في رصد مسبق لـ 2014... تعدد مراهنات المتشائمين على تباطؤ السوق

نشر في 03-01-2014
آخر تحديث 03-01-2014 | 00:04
No Image Caption
اندفاع الأسهم أساسه نمو الأرباح المتوقع الفعلي، لكن الآفاق الاقتصادية مازالت هشة، خصوصاً في المناطق المتعبة في أوروبا. وعلى «الاحتياطي الفدرالي» أن يقيس معدل انسحابه التدريجي على نحو لا يعرقل الانتعاش الأميركي، أو يُحدِث صدمة للأسواق الناشئة.
كان عام 2013 عصيباً على المؤمنين بالسوق الهابط. لقد حدثت أشياء كثيرة فوق الحد بصورة صحيحة على نحو خيّب آمالهم. ارتفعت الأسهم في جميع أنحاء العالم. وتفادت منطقة اليورو في الوقوع مرة أخرى في الأزمة. هدأت صرخات الألم في الأسواق الناشئة. وبعد عدة خطوات غير متوازنة، استطاع «الاحتياطي الفدرالي» الأميركي، تهدئة مخاوف المستثمرين حول خططه للانسحاب التدريجي من مشتريات الأصول.

حتى لو أن الأسواق أنهت السنة بمزاج منتعش، إلا أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تختل في 2014.

اندفاع الأسهم أساسه نمو الأرباح المتوقع، وليس الفعلي، لكن الآفاق الاقتصادية مازالت هشة، خصوصاً في المناطق المتعبة في أوروبا. وعلى «الاحتياطي الفدرالي» أن يقيس معدل انسحابه التدريجي على نحو لا يعرقل الانتعاش الأميركي، أو يُحدِث صدمة للأسواق الناشئة.

نتحدث عن أمور نعرفها، قبل أن نتحدث عن جميع الأحداث المجهولة التي لا نعرفها، والتي يمكن أن تقذف بنا إلى أزمات غير متوقعة. على رأس كثير من مصادر التخوف المعروفة، هناك قلق من أن سيطرة «الاحتياطي الفدرالي» على الأحداث يمكن أن تفلت من يده.

يقول ديدييه سان جورج، عضو اللجنة الاستثمارية في «كارمينياك: «أكبر المخاطر في 2014 هو بالتأكيد خطر ألا يحسن الاحتياطي الفدرالي إدارة الأمور». ارتفعت العوائد على سندات الخزانة الأميركية هذا العام، لكن التقلبات في سوق السندات كانت قليلة.

تفكير الديك الرومي

ويحذر سان جورج قائلاً: «الأمور التي تظل مستقرة بصورة مصطنعة أكثر الأمور المسببة للمخاطر. هذا يشبه تفكير الديك الرومي، الذي يظل صاحبه يعمل على تسمينه إلى موعد عيد الميلاد، ثم يتبين أنه أكثر الديوك الرومية المعرضة للخطر».

يشعر الرئيس التنفيذي لشركة بيمكو، محمد العريان، بالقلق من حدوث أمر يمكن أن يسبب الكدر أو الحظ العاثر، في الوقت الذي تتحول فيه البنوك المركزية من «نمو مدفوع بالسياسة الاقتصادية، إلى نمو أعلى وأكثر دواماً واشتمالاً بقيادة القطاع الخاص. في كل حالة – أي حالة «الاحتياطي الفدرالي» الأميركي والبنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان – سيكون التحول في السياسة معقداً، فهو يشتمل على تغييرات في خليط من السياسة الاقتصادية، هي أصلاً خليط تجريبي إلى حد كبير».

يتوقف الكثير على البنوك المركزية. تشعر ستيفاني فلاندرز، كبيرة المحللين الاستراتيجيين للسوق لمنطقة أوروبا في بنك جيه بي مورجان لإدارة الأصول، بالقلق حول الجيشان في الأسواق، إذا أخطأت جميعاً في افتراض بقاء الكثير من الإمكانات غير المستغلة في البلدان المتقدمة.

تقول: «لا أعتقد أن هذا سيحدث، لكني أرى أننا نختبر هذه الفكرة التي تقول إن بإمكاننا العودة إلى نوع معين من الوضع الطبيعي. إذا كان هناك شيء أساسي يحدث في اقتصادنا ولا تتوفر لدينا الطاقة الاحتياطية، فلن يكون العام المقبل سنة رائعة».

