في دعم خليجي عام، وكويتي بصفة خاصة، لتنشيط السياحة في مصر خلال الموسم المقبل، وبدعوة من هيئة تنشيط السياحة التابعة لوزارة السياحة المصرية، زار وفد إعلامي خليجي، يضم إعلاميين وصحافيين من الكويت والسعودية والإمارات، مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية، خلال الفترة من 19 حتى 22 مارس الماضي، بهدف التأكيد على المناخ الآمن والمستقر الذي تتمتع به مصر، وضمان الزيارات الآمنة لمختلف السائحين إلى الإسكندرية، إلى جانب معرفة الكنوز الأثرية التي تتمتع بها المدينة التاريخية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، والتي يرجع تأسيسها إلى سنة 332 قبل الميلاد على يد الإسكندر الأكبر.

Ad

وزار الوفد الإعلامي الخليجي عددا من الأماكن التاريخية في مدينة الإسكندرية مثل مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب، وقلعة قايتباي التي بناها السلطان المملوكي الأشرف أبوالنصر قايتباي سنة 882 هجرية، وحدائق المنتزه المقامة على مساحة 370 فداناً والتي تعود لأكثر من مئة عام، والتي أمر ببنائها الخديوي عباس حلمي الثاني، حيث كانت ملكا للأسرة العلوية المالكة السابقة في مصر.

 ويوجد بالإسكندرية قصر المنتزه الملكي الرئيسي المبني علي الطراز الفلورنسي الإيطالي وأيضا قصر السلاملك الذي تحول إلى فندق فاخر وهو السلاملك بالاس، إضافة إلى حدائق المنتزه بأشجارها العتيقة وأحواض زهورها النادرة، إلى جانب أماكن أثرية وسياحية عدة زارها الوفد الإعلامي، يعود عمر بعضها إلى أكثر من ألفي عام.

توقع وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن يشهد الموسم الصيفي المقبل تدفقاً ملموساً للسياحة العربية من خلال تطبيق العديد من الحزم الترويجية الرامية إلى استعادة الحركة السياحية الوافدة، معدلاتها، لافتا إلى أنه تم عمل برامج خاصة للسائح العربي، بأسعار خاصة في حزمة أطلق عليها حزمة نهاية الأسبوع من الأربعاء حتى السبت، إلى جانب رعاية العديد من الفعاليات الفنية التي بدأت استضافة المطربة ماجدة الرومي، وغيرها من المشاهير، بما يكون له تأثير كبير في دعم ملف السياحة في مصر.

وأكد زعزوع، في لقاء مع الوفد الإعلامي الخليجي، إن وزارته حريصة على استمرار التواجد في المحافل الدولية السياحية والمشاركة الجادة في فعالياتها لتعظيم الاستفادة منها في الترويج للمقصد السياحي المصري.

قطاع الطيران

وأوضح أن قطاع الطيران شريك أساسي في العملية السياحية لفتح آفاق رحبة للسياحة العربية، من خلال تسيير خطوط طيران مباشرة من السعودية والكويت إلى شرم الشيخ، مضيفا انه من المزمع تشغيل خطوط طيران من بعض الدول العربية مثل الكويت إلى الغردقة مباشرة.

وكشف عن عزمه القيام بزيارات ميدانية للسعودية والكويت والبحرين والإمارات في الفترة المقبلة، للالتقاء بصناع القرار السياحي، تعزيزا

للسياحة الوافدة من تلك الدول الشقيقة إلى مصر، مضيفا ان الأسابيع القادمة ستشهد بث فيلم ترويجي عن مصر يضم عددا من رموز الفن في الوطن العربي ترويجاً للسياحة العربية.

وقال إن الحكومة المصرية تمضي قدما في تنفيذ خارطة الطريق، مضيفا أن الأجهزة الأمنية اتخذت تدابير احترازية وإجراءات أمنية تكفل أمن وأمان المقاصد السياحية المختلفة.

وأشار إلى أن السياحة العربية تشكل 20% من حجم السياحة الوافدة إلى مصر، بينما تشكل السياحة الأوروبية 72%، متابعا ان خطة الوزارة تتضمن فتح أسواق جديدة كالصين والهند، إضافة إلى الأسواق التقليدية وعلى رأسها روسيا.

وأوضح أن خطة الوزارة للعام الحالي تقوم على تعزيز الأرقام السياحية لتقترب من سنة الذروة أي 2010، حيث بلغ عدد السائحين حينها ما يقارب 15 مليون سائح، وحققت إيرادات للخزانة المصرية قدرها 12.5 مليار دولار.

تكثيف العمل

وأشار وزير السياحة المصري إلى أن الوزارة تعمل على تكثيف العمل في التعاون مع جهود الترويج من خلال كبار منظمي الرحلات في الدول المصدرة، بينما يتمثل الأخير في التعاون مع شركات طيران في العالم باعتبار أن الطيران هو وسيلة الوصول للمقصد السياحي.

وزاد ان «الوزارة قامت بإطلاق حملات تستهدف الأسواق العربية لتعزيز السياحة البينية وتوطيد أواصر التعاون مع أشقائنا العرب»، لافتا إلى وجود عروض تنافسية للطيران والإقامة لتأكيد أن مصر مفتوحة الذراعين لاحتضانهم في كل الأوقات.

واردف ان عام 2014 سيشهد العديد من الخطوات التنفيذية لتكثيف التعاون السياحي الخليجي - المصري، أبرزها إجراء مشاورات جادة للربط الجوي المباشر برحلات منتظمة بين دول الخليج والمقاصد السياحية الرئيسية المصرية.

