بينما كان أحد عاملي الدهانات يجتهد لاستعادة بريق مفقود لواجهة الدور التاسع لمبنى "اتحاد الإذاعة والتلفزيون"، الشهير بـ"ماسبيرو"، استعدادا للانتخابات الرئاسية أواخر مايو المقبل، أثارت أسباب كثيرة غضب وزيرة الإعلام درية شرف الدين في اجتماع مع قيادات الاتحاد أمس الأول.

Ad

عاملو الدهان، كانوا يحاولون تجميل الماضي، مقابل استنزاف جزء من ميزانية تعرضت لشبه انهيار، بعدما تعرضت جوانب المبنى لغضب الموجة الثورية الأولى في 2011، وما تبعها من موجات تتهم "ماسبيرو" بالانحياز ضد غالبية المصريين طوال العقود الثلاثة الماضية، حيث كان صفوت الشريف وزير الإعلام صاحب النفوذ الأكبر في دولة الرئيس الأسبق حسني مبارك.

غضب الوزيرة لم يكن موجها هذه المرة إلى القوى السياسية، التي تتهم المبنى دائما بالانحياز إلى جانب السلطة، بل كان في وجه رئيس "اتحاد الإذاعة" المخرج عصام الأمير، ورئيس قطاع الأخبار صفاء حجازي، قبل أسابيع من سباق رئاسي، يدخله الإعلام الرسمي بواجهة براقة، تخفي بلاشك كثيرا من العيوب.

شكاوى العاملين في المبنى، تزايدت من سوء حالة الكاميرات وأجهزة المونتاج، فضلا عن سوء حالة بعض الاستديوهات، في وقت تتزايد أعداد الطيور المهاجرة من المذيعين، الذين تقدم 30 منهم خلال شهور بطلبات للحصول على إجازات، للعمل في الفضائيات الخاصة، وسط شكاوى من تأخر صرف بعض الرواتب.

في الداخل، يبدو "ماسبيرو"، الذي يعمل فيه نحو 40 ألفا، مكانا عجوزا وطاردا للكفاءات، بعدما مر 54 عاما على تأسيسه، وبينما لا يخلو استديو واحد من المشاجرات، ستجد مقاعد محطمة، وقمامة ملقاة في الطرقات ودورات مياه قذرة، وأفراد أمن ينظرون إلى هواتفهم، لكنك لن تجد من يحدثك عن أول جريمة قتل في المبنى، حيث قُتل عامل في "الخدمات الإنتاجية" إثر مشاجرة في "استديو 6" مطلع مارس الماضي، بسبب غياب العدالة في الرواتب.

وقالت رئيسة قطاع الأخبار، الإعلامية صفاء حجازي، لـ"الجريدة"، إن ماسبيرو استوعب الدرس بعد ثورتين، ولن يكون بوقا لحاكم أو حكومة، لكن الخبير الإعلامي د. صفوت العالم يروي لك بمرارة أنه حين كان ضيفا على أحد برامج الهواء في ماسبيرو فوجئ باثنين من المصورين يتكلمان معا على الهواء مباشرة وكأنهما ضيوف من خارج "الاتحاد".