قبل 24 ساعة من الجلسة النيابية الخامسة لانتخاب رئيس عتيد للجمهورية اللبنانية، والتي تأتي قبل 4 أيام من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، لايزال المشهد الرئاسي ضبابياً مع عودة الأمور إلى المربع الأول وتمسك الأطراف بمواقفها التي أفشلت الجلسات الأربع الماضية.

Ad

ويبدو أن لبنان يتجه بخطى ثابتة نحو شغور الموقع الأول في الدولة، وأن الأطراف لاتزال، محلياً، عاجزة عن فرض خياراتها أو تسويقها بما يكسر التوازن القائم في المجلس النيابي، في وقت بدا أن الأوضاع الإقليمية والحديث عن تقارب سعودي ـ إيراني مفترض لم تنضج إلى درجة التوصل إلى تسوية تمنح غطاء لانتخابات رئيس لبناني جديد.

ويترقب اللبنانيون اليوم انعقاد مجلس النواب لمناقشة الرسالة التي وجهها الرئيس سليمان إلى «نواب الأمة» وحثهم فيها على انتخاب رئيس قبل 25 الجاري، في جلسة قد تحمل جديداً ربما ينهي حالة الغموض السائدة.

«المستقبل»

وبعد «اللغط» الذي أحاط بلقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في باريس، جددت كتلة «المستقبل» أمس تمسّكها بجعجع «مرشحاً لانتخابات الرئاسة، والذي يحظى بإجماع قوى 14 آذار»، داعية قوى «8 آذار» إلى «تسمية مرشحها من أجل إفساح المجال أمام النظام الديمقراطي لكي يلعب دوره كاملاً، لا تعطيله وإدخال البلاد في شغور ينعكس سلباً على صورة لبنان وصورة استقراره».

وشدّدت الكتلة، بعد اجتماعها في بيت الوسط أمس، على أن «الجهود يجب أن تنصبَّ من كل القوى لإنجاز انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء الولاية الدستورية للرئيس سليمان، إذ إن هذه المهمة تأتي في صدارة المهمات المطلوبة من النواب في هذه الظروف».

«التغيير والإصلاح»

وبعد أن سرت أنباء عن احتمال أن يذهب تكتل «التغيير والإصلاح» إلى الجلسة الخامسة وأن يؤمن نصابها ويطرح زعيمه العماد ميشال عون مرشحاً رئاسياً، عاد التكتل ليؤكد أمس أنه «في حال استمرار الظروف ذاتها التي أدت إلى عدم الحضور لن نحضر الجلسات الرئاسية، وإذا تغيرت الظروف نحو الوفاق الذي نسعى إليه ونتيجة المفاوضات لانتخاب رئيس وفاقي نذهب إلى الجلسة». ورأى أن «الرئيس الوفاقي هو القادر على جمع مكونات الوطن، والذي تتوفر فيه مواصفات المادة 49 من الدستور».

جلسة «الرسالة»

في موازاة ذلك، وإثر الجدال الدستوري الذي أثارته رسالة الرئيس سليمان إلى البرلمان لحثّ النواب على انتخاب رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية في 25 الجاري، ستكون هذه الرسالة موضع نقاش اليوم في الجلسة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري. ولفت تكتل «التغيير والإصلاح» إلى أنه «بالنسبة لجلسة الأربعاء (اليوم) لمناقشة رسالة الرئيس سليمان تقرر حضور الجلسة لمن يريد من نواب التكتل، لكن الرسالة متأخرة وصلاحية الرئيس غابت عن أوضاع دستورية سابقة افترست العهد الرئاسي الذي انقضى نصفه بتأليف الحكومات».

سلام في السعودية

في سياق منفصل، التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والوفد المرافق، على أرض مطار جدة. وكان سلام التقى ظهر أمس ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في مقره بجدة، والذي استبقاه على الغداء.

وقال سلام، في مؤتمر صحافي أمس، إن «الاستحقاق الرئاسي هو استحقاق لبناني- لبناني، ونحن نعمل من أجله ليتحقق في لبنان وليس خارجه، ونستفيد من دعم السعودية ومواكبتها لنا في لبنان»، مضيفاً: «سمعنا كلاماً واضحاً في السعودية بأن هذا شأن لبناني مع تمنيات أن ينتخب رئيس جمهورية ويستمر التوافق الذي جاء بالحكومة ليطال رئاسة الجمهورية ليتحصن الوضع السياسي في لبنان».

رسائل هاتفية تشوش على «زيارة الراعي»

بعدما تعذر إقناع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بإلغاء زيارته للأراضي المقدسة للقاء البابا فرنسيس، وتفقد رعيته المسيحية هناك، بدأ التشويش على الزيارة، عبر دعوة منظمة مشهورة أطلقت على نفسها اسم «تيار المقاومة» إلى عقد لقاءات هدفها إبراز «مخاطرها»، كما ورد في رسائل نصية تلقاها لبنانيون أمس.