وأضاف ان هناك عدة مشاريع عملاقة سيتم الإسناد لها في أوائل ابريل المقبل في منطقة العين السخنة، منها مشروع للسياحة العلاجية، ومشروع لسياحة الإقامة، ومشروع عملاق لإنشاء خط للربط بين رأس سدر جنوب سيناء والعين السخنة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تقييم العروض التي قدمت في هذا الشأن وهي 64 عرضا.

واكد أنه خلال الأيام المقبلة ستطرح هيئة التنمية السياحية مشروعين عملاقين في شمال سفاجا على مساحة 1.300 مليون ألف متر مربع، ويضم منتجعا للسياحة العلاجية ومكونات فندقية وسياحة إقامة، إضافة إلى مشروع ضخم لجنوب مرسى علم على مساحة 5 ملايين متر مربع، للتنمية السياحية المتكاملة.

أهمية كبرى

وقال زعزوع إن «السياحة بالنسبة للاقتصاد القومي المصري تمثل أهمية كبيرة، لكونها تشكل 11.3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، و14.4 في المئة من إجمالي النقد الأجنبي، و12.6 في المئة من إجمالي القوى العاملة»، مشيرا إلى أن «نحو 4 ملايين شخص يعملون في القطاع السياحي في مصر، كما يستفيد منه حوالي 16 مليون مواطن مصري بشكل مباشر أو غير مباشر، مؤكداً دعم الحكومة لصناعة السياحة، إيماناً بأهميتها في الاقتصاد المصري وتنمية المجتمع».

وأوضح أن الوزارة تقوم حالياً بمفاوضات موسعة لعقد شراكات واتفاقيات مع مجموعة من شركات الطيران، لاستقبال رحلات مباشرة إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية كشرم الشيخ والغردقة وأسوان والأقصر، بهدف توفير أسعار مقبولة، والاستفادة من فترة سفر قصيرة من الدول العربية إلى أي من هذه المقاصد.

السياحة البينية

من جانبها، أشارت المتحدثة باسم وزارة السياحة المصرية رشا العزايزي إلى أهمية السياحة البينية في تعزيز التواصل بين الأشقاء العرب وإلى دعم الدول العربية من خلال زيادة دخولها من عائدات السياحة، داعية ممثلي وسائل الإعلام إلى نقل رسالة إعلامية إيجابية للجمهور العربي بميزات مصر، وتنافسية المقصد السياحي المصري، مع توضيح الصورة الحقيقية لمجريات الأمور في مصر.

وتعتبر مدينة الإسكندرية، والملقبة بعروس البحر الأبيض المتوسط، ثاني أكبر مدينة في مصر بعد القاهرة العاصمة، حيث تقع على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 70 كم شمال غرب دلتا النيل، وتضم الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر ميناء بحري في مصر، والذي يخدم حوالي 80% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية.

ماجدة الرومي تلهب مشاعر الحضور في «الإسكندرية» بعد غياب 13 عاماً

بعد غياب أكثر من 13 عاماً عن مصر، عادت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي وتقدم أجمل وأعذب الأغاني والألحان في مكتبة الإسكندرية، فقد أحيت المطربة اللبنانية حفلاً غنائياً في مدينة الإسكندرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، هو الأول لها في مصر منذ عام 2001، وقدمت خلاله مزيجاً من الأغاني الوطنية والرومانسية، وتفاعل معها جمهورها بحماس شديد.

وظهرت الفنانة الكبيرة على المسرح في القاعة الكبرى بمكتبة الإسكندرية والذي يسع نحو 1700 متفرج ليل الخميس 19 مارس مرتدية فستاناً أبيض مطعماً بالخيوط الفضية له أساور ذات لون ذهبي. واستهلت ماجدة الرومي الحفل بالنشيد الوطني المصري الذي ردده معها الجمهور بكل حماس، وأعقبته بأغنية «بلادي الأبطال». وانطلقت تشدو بمجموعة من أعذب الأغاني الرومانسية من بينها «عم يسألوني عليك الناس»، و»بالقلب خليني»، و»أنا كل ما أقول التوبة»، و»اقبلني هيك»، و»أحبك جداً»، و»مطرحك بقلبي»، و»أنا منك وأنت مني»، و»اعتزلت الغرام».

وعقب غنائها قصيدة «بيروت» قابلها الجمهور بتصفيق حاد واقفاً فانحنت الفنانة اللبنانية احتراماً لتحيته.

وكانت ماجدة الرومي (57 عاماً) قالت في مؤتمر صحافي قبيل الحفل الغنائي «أنا هنا في مصر لأقوم بدوري بعيداً عن أي اعتبارات سياسية.» وأضافت «مصر لها رصيد كبير عند الشعوب العربية، وستبقي دائماً الحضن الحنون للعرب جميعاً، فهي البلد التي استقبلتنا بقلب كبير في كل المحن».

بدوره، قال محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي، إن ماجدة الرومي تبرعت بأجرها، وسيتم تخصيص عائد الحفل لصالح صندوق الكوارث والطوارئ بالمحافظة الساحلية.

وأقيم الحفل بالتنسيق بين القنصلية اللبنانية في الإسكندرية وهيئة تنشيط السياحة المصرية ومحافظة الإسكندرية، وحضره وزير السياحة المصري هشام زعزوع، وقناصل عدد من الدول العربية والأجنبية.

وقال زعزوع إن هذا الحفل بمنزلة بداية مبكرة للموسم السياحي الصيفي، وإن مشاركة فنانين عرب مرموقين في حفلات بمصر تجدد الأمل في تعافي السياحة المصرية.