في ضربة أمنية جديدةٍ وَضعت لبنان في عين عاصفة التطورات في المنطقة، فجر انتحاري نفسه أمس داخل غرفته في الطابق الرابع في فندق «دي روي» في الروشة ببيروت، أثناء مداهمة قوات الأمن العام الفندق لاعتقاله ما أسفر عن مقتل رجلي أمن. وقامت قوات الأمن بمداهمة غرف الفندق واعتقلت ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم موظف سوداني الجنسية في الفندق القريب من السفارة السعودية.

Ad

وشهد لبنان في الأيام القليلة الماضية ضربات أمنية موجعة، حيث فجر انتحاري نفسه في نقطة ضهر البيدر الحدودية مع سورية، كما فجر آخر نفسه قرب حاجز للجيش في ضاحية بيروت الجنوبية.

واعتقلت مخابرات الجيش أمس خلية من 5 أشخاص في منطقة القلمون قرب طرابلس، كانت تخطط لاغتيال ضابط رفيع في قوى الأمن في الشمال، واعتقلت القوى الامنية اللبنانية الجمعة الماضي 17 شخصا في فندق في بيروت، للاشتباه في التخطيط لهجمات في البلاد، لكنهم ما لبثوا ان اطلق سراحهم جميعا باستثناء رجل يحمل الجنسية الفرنسية من جزر القمر. وأكدت الخارجية الفرنسية هذا الاسبوع اعتقال احد مواطنيها في لبنان، كما اعتقلت القوى الأمنية خلية من 5 أشخاص قرب بعلبك.

إلى ذلك، وصفت مصادر أمنية الوضع الأمني في البلاد بـ»الحذر»، مضيفة أنه «لاتزال المخاوف من عمليات انتحارية أخرى واردة بعد توافر المزيد من المعلومات عن انتحاريين جدد وعن سيارات مفخخة من ضمنها شاحنة صغيرة قد تكون محملة بأطنان من المتفجرات».

وأشارت المصادر إلى أن «التفجيريين الانتحاريين في ضهر البيدر والطيونة لم يصلا إلى هدفيهما، وبالتالي فإن حال الوعي لدى المواطنين والتدابير الأمنية أعاقت حتى الآن وصول الإرهابيين إلى أهدافهم».

وزادت ان «التحقيقات لم تصل بعد إلى نتائج حاسمة تتعلق بهوية الانتحاريين والجهة التي تم منها استقدام السيارة، وهذا ما تركز عليه القوى الأمنية»، كاشفة عن «فرضية يجري العمل عليها في تفجير الطيونة، وهي أن سيارة المرسيدس المفخخة التي كان بداخلها الانتحاري تم تفجيرها عن بُعد من قبل مشغل الانتحاري، بعدما لاحظ ارتباكه عندما تم توقيفه من قبل عنصري الأمن العام، والعمل جار حاليا من قبل المحققين للتأكد من هذه الفرضية او استبعادها».

في سياق متصل، أحيل السوري فراس محمد خير رعد (مواليد 1996) الى شعبة المعلومات في بيروت، للتحقيق معه بشأن صلته بالانفجار في بيروت.

وكان الجيش قد أوقف رعد بجرم دخول البلاد خلسة، وسلمه الى مخفر درك اللبوة، وتبين بعد التحقيق معه انه كان قادما من مجدل عنجر الى عرسال، بهدف الالتحاق بالمجموعات المقاتلة، وهذا ما اكدته الصور الموجودة على هاتفه، الذي وجدت عليه ايضا رسالة تشير الى إمكان انتقاله الى عرسال بعد حصول الانفجار في بيروت.

في موازاة ذلك، أفادت معلومات أمنية من صيدا بأن «مخابرات الجيش اللبناني أوقفت في صيدلية عبرا عبدالرحيم رياض الأسير، وهو أحد أقرباء الشيخ الفار أحمد الأسير، وموظف في اوجيرو في صيدا، للتحقيق معه بشبهة اتصاله بأحد أنصار الأسير». وذكرت المعلومات ان «عبدالرحيم كان يتردد إلى مسجد عبرا اثناء وجود الشيخ الأسير، وانقطع عنه بعد تواري الأخير عن الأنظار».

ويبدو أن عودة موجة التفجيرات الإرهابية وما رافقها من سجالات سياسية وإعلامية ‏انعكست سلبا على التفاهمات السياسية الضمنية، خصوصا بين حزب الله وتيار المستقبل، والتي أدت الى ولادة حكومة المصلحة الوطنية برئاسة تمام سلام.

في هذا السياق، اعتبرت كتلة المستقبل النيابية أمس ان "أول ما تدل عليه جريمتا التفجير الأخيرتان في ضهر البيدر والطيونة هو أن من نفذهما لا يجد من يحميه في لبنان أو يتعاطف معه، وأن اللبنانيين يرفضون الانجرار خلف الإرهاب ومتمسكون بالسلم الاهلي والوحدة الوطنية".

ورأت الكتلة، بعد اجتماعها برئاسة النائب فؤاد السنيورة، في بيان تلاه النائب امين وهبي، أنه "يجب إقفال جميع الابواب في وجه آفة الارهاب، لإبعادها عن لبنان، وذلك بالتمسك قولا وعملا بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس".

واكدت ان "استمرار مشاركة حزب الله في القتال في سورية، استنادا إلى مقولة الحرب الاستباقية، ثبت فشلها، وقد أسست لمشكلة استدعاء الارهاب الراهن إلى لبنان وتسببت فيه. وان حزب الله الذي كان أول من حذر من ذلك هو الذي اقحم نفسه ولبنان في أتون مشكلات المنطقة، بالتالي فهو مطالب اليوم وقبل الغد بالانسحاب من سورية".

واضافت ان "كتلة المستقبل إذ تستنكر سيطرة جيش النظام السوري وسلاح حزب الله غير الشرعي على بلدة الطفيل اللبنانية، بعد تهجير اهلها، فإنها تطالب بأن تكون الطفيل خاضعة لسيادة الدولة اللبنانية التي يجب أن تتولى أمنها، وعلى ذلك تطلب الكتلة من الحكومة أن تتخذ القرارات اللازمة ليتولى الجيش اللبناني والمؤسسات الامنية اللبنانية حمايتها لكي يعود اهلها الى منازلهم. كما تطلب الكتلة من الحكومة اللبنانية اتخاذ الموقف الواضح، عبر وزارة الخارجية اللبنانية إزاء هذا الاعتداء السافر والمرفوض".