تقبل الله طاعتكم.. وعيدكم مبارك.. بهذه الكلمات بدأت التهاني بين المسلمين بمناسبة عيد الفطر السعيد، وبهذه المناسبة التي يحتفل بها الجميع في كل بقاع العالم مع اختلاف المواقع والعادات والتقاليد، ومع تباين مظاهر العيد من مكان إلى آخر، يبقى للعيد في الكويت مذاق خاص، حيث تتميز أيامه بالألفة بين أفراد المجتمع واجتماع الأسر والأهل والأقارب.
"الجريدة" التقت العديد من المواطنين الذين أشاروا إلى أن العيد في السابق اختلف عن الوقت الحالي في بعض الأمور، مبينين أنه كانت للعيد اهتمامات واستعدادات وعادات خاصة لأهل الكويت، افتقدناها في الوقت الحالي.حيث إن العيد في ما مضى كان يتميز باحتفال الناس به في البيوت مع الأهل والأقارب، من خلال الزيارات وتبادل التهاني، وكان الصغار يتجمعون في الفرجان ويمرون على بيوت أهلها، ليأخذوا العيادي، كما كانت للعيد فرحة وبهجة الملابس الجديدة، إضافة الى استعدادات أصحاب الديوانيات.ورأى بعضهم أن العيد بالكويت في الوقت الحاضر مازال له رونقه، والفرحة به هي نفس الفرحة في الوقت الماضي، ونفس الاستعدادات، بينما رأى آخرون أنه لم يعد هناك اهتمام بالعيد كما كان من قبل، فهل العيد في الكويت مازال مثلما كان؟في البداية، قال المواطن أحمد الخالدي إن العيد اختلف بالطبع في الوقت الحالي عما مضى، وخصوصا أننا أصبحنا نفتقد مظاهره التي كانت موجودة في السابق، حيث كان الرجال يسهرون، والناس تستبشر وتتناقل خبر العيد لعدم وجود التلفونات وقتها، وتستعد العوائل لتجهيز حلوى العيد، ومن ثم يذهب الرجال لأداء صلاة العيد، مصطحبين معهم أولادهم، مرتدين الملابس الجديدة، أما الآن فلا يشعر بطعم ولذه وفرحة العيد إلا الأطفال، بسبب اللعب واللهو والمعايدات، أما بالنسبة لعيد الكبار، فيقتصر على الفترة الصباحية في أول يوم فقط.وأضاف أنه في يوم العيد أيام زمان، كان كل أفراد الأسرة يجتمعون في منزل أحد الأقارب طوال اليوم، ويذهب الأطفال الى البراحة التي تنصب فيها لعب بالديارف الخشبية صباح العيد للهو وركوب الحمير، إضافة الى بعض الألعاب الشعبية الأخرى التي يتم تجهيزها، وبعد منتصف النهار تحضّر الفرق الشعبية العرضة والرقصات الشعبية التي يحضرها الأهالي والكبار للاستمتاع بالوصلات الغنائية التي تستمر طوال أيام العيد، أما الآن فالأطفال يذهبون للتنزه وحدهم أو مع الخدم، وهذا الأمر يفقدهم لذة العيد التي تخلو من الجو الأسري.الديارفمن جهته، لفت المواطن علي النصار الى أن العيد لم يتغير، ولكن نحن من تغيرنا، بسبب فارق العمر، وخاصة أننا كنا سابقا نستمتع بالعيد بسبب صغر أعمارنا، وكنا نذهب الى التنزه واللعب (الديارف) وركوب الأحصنة والعربات، ولكن الآن كبرنا فقلّت مشاعرنا تجاه العيد، ولاسيما أن الكبار في السن فقط يتجمعون في الدواوين ويتبادلون التهاني والتبريكات.واشار الى أن العيد لم يختلف إلا للأطفال، وخصوصا أنه في السابق كانوا يذهبون للعب في الساحات الترابية التي تضم بعض الألعاب مثل الديارف والعربات، أما الآن فإنهم يذهبون الى اللعب في بعض الأماكن مثل المجمعات التجارية المغلقة أو صالات الألعاب، ولاسيما أن أغلب الألعاب في الوقت الحالي أصبحت الكترونية، عكس ما كان في السابق.حلويات العيدوقال إن من أنواع الحلويات التي كانت تجهز في البيت ليوم العيد في السابق قرص العقيلي والزلابية والغريّبة، وغيرها من الحلويات الأخرى، إضافة الى بعض أنواع الحلويات التي يتم شراؤها من السوق لتقدم في البيت للزوار المعايدين، إلا أن تلك العادة اختفت، واعتمد الناس على توفير الحلويات من السوق.