حدث ما هو متوقع وأعلن القائد العسكري المصري ترشحه لرئاسة مصر، بالطبع لن أتحدث عن نتائج الانتخابات، إنما نحن أمام ترتيبات معينة لتسمية حاكم جديد لمصر، لتبدأ مرحلة "الأمر الواقع" في أرض الكنانة.

Ad

في حكم الدول ثبت تاريخياً أن البقاء للأقوى، وواضح جداً أن الأقوى في بلاد الكنانة هو المشير السيسي، والرجل حكم البلاد وأصبح هو الوالي، شاء من شاء وأبى من أبى، وإلا فكيف بمرشح محتمل (كما يوصف مرشحو الرئاسة قبل فتح باب الترشح بمصر) يلقي بياناً للأمة وهو بالزي العسكري، وفي التلفزيون الرسمي للدولة، ويعلن ترشحه للانتخابات، ويسهب ويتحدث بالعامية عما يفكر فيه، ويرسل رسائل سياسية حساسة إلى الداخل والخارج؟!

لاشك أن أمام السيسي في المرحلة المقبلة تحديات كبيرة خارجية وداخلية، وأظنه سيكون قادراً على التعامل معها بسبب دعم دولي وإقليمي متوقع، والأهم هو العمل الذي سيقوده، فأرض الكنانة تئن وتشكو إفرازات سيئة لسنين عجاف مرت بها، فالاقتصاد متدهور، والأمن ليس جيداً، وإن تحسن قليلاً، والسياحة تعيش أسوأ أيامها، وفرص العمل شبه منعدمة، بلد شبه منهار يحتاج إلى معجزة ليقف على أقدامه، تأثر سلباً نتيجة حقب رئاسية دمرت البلاد والعباد.

مثلما أسلفت أصبحت رئاسة السيسي أمراً واقعاً، يشعر به حتى أولئك من ليس لهم صلة بالحياة السياسية.

فالأيام حبلى، وأظن أن بداية حكمه ستكون بتخفيف أحكام الإعدام المفتعلة على مئات من كوادر "الإخوان المسلمين" كرسالة معينة، مع أن المتابع يعلم أن الأحكام كانت سياسية لتكون ورقة في يد الرئيس الرسمي المقبل؛ ليتم بعدها المفاوضات من موقع قوة مع "الإخوان المسلمين".

أيضاً كما أعلن سابقاً ستوزع أعداد هائلة من الشقق السكنية، قيل إنها مليون وحدة بدعم من الإمارات، أتوقع أن السيسي سيتعامل بورقة الأحكام القضائية لتحقيق اختراقات في صفوف "الإخوان"، أو الدخول في صفقة سياسية معينة معهم، فمهما تطورت الأمور فهو يعلم تماماً أنه لا يمكن تجاهلهم، نظراً لوجودهم الكبير في الشارع.

أيضاً أظنه سينظر في ملف الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت هناك إشارات معينة وتلميحات واضحة بهذا الشأن؛ لذلك أتوقع رد الاعتبار ولو بروتوكولياً لمبارك، وهو الذي صرح قبل أسابيع بأنه سيؤدي العمرة، ثم يزور دول الخليج للسلام على حكامها، نظراً لعلاقته الوطيدة معهم.

أيضاً خارجياً بات واضحاً أنه سيتم تعديل في صيغة العلاقة مع نظام الأسد في سورية، بعدما تدهورت في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، ولا ننسى عودة العلاقة الحميمة مع دول مجلس التعاون باستثناء قطر.

لا يملك الإنسان العادي إلا الدعاء لما فيه خير مصر العزيزة ورخاؤها، وأن تعود "أم الدنيا" كما عهدنا بها.

***

لست بشاعر، لكنها أبيات عامية نظمتها عن الوضع العربي، أتمنى أن تكون مقبولة:

صار الربيع اليعربي المتسارع

دولة ورى دولة ولا أحدٍ يتركه

هز الدول في كل درب وشارع

كلٍّ يقاتل لا ربيعه يدركه

عقب الخضوع الراي حاد ولاذع

صوت الشعوب إن صاح محدٍ يملكه

لكنه ما هو إبأي مرة نافع

حتى ولو ضيم الليالي حركه

وف أرض الكنانة صار الأمر الواقع

والعسكري فرض عليهم مسلكه

كلٍّ إيصوت وإمغلوب وخاضع

ولا صوت يعلو فوق صوت المعركه

في مبدأ القوة... ووجهٍ فارع

واللي يعارض ورّدوه المهلكه

في شعبهم ما بين شاري وبايع

وسنوا قوانين الخنوع المضحكه