{بشارة بواكيم} الاسم الأصلي للفنان صاحب الأصول الشامية، وحذفت الباء اختصاراً من المصريين كعادتهم مع الأسماء الغريبة. ولد عام 1982، درس الحقوق الفرنسية، وعمل كمحام تحت التمرين حتى الثانية والعشرين من عمره، حينما التقى بالممثل المسرحي جورج أبيض، أثناء تقديمه أحد عروضه المسرحية، وانتهز الفرصة ليبدي له رغبته في دخول مجال التمثيل، لكن الأخير رفض حفاظًا على مستقبل واكيم المهني.

Ad

ورغم أن أولى محاولاته بخوض هذه التجربة قوبلت بالصدّ والرفض، فإن هذا الأمر لم يوقف الرغبة في داخله، ولم يمنعه من البحث عن سبيل لتحقيق حلمه بأن يكون أحد أشهر الفنانين، وبرز ذلك في إصراره على متابعة عروض فرقة الشيخ سلامة حجازي، وغيرها من فرق مسرحية، حتى ساقته الظروف إلى مقابلة عبد الرحمن رشدي المحامي الذي ترك مهنته ليعمل ممثلاً، وضم واكيم إلى فرقته، وفي الوقت ظل الأخير محافظًا على عمله كمحام.

بعدما توقفت عروض فرقة عبد الرحمن رشدي، توجه واكيم مجدداً إلى جورج أبيض ليطلب منه الانضمام إلى فرقته، وهو ما قابله أبيض بالترحيب، وقدم له المساعدة على عكس لقائهما الأول، الذي تم قبل ثلاث سنوات على تلك المقابلة.

وكان لانتقال واكيم بين فرق مسرحية عدة الفضل في أن يصبح وجهه معروفاً لدى الجمهور، لا سيما أنه التحق بين أكثر الفرق شهرة وقتها، من بينها فرقة أمين عطا الله، وفرقة بديعة مصابني، وفرقة فاطمة رشدي، وترجم روايات مسرحية فرنسية عدة أثناء عمله مع يوسف وهبي في فرقة رمسيس، ومن الفرق التي أثرت في مشوار واكيم المسرحي حينما التحق بها فرقة نجيب الريحاني التي حقق فيها نجاحاً عظيماً، لكنه تركها بعد فترة بسبب خلافاته المتعددة والمتكررة مع الريحاني.

واكيم كان أحد أوائل الفنانين الذين عملوا في مجال السينما الروائية القصيرة من خلال فيلم {الباشكاتب} الذي شاركه بطولته أمين عطا الله، وأخرجه محمد بيومي، وتم تقديمه عام 1923. وشارك مع صديقه المخرج إيلي ابتكمان في إنشاء شركة إنتاج سينمائي بعنوان {فيلم النصر}، والتي قدم من خلالها فيلم {ابن الشعب}، وهو يعد التجربة السينمائية الحقيقية الأولى له، وشاركه بطولته كل من ميمي شكيب، سراج منير، وماري منيب. ثم شارك واكيم منيرة المهدية بطولة تجربتها السينمائية الوحيدة في فيلم {الغندورة}.

برع واكيم في تجسيد الشخصيات الكوميدية في الأفلام التي قدم فيها الدور الثاني، وأحياناً الثالث، والذي دائماً ما يخدم على دور البطل، ومع ذلك تمكن من لفت نظر الجمهور، وإضحاكه. وحينما قرر الخروج عن هذه الأدوار بعدما تم حصره فيها، قدم شخصية الرجل الشامي في أفلام منها {غرام وانتقام} و}لعبة الست}، لكنها ظلت مجرد تغيير في الشكل الخارجي، مع الاحتفاظ بمضمونها الكوميدي في الدور الثاني.

واستطاع واكيم من خلال هذه الشركة إنتاج ما يقرب من مئة فيلم، وبعد ذلك أصيب بشلل، ثم تُوفي بعد أشهر في 20 نوفمبر 1949، ما أوقف مسيرته التي كاد بها أن يصبح أحد الذين قادوا السينما الكوميدية في العقدين التاليين للحرب العالمية الثانية.