«الآثار الإسلامية» دشنت «رحلة إلى أسرار الشرق القديم»

نشر في 18-02-2014 | 00:02
آخر تحديث 18-02-2014 | 00:02
بمناسبة مرور 30 عاماً على تأسيسها

مئة تحفة فنية من روائع الشرق القديم استثمرتها دار الآثار الإسلامية في باكورة نتاجاتها السينمائية الوثائقية.
برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، وحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة بالإنابة عنه، دشنت دار الآثار الإسلامية أمس الأول في المركز الأمريكاني الثقافي عروض فيلمها الوثائقي الأول «رحلة إلى أسرار الشرق القديم» مع الكتيب المصاحب له، الذي يتقاطع مع احتفالها بمرور ثلاثين عاما على إنشائها في فبراير 1983.

استهل الحفل المذيع فريد دشتي بنبذة تعريفية عن العمل، بعدها ألقى ممثل راعي حفل الافتتاح م. علي اليوحة كلمة أشار فيها إلى أن هذه الفعالية الثقافية تعبر عن رحلة فنية تبحر في رحاب التذوق والإبداع وخضم الرؤى الجديدة والتحديث.

وأكد اليوحة ان ما يقدمه هذا العمل تمازج جديد برؤية معاصرة عن الآثار القديمة ليس من خلال الزجاج، بل من خلال رؤية إبداع الشباب وولاء وفرحة منهم بأعياد الوطن، التي تبرهن على ان الكويت دائما معطاءة بمبدعيها وشبابها المتطلع الطموح الذي لطالما توارث إبداع الأجداد والآباء منذ سنوات الكفاح الطويلة، والتي تركت آثارها الجميلة وانتجت اجيالا مبدعة جيلا تلو الآخر.

وأشار إلى أن الفيلم الوثائقي كتب ووثق بكوادر كويتية استطاعت أن تتفاعل مع التجربة للوصول إلى هذا الانجاز، وهو ليس بمستغرب على دار الآثار الإسلامية.

بدورها، أشادت المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية الشيخة حصة الصباح، في كلمتها، بالقائمين على الفيلم الذي يجمع بين الأدب والشعر مع الآثار والمكتشفات الآثرية ورؤيته التي تمثل رؤية الأديب لتلك التحف، وخصوصا كاتبي النص الباحث في الفلسفة عقيل عيدان والروائية والكاتبة ميس العثمان ومخرجه يعقوب بورحمة ومترجمته للإنكليزية الشاعرة د. فاطمة مطر.

ثم تم عرض الفيلم ومدته 22 دقيقة، الذي تناول عالما متسعا لجماليات التحف، وهي عبارة عن مكتشفات الحضارة الإنسانية التي تظهر بديع الصناعة وجماليات الحرفة، وكيف كانت الإشارات والتعبيرات تقول ما يود قوله الصانع باحترافية عالية... الكلمات تقع كالسحر على الآذان، ومن يتأمل التحفة يدرك أن علاقة الأدب بالفن علاقة قديمة بوجود الإنسان الذي حاول واجتهد واحترف الكتابة وألف المخطوطة، وأصبحت النتاجات المكتوبة سر اجتهاد العلماء والأدباء والباحثين في كل عصر وجدت فيه براعة الصانع وحرفيته.

وتطرق العمل إلى خريطة الشرق القديم الجغرافية من تلك المساحة الممتدة شرقاً من بحر إيجه في الأناضول إلى وسط إيران، ومن بلاد الأناضول جنوب جبال القوقاز إلى البحر الأحمر التي تضم ما يعرف حديثاً بتركيا وإيران والعراق والجزيرة العربية.

كما تحتضن هذه الجغرافيا منطقة الهلال الخصيب مهد الحضارة الإنسانية، وهي الأرض الممتدة من بلاد الرافدين وتتقوس غرباً لتصل إلى سورية وتركيا. كما تشمل حضارات وادي السند (الهند وباكستان حاليا)، إضافة إلى حضارة آسيا الوسطى والمعروفة حاليا بشرقي تركمانستان وغربي أوزبكستان وشمالي أفغانستان.

وعرض الفيلم باستخدام الشعر والموسيقى والتصوير الدقيق بين مختلف التحف، قصة مئة تحفة فنية من نوادر تحف العالم حطت الرحال في المركز الأمريكاني الثقافي، ولاتزال محط اعجاب الكثير من الزائرين، من نتاجات العصر البرونزي بين الألفية الرابعة إلى الألفية الثانية قبل الميلاد، والعصر الحديدي في الألفية الأولى قبل الميلاد إلى السنة الأولى قبل الميلاد، والطابع الهليني وهو عصر الإسكندر الأكبر (المقدوني)، والمرحلة المتأخرة التي طبعت بطابع ساساني (حكم الأسرة الملكية الفارسية).

استطاع فريق العمل، بقيادة المخرج بورحمة، انجاز فيلم وثائقي رائع، يبرز جماليات تلك التحف النادرة الموجودة بالمركز الأمريكاني الثقافي، وتاريخها بسلاسة، ولا ننسى التعليق المتمكن والمتلون اللافتين لمقدم البرامج الثقافية في إذاعة الكويت فهد مشعل، إلى جانب زميلته تماضر زاهي.

يشار إلى أن فيلم «رحلة إلى أسرار الشرق القديم» متاح الآن للمشاهدة لرواد معرض «روائع الشرق القديم» باللغتين العربية والإنكليزية، خلال الفترات الرسمية للزيارة بالمركز الأمريكاني الثقافي عدا الأحد.

back to top