عبدالعزيز المسلم: مشكلتنا خشبة المسرح الأسمنتية والمبنى وهندسة الصوت (1-2)
يعتبر الفنان عبدالعزيز المسلم من الجيل الفني العصامي، بدأ منذ ريعان طفولته في التمثيل وأدى دوراً في مسلسل «ابن الصياد»، وصوّر أول فيلم سينمائي له في العاشرة من عمره، وأنتج أول مسرحية بعنوان «برشامة» واتبعها بعمل ضارب «هالو بانكوك»، وأسس مسرح الرعب في الكويت، وخاض الدراما التلفزيونية بخطوات ثابتة وعينه الآن على السينما.
حول بعض القضايا الفنية ومحطات مشوار المسلم دار الحوار التالي معه.
حول بعض القضايا الفنية ومحطات مشوار المسلم دار الحوار التالي معه.
ما مواصفات صالة العرض المسرحية التي ترضي طموحك؟
لا بد من أن يبنيها مهندس متخصص في علوم المسرح، ومعه استشاري مسرحي، وأفضلهم في هذا المجال الألمان والإنكليز والإيطاليون، لأنهم بنوا صالات للأوبرا قبل ظهور الكهرباء، وتعكس هندسة البنيان الصوت على المسرح بطريقة جيدة.كذلك يجب الاهتمام بالعلبة الإيطالية، أي أن تبنى من دون خشبة، وعلى المنتج الذي يريد تقديم عرضه عليها أن يبنيها، كخشبة ثابتة، أو يضع «هيدروليك»، حفرة و{سوفيتا»، على غرار بريطانيا، فإذا أردت استئجار مسرح هناك تأخذه من دون خشبة. مشكلتنا في الكويت أن خشبتنا إسمنتية لا تمكنك من وضع آلة تحتها ولا تستطيع رفع الديكور إلى الأعلى، ناهيك عن عدم وجود كواليس.ماذا عن هندسة الصوت؟إنها معضلة أخرى، المسرح البريطاني في معظمه غنائي وموسيقي، وتعزف فرقة أوركسترالية في أسفل المسرح، ويقوم الممثلون بالأداء الغنائي، فيصل الصوت صريحاً مع الآلة الموسيقية، ويأتيك مصدر الصوت من الأمام، إلا في حالة المؤثرات الصوتية «دولبي»، أما عندنا فهندسة الصوت والمبنى مصممان بصورة خاطئة.هذه الأخطاء في صالات العرض، فما بالك لدى الحديث عن ملعب كرة السلة، الذي يعطي صدى، فنضطر لعزله عن الصوت، ونعوض ذلك بالسماعات، أما المسرح الحقيقي فهو الذي يعكس الصوت، وإذا أدى الممثل من دون ميكروفون فسيصل صوته. ثمة متطلبات، وفق أصول الصنعة، غير متوافرة في البلاد للأسف.إلى أي مرحلة وصلت مدينة الشارقة السينمائية؟لن أتحدث عن ذلك في الوقت الراهن، لأننا في مرحلة الأبحاث والدراسات، وعندما ننتهي، سنعلن عن التفاصيل.أخبرنا عن مشروعك السينمائي.لدي مشروعان لفيلمين، لكننا تعثرنا بسبب الرقابة، كُتب على إجازة العمل الأولى عبارة «لا يصلح للوضع الراهن»، ولم توضح الرقابة ماهية الوضع الراهن، فهو عمل وطني يتكلم عن احترام القانون، وعدم تجاوزه، وتطبيق قانون الدولة. تتمحور قصته حول دكتور في القانون، يُقتل والده خطأ أو عن تعمد، وتريد العائلة أن تثأر بمفهومها، إلا أنه يرفض التعامل بمثل هذه القضايا إلا بموجب القانون.تخطت الرقابة حدودها الممنوحة وفق الدستور الكويتي الذي ينص أن للكاتب مطلق الحرية في التعبير عن رأيه.