«داعش» يضرب جامعة الأنبار ويقاتل بشراسة في الموصل

نشر في 08-06-2014 | 00:01
آخر تحديث 08-06-2014 | 00:01
No Image Caption
• غارات على التنظيم في نينوى
• المالكي: الإرهابيون يعيشون «حلاوة روح» ويستدرجون الفتنة
شنّ تنظيم «داعش» هجوماً واسع النطاق على جامعة الأنبار واقتحمها صباح أمس، وحجز من فيها كرهائن بعد هجومين مماثلين على سامراء، ومدينة الموصل خلال الأيام الثلاثة الماضية.

بعد اقتحام سامراء والموصل، اقتحم مسلحون ينتمون إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) صباح أمس، حرم جامعة الأنبار وسط مدينة الرمادي مركز المحافظة واحتجزوا الطلبة والأساتذة الذين يقدر عددهم بنحو 2500 شخص رهائن.

وأوضحت مصادر أمنية أن «مسلحين ينتمون إلى داعش تسللوا إلى الحرم بعد أن قتلوا حراس الجامعة، وقطعوا الجسر المؤدي إليها بسيارة مفخخة».

وذكر ضابط برتبة مقدم أن قوات خاصة حاصرت الجامعة من جميع الجهات وتحاول اقتحامها لتحرير الرهائن وبينهم الطالبات.

وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو «داعش» خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل.

وتخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الأنبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم «داعش» منذ خمسة أشهر.

واستعادت القوات السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، إلا أنها لاتزال تشهد هجمات شبه يومية. ومازال مسلحو «داعش» يسيطرون على مدينة الفلوجة، وهي أكبر أقضية المحافظة.

اشتباكات نينوى

في السياق، أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى أمس، بأن طيران الجيش شن هجمات جوية على عناصر «داعش» في مناطق غربي مدينة الموصل مركز المحافظة.

وقال المصدر إن «طيران الجيش المتمثل بمروحيات الهليكوبتر قام بشن هجمات جوية على عناصر داعش، مستهدفا أماكن محددة يتواجد فيها عناصر داعش»، مشيراً إلى أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 31 عنصراً من «داعش» بينهم المسؤول العسكري للتنظيم شرقي الموصل.

ووجهت قيادة عمليات نينوى، نداء لأهالي المحافظة إلى الالتزام في بيوتهم، لأنها ستوجه «ضربات موجعة للإرهابيين»، بينما طالبتهم بالتعاون مع القوات الأمنية وعدم التهاون مع العناصر الإرهابية.

جلسة طارئة

في غضون ذلك، دعت السلطات في محافظة نينوى أمس، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس المحافظة لمناقشة الأوضاع الأمنية والإنسانية في المحافظة، بعدما سيطر عناصر «داعش» على أربع مناطق في مدينة الموصل.

وقال نائب المحافظ حسن العلاف في بيان إن المحافظ أثيل النجيفي وجه دعوة إلى أعضاء مجلس المحافظة، لعقد جلسة طارئة لمناقشة الأوضاع الأمنية والإنسانية، مرجحاً في الوقت نفسه «عدم حضور الأعضاء إلى الجلسة، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وانتشار المسلحين والقوات الأمنية في مناطق الموصل، واندلاع اشتباكات على فترات متقطعة».

وأكد العلاف أن «وصول أعضاء الحكومة المحلية إلى مبنى المجلس يتطلب تعزيزات أمنية كبيرة».

معركة الموصل

وفي سياق متصل، قال مصدر في الجيش العراقي، إن قائد القوات البرية الفريق أول ركن علي غيدان وقائد العمليات المشتركة الفريق أول ركن عبود كنبر وصلا إلى الموصل للإشراف على العمليات العسكرية ضد «داعش»، الذي يسيطر عناصره على أربع مناطق في المدينة هي 17 تموز، ومشيرفة، وحي التنك، والبرموك منذ أمس الأول.

وقال المصدر إن 59 من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا أمس في الموصل خلال الاشتباكات العنيفة بينهم، موضحا أن «21 شرطيا قتلوا في تلك الاشتباكات، و38 من عناصر داعش».

وأكد أن «أهالي تلك المناطق بدأوا بموجة نزوح جماعي باتجاه المناطق والأقضية والنواحي الغربية من المحافظة كزمار وبادوش وتلعفر»، لافتاً إلى أن «حظر التجوال الشامل لايزال مفروضا على الموصل، بينما تسعى الحكومة المحلية لرفعه ساعات على الأقل».

المالكي

إلى ذلك، اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي هجوم «داعش» على سامراء ونينوى والأنبار، ما هو إلا «حلاوة روح» بسبب مطارة القوات العراقية لهم، لافتاً إلى أن محاولة الهجوم على مدينة سامراء وتحديدا استهداف مرقد الإمامين العسكريين ما هي إلا «محاولة فاشلة» لإثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي، وفك الخناق على فلول «الإرهابيين» المحاصرة في الأنبار، مؤكداً أن التكاتف والتلاحم في درء الشر والإرهاب بين المواطنين والأجهزة الأمنية هو درس بليغ «للإرهابيين».

وقال المالكي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أمس، «جربت العصابات الإرهابية استهداف مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام في مدينة سامراء، من أجل استفزاز العراقيين وجرهم للاقتتال، ولإعادة تلك الأيام السوداء»، مضيفا أن «ردة فعل قواتكم المسلحة والأجهزة الأمنية البطلة كانت أقوى وأشد على الإرهابيين المجرمين، فقد أحبطوا بالاتكال على الله هذه الجريمة النكراء التي تستهدف وحدة الشعب وتفكيك نسيج المجتمع، وزعزعة أمن واستقرار العراق».

وأشار إلى أن «ما زاد قواتكم المسلحة قوة هو يقظة وتعاون الخيرين من أهالي سامراء والدجيل الكرام ورجال الصحوات من أبناء العراق الغيارى، وتكاتفهم مع قوات الجيش والشرطة، فقد كانوا نموذجاً يحتذى به للمدن التي تتعرض للاعتداءات الإرهابية».

وشدد المالكي على أن «هذا التكاتف والتلاحم في درء الشر والإرهاب بين المواطنين والأجهزة الأمنية هو درس بليغ للإرهابيين ولمدن العراق، التي ترفض أن تكون حواضن لهم، وترفض أن تكون نقطة انطلاق لتمزيق وحدة الصف».

(الرمادي - أ ف ب، رويترز)

back to top