البيت العودوقال المواطن فالح البدالي إن مظاهر العيد اختلفت عما كانت عليه في السابق، حيث كان جميع أفراد الأسرة يتجمعون في البيت العود مع أعمامهم وبني أعمامهم للالتقاء، وخاصة في صبيحة أول من بعد صلاة العيد، وحتى ما بعد الظهيرة، ومن ثم يتنقلون الى بيوت الأخوال والجيران وأبناء العمومة، إلا أننا في الوقت الحالي لا نجد تلك الأجواء الأسرية التي يفتقدها كثير من الأسر، وذلك بسبب تخلّف الشباب من الأحفاد عن الحضور في ساعات الصباح الأولى، والتي قد تمتد الى نهاية اليوم الأول، ولاسيما أن جيل الشباب في الوقت الحالي بدأت تغلب عليه وسائل التكنولوجيا الحديثة التي أصبح أثرها سلبيا بالغا في التواصل مع صلة الرحم من ناحية القيام بالزيارات الشخصية، لكونه أصبح يكتفي بالتواصل عبر الموبايلات ووسائل التراسل "الواتسب" وما شابه.ميزانية العيدوأوضح أنه مع اختلاف الزمان وتأثر الأجيال بذلك لم تعد كلفة استعدادات العيد كما كانت عليه في السابق، لأنها افتقدت بساطتها وأصبحت تتطلب تخصيص ميزانية لتلبية متطلبات العيد التي يحتاج إليها أفراد الأسرة، خاصة البنات منها، نظرا لرغبة مواكبة أحدث الموديلات والماركات التي باتت ترهق كاهل رب الأسرة. فرحة أطفالومن جانبه، أوضح المواطن فايز القوبع أن العيد فرحة للأطفال أكثر من الكبار، وهو بالبساطة والتواصل، مبينا أنه لم يختلف كثيرا عما كان عليه في السابق من ناحية العادات والتقاليد وزيارات التواصل وصلة الرحم.وقال إن العيد في السابق كان متواضعا، إلا أن الاختلاف جاء فقط في ما يتعلق بكلفة الاستعدادات، حيث انه في السابق كان يتم الاكتفاء فقط بتوفير دشاديش الأولاد ونفانيف البنات، مشيرا الى أنه بعد انفتاح العالم من خلال الإنترنت واطلاع البنات على الماركات العالمية والموديلات الحديثة، أصبحت كلفة استعداد البنات مرهقة لأرباب الأسر، وخاصة من ليس لديه دخل آخر يعتمد عليه غير الراتب. وأضاف أنه بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي في عصرنا الحديث، زاد التواصل "الالكتروني" في العيد بين الناس، وأصبح له دور في عدم تحفيز الناس أكثر للقيام بالزيارات، متمنيا من الناس العمل على التواضع في الصرف غير المبرر الذي يستنزف ميزانياتهم والاكتفاء بالمتطلبات الأساسية فقط.العياديوقال المواطن أحمد البصري إن العيد في السابق كان أحلى بكثير، حيث كانت الأسرة تجتمع لتفطر في البيت، ومن ثم يحصل الأطفال على العيادي من الأهل، ويجتمع الصغار في الفريج ويمرون على كل بيت لأخذ العيدية، أما الآن، فالكل منشغل بنفسه، فنرى أن الشباب يستعدون للاحتفال مع بعضهم البعض، بعيدا عن الأجواء الأسرية، من خلال الذهاب لمراكز التنزه، فمظاهر العيد اليوم ليست كما كانت عليه سابقا، نظرا لاختلاف الزمان والمكان.وأضاف: كنا بعد صلاة العيد زمان نجتمع وندور على الجيران لنتبادل التهاني بالعيد ونعطي الصغار العيادي، ولكن اليوم أصبح العيد للصغار والشباب الذين تعددت أمامهم الأماكن الترفيهية والمولات للاستمتاع ببهجة العيد.ريوق العيدوقال إبراهيم الكندري إن العيد مازال الى الآن يحتفظ برونقه، لكونه مناسبة سعيدة يجتمع من خلالها الناس مع بعضهم لتبادل التهاني، مبينا أنه في السابق كان كل أهل الفريج يستعدون ليوم العيد، وخصوصاً التجار منهم والمقتدرين الذين يقومون بتجهيز ريوق العيد، ويدعون أبناء الفريج للأكل صباح يوم العيد، وكانوا يقدمون ذلك الريوق، سواء في الديوانيات أو يفترشوا الأرض امام المساجد ويضعوا الطعام للجميع، إلا أنني أرى أن العيد اليوم أصبح أجمل وأفضل من السابق، نظرا لما يتمتع به من الخروج والتنزه وحضور الاحتفالات والفعاليات التي يتمتع بها الأولاد، حيث كان الناس في السابق يقضونه في البيوت.
محليات
أعياد الأمس... مذاقات اجتماعية خاصة دهستها «العصرنة»
01-08-2014