أما العمل الثاني فهو «مثلث برمودا»، سبق أن قدمناه على المسرح، وهو مجاز من المصنفات الفنية فيديو ودي في دي، كتبت الرقابة في كتاب إجازته سينمائياً «مجاز مع عدم الخوض في الأمور السياسية»، لا أعلم من أين أتوا بالسياسة، وأنا أتحدث عن التنمية. نتمنى أن تلغى الرقابة نهائياً وفق الدستور والقانون. ماذا عن رقابة المسرح؟ممتازة، لكن لا تثبت على حال معينة، فمثلاً يجاز نصك، ثم يأتي إليك أحدهم ليقول: «لا تقل كذا أو كذا»، لا يريدون أن تنتقد أداء مجلس الأمة، حتى لا يغضب النواب، ومن ثم يحاسبون الوزير، فهم يعملون، قدر المستطاع، لحماية الوزير. نحن نرفض الشخصانية، ونتحدث عن أداء السلطتين، وعندما تقدم ذلك يتم إيقاف العمل، لأسباب غير مفهومة، مثل البناء الدرامي في النص.الحل أن ترفع قضية وتلجأ إلى القضاء العام، الذي بدوره سينصفك. ونحن لا نريد الدخول في صدام مع أي رقابة كانت، نريد التعامل معها بشكل ودي ونحلّ القضية شفهياً، ولله الحمد مسرحياتي الأخيرة معظمها اجتماعية.هل توجد رقابة على العرض؟الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، رجل متفهم، قال لنا: «أنتم رقباء على أنفسكم، وثقتنا بكم كبيرة». لم يأت إلينا أي رقيب في الأعياد خلافاً لما كان عليه الأمر أيام الأمين السابق. الآن تراقب لجنة متخصصة في المسرح العرض مرة واحدة، ولله الحمد لا توجد أي مشكلة. نحن على قدر هذه الثقة والمسؤولية، ونشكر اليوحة على تلك المواقف الطيبة، وهو، بكل أمانة، من الداعمين للمسرح ومن محبيه، وإذا حدثت مشكلة تجده أمامك، إنه حاضر في أفراحنا وأتراحنا.لماذا تحرص على تقديم مسرحياتك طوال العام؟أعمل في المسرح على مدار العام، وحتى في غيابنا داخل الكويت، نعرض عملنا خارجها، وجمهورنا على ثقة بالمسرحيات التي نقدمها له، والقضايا التي نطرحها، إذ نستقطب شرائح المجتمع كافة، وعروضنا ممتلئة بالحضور لدرجة أن البعض لا يجد أماكن خالية، لذا نستمرّ في عروضنا طالما ثمة جمهور يحضرها. في مجموعة السلام نشتغل في المسرح منذ 25 سنة، وفي فترة رمضان نجهز لعرض جديد.لماذا تعرض المسرحيات في المواسم؟في دولة الكويت مواسم حتى قبل ظهور النفط: موسم غوص، وموسم سفر... استمرت هذه الثقافة لغاية اليوم، ففي موسم المدارس تنشط المكتبات، وفي موسم السفر تنشط السفريات، وفي موسم الأعياد تنتعش الأسواق، وموسم الترفيه معروف بالأعياد ورأس السنة والعطل، لكن إذا أصبحت العطل في وقت اختبارات المدارس طبعا ستُرحّل إلى موسم بديل.وماذا على صعيد الموسم عالمياً؟على سبيل المثال بريطانيا، تعداد سكانها يفوق 60 مليوناً، ويأتيها أكثر من 70 مليون زائر، نحن نتحدث عن 120 مليون يتمتعون بثقافة مسرحية، فإذا جاء إلى العرض 10 بالمئة أي 12 مليونا قسمته على ألف، ستشتغل المسرحيات سنوات، لذلك تجد 40 عرضا مسرحيا، والصالات فيها ممتلئة على الدوام.