يعقد اليوم حتى السبت المقبل منتدى دافوس الاقتصادي، وسيركز المشاركون فيه على تغيير الاقتصاد الصيني لمساره من نمو فائق السرعة إلى معتدل، لكن بتنمية أكثر صحية؛ وسيعكفون على تقييم التأثير الحفاز للإصلاح المالي الصيني على الإصلاح المنهجي في البلاد، ويدرسون الفوائد العالمية التي ستتمخض عن مواصلة الصين لانفتاحها.

Ad

ويعرض موضوع المنتدى لهذا العام، «إعادة تشكيل ملامح العالم: النتائج بالنسبة للمجتمع والسياسة والأعمال»، الأبعاد الثلاثة للظروف العالمية الحالية، وفي ظل هذا السياق سيكون محور التركيز على الصين.

وبالنسبة للبعد الاقتصادي، يتضح أنه بعد ستة أعوام من حدوث الأزمة المالية العالمية، وصل الاقتصاد العالمي الآن إلى نقطة تحول، فالاقتصاد الأميركي، وهو الأكبر عالميا، يسرع انتعاشه، بينما يواصل تأثير تقليص حزم التحفيز النقدي اتساعه. ومن المتوقع أن تتحسن الاقتصادات الصاعدة، التي شهدت تباطؤا بعد الأزمة في العامين الماضيين، وسط المزيد من حالة عدم اليقين.

وفي ما يتعلق بالاقتصاد الكلي، تتشكل أساطير ثروة كل يوم، من خلال أنواع جديدة من اللعب بين رؤوس الأموال والأسواق والتكنولوجيا الفائقة مثل الإنترنت اللاسلكي.

بعد سياسي

وبالنسبة للبعد السياسي، يفكر صناع السياسات مليا في كيفية بناء آلية لحوكمة أفضل وتعاون عالمي، حيث مازال العداء الوطني، والتوتر العرقي، والصراعات الإقليمية والتحركات الأحادية التي تعززها بعض الدول الكبرى تزعزع استقرار العالم.

وبالنسبة للبعد الاجتماعي، يتطلب التفاوت الاجتماعي إصلاح وإعادة تشكيل ملامح العالم، حيث يشهد العالم تباينا حادا بين تبذير في البلدان المتقدمة ومجاعة في البلدان الفقيرة، فضلا عن فجوة تنمية آخذة في الاتساع بين الشمال والجنوب.

وجنبا إلى جنب، نتجت مشكلات اجتماعية جديدة عن الحضرنة والهجرة وتزايد أعداد المسنين والافتقار إلى الموارد التعليمية، بينما لايزال هناك تمييز بين الجنسين وتفاوت في الدخل وتدهور بيئي.

وفي سياق هذه الأبعاد الثلاثة، فإن الكيفية التي يمكن أن ترقى بها الصين، أكثر الاقتصادات دينامية في العالم، إلى مستوى دورها في إعادة تشكيل ملامح العالمي، والكيفية التي سيحكم بها العالم على إصلاحها ستصبح محور تركيز مؤتمر دافوس 2014.

اتجاه تاريخي

ومن الناحية التاريخية، تعد الصين على مسرح دافوس ممن صعدوا على خشبته مؤخرا، لكن الأضواء سلطت عليها.

وانطلاقا من التعاون الأولي مع المنتدى في عام 1979 حتى استضافة الاجتماع الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي الصيفي في عام 2007، اضطلعت الصين بدور متزايد الأهمية في هذا الحدث العالمي، وتعمقت المناقشات حول موضوعات تتعلق بالصين مع انعقاد كل تجمع لقادة الأعمال وكبار الشخصيات السياسية.

ولقد شهد «دافوس» العملية التاريخية لتغيير دور الصين من مستمع إلى متحدث على الصعيد العالمي، وشاركت العملاقة الآسيوية في إعادة تشكيل ملامح العالم، وفي الوقت نفسه أعاد عالم متغير تشكيل ملامحها.

وفي «دافوس» وغيره من المناسبات المشابهة أيضا، تفكر الصين في علاقاتها المتغيرة مع العالم.