ليس بجديد أن يكون العربي هو الأرخص على هذه الأرض، ولا بغريب اعتزاز إسرائيل بمواطنيها، لكن الغريب هو إجماع العالم على الاعتزاز بهم، وعدم احترامه للعربي الذي بات أمراً يمارس بكل علانية وبشكل طبيعي.

Ad

لقد أدى مقتل ثلاثة شبان مراهقين إسرائيليين في مدينة الخليل في الضفة الغربية إلى موجة غضب عارمة، وهو فعل شنيع ونستنكره، فالعالم يعج بنفوس مريضة تقتل مراهقين ونساء بل أطفالاً بشكل عشوائي، وهذا أمر مخزٍ، لكن المؤلم أكثر أن يتم الانتقام لهؤلاء الشبان باعتقال 629 فلسطينياً وحرق المراهق محمد أبو خضر حتى الموت، وهذا الأخير لم يستنكر أحد تعرضه للتعذيب وإجباره على شرب البنزين، ومن ثم حرقه كردة فعل انتقامية.

العنف لا يرد بالعنف، فالقانون وجد ليتعرف على القاتل ويعاقبه، لكن تلك الهمجية التي تمارسها إسرائيل غير مبررة؛ لأنها تعي تماماً أن العالم سيقوم بدور المتفرج على هذه الانتهاكات الإنسانية بحق الفلسطيني، حيث نظم مئات من اليهود المتطرفين مسيرة مناهضة للعرب في القدس، وهتفوا بشعارات من بينها "الموت للعرب" و"نطالب بالانتقام"، وتم اعتقال أكثر من 40 متظاهراً على خلفية أحداث الشغب!

حتى الآن غير معروف سبب مقتل هؤلاء المراهقين هل لـ"حماس" يد بالموضوع أم أنه تم من شخص غير سوي، أو انتقام من نفس دائرتهم؟ ولأن إسرائيل لا تتمهل فقد ألقت اللوم على "حماس" وأشعلت فتيل الغضب في الشارع.

والدول الكبرى استنكرت مقتل المراهقين الإسرائيليين، ولم تقدم حتى العزاء للمغدور به أبو خضر أو حتى المطالبة بإطلاق سراح 629 فلسطينياً تم اعتقالهم منذ اختفاء المراهقين الإسرائيليين!

علمتنا إسرائيل كيف تتعامل مع مواطنيها بكرامة، وعلمتنا أيضا أن مئات العرب مقابل شخص إسرائيلي هو أمر طبيعي للغاية، وعلمتنا أيضا أن لها الحق أن تعمل ما تشاء دون أن تعبأ بأي اتفاقيات سلام أو حتى احترام لحقوق الإنسان! لكن الأهم هو ماذا فعلنا كعرب تجاه مأساة كهذه تواجه الفلسطينيين كل يوم؟

قفلة:

عذراً يا فلسطين لا نملك سوى الكلمات، فما عدنا في هذا العالم نعرف مفهوماً للعدالة من جراء ما يحدث في أرضك، فلترقد أرواح الشهداء بسلام.