«مخاطر الذيل»

على المستوى العالمي، يرى المستثمرون أن أكبر «مخاطر الذيل» – أي وقوع حدث بعيد الاحتمال من شأنه إحداث اضطراب لا يستهان به – هو التباطؤ الاقتصادي المفاجئ في الصين، وفقاً لاستبيان لمديري الصناديق في ديسمبر من بانك أوف أميركا ميريل لينتش.

إذا وقع تباطؤ حاد في الصين، فإن آثاره سوف تنتشر بسرعة عبر الأسواق الناشئة، في حين أن هبوط أسعار السلع الناتج عن ذلك سيشعل فتيل القوى الانكماشية في أوروبا ويؤكد على أن السيناريو الذي من هذا القبيل «ليس هو السيناريو الرئيسي المتوقع؛ والواقع أن احتمال وقوعه غير كبير».

هذا العام، ابتعدت أوروبا عن رادارات المستثمرين من حيث كونها مصدراً للخطر، وتراجعت العوائد على سندات منطقة اليورو، وكانت أسواق الأسهم في المنطقة من بين أحسن الأسواق أداء. المستثمرون لن ينسوها باعتبارها من المواطن المحتملة للاضطرابات في 2014.

التكاليف المستقبلية

يقول أندرو بيز، الرئيس العالمي للاستراتيجية في شركة راسل للاستثمارات: «تقع أوروبا على رأس القائمة. هذا أمر لا بد منه. تعلمنا خلال السنوات الثلاث السابقة أن الإرادة السياسية لضبط جميع الأمور معاً، إرادة هائلة. لكن السياسيين سيظلون يختارون دائماً التكاليف المستقبلية غير القابلة للقياس، ويفضلونها على التكاليف المباشرة الكبيرة».

وأضاف: «ما يقلقني حول أوروبا، هو أننا سنظل دائماً نرى صنع السياسة بردة الفعل. هناك خطر كبير يتمثل في أننا أثناء عبورنا عام 2014، أن يقول المركزي الأوروبي إنه فعل كل ما بوسعه، لنحصل على ضعف مستمر في الاقتصاد».

بالنسبة إلى أندرياس أوترمان، كبير الإداريين الاستثماريين في بنك آليانتز جلوبال إنفسترز، فإن الخطر هو في انهيار «إجماع دافوس» – أي الأجندة المؤيدة للتجارة والإصلاحات الهيكلية المعروفة لكل من يحضر هذه القمة السنوية. ويضيف: «من الممكن أن تنهار إذا وُضِع الضغط الشعبي على الحكومات من أجل إقامة حواجز تجارية، على حركات رأس المال وما إلى ذلك».

السوق الهابط

حين سئل أشهر المحللين الاستراتيجيين المؤمنين بالسوق الهابط عن قائمة تضم أكبر مخاوفهم، كان جوابهم هو: «كل ما ذُكر أعلاه». يرى ألبرت إدواردز، من بنك سوسييتيه جنرال، أن سيناريو «أكبر مخاطر» 2014 في رأيه هي كما يلي: «تكرار أزمة العملات الآسيوية لعام 1997، في الوقت الذي ينفذ فيه «الاحتياطي الفدرالي الانسحاب التدريجي وتنخفض قيمة الين. موجة من الانكماش تبتلع الولايات المتحدة وأوروبا» وتقضي على مظاهر الانتعاش الضعيفة. بعد ذلك تندلع موجة شاملة من حرب العملات والحمائية.

ما يضر جزءاً من العالم قد يفيد أجزاء أخرى. يرى تريفور جريثام من «فيدليتي» أن «سلسلة متتابعة من أزمات الأسواق الناشئة والصدمات الانكماشية، تتحول على نحو يخالف الحدس، إلى أمور إيجابية لأسهم البلدان المتقدمة» هو القاعدة الأساسية أكثر منه أحد المخاطر. على سبيل المثال، من الممكن أن ينتهي المطاف بأسعار السلع المنخفضة، إلى تعزيز الدخول الحقيقية في البلدان المتقدمة.

ويرى أندرو ميليجان، من «ستاندارد لايف للاستثمارات»، أن بإمكان أوروبا تحقيق مفاجأة سلبية، أو إيجابية: «أعتقد أن الافتراض الضمني هو أن المخاطر هي على الجانب النازل، في حين أنه من الممكن أن تكون هناك مخاطر على الجانب الصاعد أيضاً».

back to top