شدد المتحدث الرسمي لحزب «الوسط» عمرو فاروق، على أن ترشح المشير عبدالفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية المقررة أواخر مايو المقبل في مصلحة التيار الإسلامي، لأنه يؤكد أن ما جرى في «3 يوليو» انقلاب عسكري، معتبرا في مقابلة مع «الجريدة» أن تأييد التيار الليبرالي لخريطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي يمثل صدمة وانقلابا على المسار الديمقراطي. وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

• ماذا عن أهم أخطاء الإسلاميين في مصر خلال الفترة الماضية؟

- كان يتعين على الإسلاميين الجلوس مع شركاء ثورة 25 يناير من التيارات الأخرى، لوضع خريطة طريق للثورة، على مدار خمس سنوات على الأقل، تراعي تمكين الشباب والاقتصاص للشهداء، وهو ما لم يحدث، وبعد تجربتنا الأخيرة في الحكم، كانت الصدمة في «التيار الليبرالي»، بعدما ساعدوا في الانقلاب على المسار الديمقراطي عندما جاءتهم الفرصة من خلال تأييد خريطة الطريق التي أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.

• كيف ترى مخرج الإسلاميين من أزمتهم السياسية؟

- لا سبيل إلى الخروج من تلك الأزمة إلا بجلوس جميع فرقاء المشهد السياسي لوضع تصور حول الحفاظ على المسار الديمقراطي وتقديم مكاشفة حقيقية من أجل وضع تصور عام يتم به تدارك الأخطاء وتجاوز الخلافات، مع ترتيب الأولويات لتعود كل القوى السياسية من جديد لتهتم بالشعب وتعبر عن آماله الحقيقية بعيداً عن الاهتمام الزائف بالاستحقاقات الانتخابية.

• هل يمتك التيار الإسلامي شجاعة الاعتراف بالأخطاء التي وقع فيها مرسي أثناء حكمه؟

- فترة حكم الرئيس مرسي تمتعت بالكثير من الامتيازات الديمقراطية التي تبددت حالياً بعد عزله، ومازلنا على قناعة أن تغيير الرئيس غير الكفء لابد أن يتم عبر الأدوات الديمقراطية، وكانت هناك فرصة سانحة لمعاقبة جماعة «الإخوان» سياسياً، من خلال الانتخابات البرلمانية التي كان يفترض أن تجرى في أبريل 2013.

• ماذا عن مستقبل «الإخوان» السياسي؟

- لا سبيل إلا بخلق اصطفاف حقيقي مع كل القوى السياسية والثورية لتجاوز المحنة الحالية، والأزمة السياسية الحالية أشمل من جماعة «الإخوان»، حيث من المتوقع أن ينضم إلى معسكر «الإخوان» قوى وحركات عدة، مثل «6 أبريل» و»الاشتراكيون الثوريون»، وغيرها من الحركات الشبابية.

• لماذا لم يدفع التيار الإسلامي بمرشح في الانتخابات الرئاسية؟

- الأمر في غاية الصعوبة، والمنصب «معدوم القيمة» بالنسبة لنا في الوقت الحالي، حيث إن الشاغل الأهم لنا الآن هو استعادة المسار الديمقراطي الذي يُمكننا من العودة فيما بعد، وفيما له صلة بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أو مقاطعتها، فالأمر لم يحسمه تحالف دعم الشرعية حتى الآن، وعموماً العملية السياسية يحيطها مناخ غير ديمقراطي، ووفق الظروف الحالية تحكمه ضوابط مشكوك في نزاهتها، ونأمل في حل سياسي يراعي مطالب الثورة ويلبي طموحاتها.

• وماذا عن خطة التحالف حال فوز السيسي بالمنصب؟

- ترشح السيسي في صالحنا، حيث يمكننا التسويق بأن ترشحه دليل واضح، على أن ما حدث في 3 يوليو كان انقلابا عسكريا، ونحن نعلم جيداً أن نظام السيسي محاصر بالمشكلات، ونتوقع مزيدا من الانهيار والصراع المجتمعي في الفترة المقبلة، مع الاعتماد على سياسة دمج الإسلاميين في العملية الديمقراطية مجدداً.