تعبر لوحات عبود سليمان عن تراث بلدته الميادين (شرق مدينة دير الزور) حيث عاش على جنباتها، وعلى ضفاف نهر الفرات، واستلهم من حكاياتها وألوانها وناسها ومفرداتها، ووظفها في لوحاته الشعبية في محاولة منه لتقديم بانوراما جمالية مشرقة عن تجربته ووقائع مشاهداته الحياتية المرسومة.

Ad

جاء في كلمة معرضه {منمنمات فراتية} في ألمانيا بقلم زوجته القاصة الفلسطينية سعاد شهاب: {من روح التراث الشعبي السوري وتقنيات تشكيلية معاصرة، يرسم عبود سلمان لوحاته التعبيرية وعناصرها التكوينية في الفن الشعبي السوري المعاصر، وهو الذي يعالج المحتوى بفوضى الخطوط والرموز والألوان والمنمنمات والمساحات في بريق اللون، وإشعاعات منمنماته الفراتية وفي عموم لوحاته. هو نتاج فنه وفكره، وهو الإنسان والفنان والمعلم والصحافي والمؤرخ والناقد، وعبر تاريخ مسيرته. هو علامة بارزة في الفن التشكيلي السوري الحديث وله شهرة واسعة وعالمية، بدأها من محليته. أعطى الكثير لطلابه في بلدته الميادين وله فيها مرسم ومتحف يرتاده كثيرون، وقدم كثيراً من الاستشارات لأجيال من الفنانين الشباب، وقدم إنتاجاً متميزاً معهم ومعارض مهمة. وهو غني ومتجدد بفنه وأسلوبه في الفن، وهو ذو شخصية معطاءة وروح غنية شفافة ذات نظرة ثاقبة تسبر الأعماق. تجمعه مع لوحاته صداقة دائمة وإنسانية محبة للسلام والخير وعشقه للفرات والوئام. تهمه شؤون الناس وقضايا الأرض وأحلام الفقراء المتعبين. ومن مزاياه يرسم ويكتب ويلون يومه وفنه وإبداعه. ومن سجاياه أنه صادق ونبيل، ومسافر دائماً، بين المدن والبلدان. ويفتخر أنه معروف في بلدته الميادين شرق سوريا بالقرب من العراق، وأنه عمل راعياً للغنم لعشرين سنة وعمل من الطين تماثيل ومجسمات. ورسم على جدران البيوت، حماماً وأحصنة وبيوتاً وأزهاراً، وكتب أشعاراً للحب والحياة. وأنه في تاريخ حضارة الإنسان يتطلع دائماً إلى المستقبل الأجمل، ويشارك في كثير من النقاشات حول الفن والناس والفكر والواقع. هادئ ومرات عدة ضاج وصاخب وحاد ولكنه طيب القلب، ولديه القدرة على تحويل الفكرة إلى واقع في لوحته أو في عمله اليومي. له منا تحية الحب والإعجاب والتقدير}.

 عبود سلمان فنان تشكيلي عربي، ناقد وكاتب صدرت له ثلاثة كتب في الفن التشكيلي: {شخوص مدينة العجاج}، {البذور والجذور}، {ألفة الأمكنة}، وقد فاز بجائزة النقد التشكيلي على مستوى الوطن العربي بالإمارات عن مخطوط {ينابيع الضوء في ذاكرة الحلم التشكيلي العربي المعاصر}. أقام أكثر من 13 معرضاً فنياً في الدول العربية والعالمية، منها سورية ولبنان والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيطاليا، وله مشاركات نقدية في الصحافة العربية. كذلك اختير عبود سلمان ممثلا لفناني البحر الأبيض المتوسط في مدينة نابولي في جنوب إيطاليا (2002)، أعماله الفنية اقتنتها متاحف عربية وعالمية، منها: {متحف العالم العربي} في باريس، {متحف ثقافات العالم} في فرنسا، ودول أخرى كأسبانيا وألمانيا والسويد واليابان.