي كان يفترض أن تجري في يونيو 2013 إلا أنها تأجلّت لظروف سياسية، وآخرون ترشحوا في الدورات الانتخابية السابقة ولم يحالفهم الفوز.

راغب علامة أحد أكثر الأسماء التي حكي حول إمكان تقلّدها منصباً وزارياً، ولم يخفِ علامة يوماً حبه لخوض المجال السياسي من أجل العمل الاجتماعي، إلا أنه لا يجد نفسه ضمن الجو السياسي الموجود راهناً في لبنان، كما قال.

منذ سنتين تقريباً طرح اسم علامة ليشغل منصب وزير بيئة أو يترشح للانتخابات النيابية في لبنان، إلا أنه أكد، في حديث صحافي له، أنه لم يفكّر يوماً في هذا المنصب، أو حتى في الانتخابات النيابية، في ظل قانون الانتخابات الحالي، رغم حبّه للعمل الاجتماعي، وأضاف: «الواصلون إلى هذا المجلس لم يقدموا أعمالاً نوعية أو يحققوا تغييرات ملموسة في لبنان ترفع الناس من الحفرة الاجتماعية التي يعيشون فيها».

تابع أنه لو تبوأ مركزاً سياسياً رفيعاً في لبنان، فسيهدم ثلاثة أرباع المباني، لا سيما المتصدعة، ويعيد بناءها على المستوى الهندسي المطلوب، آخذاً في الاعتبار مقومات السلامة العامة فيها، وقال: «يهمني توسيع الشوارع. سأبني بيروت تحت الأرض، والأهم إنشاء مواقف للسيارات وإلغاء المستودعات التجارية (depot) في العمارات لأنها تسبب تلوثاً بيئياً، كذلك إلغاء إشارات السير واستبدالها بأنفاق ودوارات}.

بدوره أكد معين شريف، في حديث له، أنه لن يتورّط في أمور البلاد السياسية، وقال: {سياستي هي بلدي وناسي وأهلي وأولادي وأرضي وعروبتي فهل هؤلاء كلهم تهمة؟}

أضاف: {أستغرب سخافة بعض العقول التي تدّعي فهم العمل السياسي، وهي بالكاد تشاهد نشرات الأخبار}. عن حقيقة ترشّحه للانتخابات النيابية، أوضح: {أنا من منزل سياسي وعروبي وفكري بامتياز، وكل شيء قابل للتفكير والدراسة، في حال كان لخدمة الناس، إلا أن ذلك لا يعني أنني حسمت أمري، ربما ثمة من يراني في المجلس ويضع ثقته بي وأنا أشكره، لكن القرار النهائي لم يُتّخذ بعد}.

خدمة وفاعلية

لم تنف مايا دياب أنّها تلقّت عرضين من جهتين سياسيّتين للترشّح للنيابة، واعتبرت أن الفكرة ليست خيالاً، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت، مؤكدة أنها يمكن أن تكون فاعلة أكثر من الذين يتولون شؤون الوطن، نظراً إلى جماهيريّتها، وعبرت عن إعجابها بالنائب ستريدا جعجع واصفة إياها بأنها رائعة.

بدورها صرّحت نجوى كرم أنها ترفض استلام حقيبة وزارية في أي حكومة لبنانية جديدة «لأنني لا أحب أن أكون في منصب سياسي، بل فنانة يحبني الناس، وأقول للسياسيين اللبنانين: ضعوا أنفسكم مكاننا لتعرفوا أن تحكموا».

رداً عن سؤال حول إمكان خوضه المجال السياسي، أكَّد صابر الرباعي رفضه القيام بهذه الخطوة وقال: «لا أريد أن أجلب المسبّة لنفسي». من جهته، ذهب الفنان محمد منير في رفضه مشاركة الفنانين في العمل السياسي حدّ انتقاد من يُقدم على هذه الخطوة، لأنه {أولى بالفنان أن يعبر عن وجهة نظره السياسية من خلال فنه مثلما فعلت أم كلثوم وغيرها من فنانين كبار}، مضيفاً: {أندهش من أهل الفن الذين تركوا أعمالهم وركنوا إلى العمل السياسي}.

الإعلامي جورج قرداحي، أحد المرشحين في الانتخابات النيابية التي كان يفترض أن تجري في يونيو 2013 في لبنان إلا أنها تأجلت، إذ اختار التيار الوطني الحر، مقدم برنامج «من سيربح المليون»، ضمن قائمة مرشحيه. أكد قرداحي صحة الخبر، خصوصاً أن علاقة ودية تجمعه بالعماد ميشال عون، إضافة إلى توافق في وجهات النظر حول نقاط سياسية، من بينها الموقف الداعم للنظام في سورية، ودعم المقاومة اللبنانية إضافة إلى إصلاحات داخلية مهمة في البلاد.

بدورها أعلنت كارول صقر نيتها الترشّح للانتخابات النيابية وقررت وضع برنامج وخط إنساني لمساعدة كل لبناني بعدما أسقطته الدولة وزعماؤها من حسابه. كذلك كان زين العمر أعلن نيّته الترشّح للانتخابات النيابية اللبنانية التي كانت ستُجرى في يونيو 2013، وقال: «الفن سياسة، والسياسة فن، ومن حقي الترشح لخدمة وطني بكل شرف»، معتبراً أنّ كل إنسان يؤمن بتعدد الحريات سيصوت له.

خطوات سابقة

في الانتخابات النيابية في لبنان التي أجريت في 2009 ترشح فنانون من بينهم عبدو منذر وغسان الرحباني إلا أنهما لم ينالا نصيبهما من الفوز. صرّح منذر يومها: «أخوض النضال السياسي منذ 1982. وقد وافقت على الترشح لاقتناعي بأنّ الفنان الذي يمثّل رسالة الفن الراقي والمحبّة، يمكن أن يخدم بلده جيّداً».

عن اختلاف الفنان عن الآخرين في نظرته إلى النشاط السياسي، أجاب: «العمل السياسي واحد ولكن الفنان يملك نظرة مختلفة عن الطبيب والمحامي، كونه يتمتع بانفتاح أكبر»، معلناً أنّه سيحمل «قضية البيئة في لبنان» كما يفعل في رسالته الفنية.