استراتيجية الاتجاه والاتجاه المعاكس
• كلما ذكرت دول الخليج في الصحف الأجنبية اتجهت الأنظار إلى معدل حجم الإنفاق، وتصاعدت سبل التنبؤ بسيناريوهات المستقبل، فمنهم من يحذر من تبعات الإنفاق المفرط وآخرون يستفسرون عن الإنفاق في البنى التحتية، الذي كان في يوم ما أولوية للخطة التنموية للدولة، وأذكر أننا خلال مؤتمر مجلس التعاون الخليجي استمعنا إلى أحاديث أهل الاقتصاد التي اقتضت بأن دول الخليج يقدر إنفاقها على البنى التحتية بـ205 مليارات دولار في مختلف القطاعات الصناعية والطرق والخطوط السريعة والمستشفيات والسكك الحديدية. وتتفاوت من حيث النسب ومن حيث هامش بند الرواتب المرتبط ببرامج التوطين والفرص الوظيفية، واليوم نقف مرة أخرى أمام الاتجاه المعاكس، أي المعضلة ذاتها، فإلى متى ونحن نقف أمام إنذارات البنك الدولي المتتالية لدولنا، ونتجاهل سياسات تخفيض الإنفاق الحكومي الذي يزداد أمام الكوادر غير المدروسة والوظائف غير المنتجة، ليس أمامنا إلا تجديد أسلوبنا الإداري وتعزيز جاذبية مؤسساتنا للكفاءات من ذوي الفكر الابتكاري.
• تزداد التكهنات مع اقتراب الانتخابات التكميلية حول نتائج صناديق الاقتراع، فالبعض يراهن على بروز أسماء جديدة، ويترقب التجديد في السلوك الانتخابي والنهج معاً، والبعض الآخر يراهن على سبل تمكين بعض مقاطعي الانتخابات الماضية للعودة وبشكل منتج للحياة البرلمانية الحالية، ورغم ذلك لم تأت استطلاعات الرأي التي نقوم بها بين الحين والآخر إلا بتفاقم الشعور بعدم الاكتراث بالتصويت وبفاعلية البرلمان، ولو عدنا إلى فترة المطالبة بالدوائر الخمس لوجدنا استقطابا مشابهاً، فقد تفاعل الشارع وانقسم أيضا بين مؤيد ومعارض، حتى جاء موضوع حق المرأة في الانتخاب والترشح كمحفز سياسي ليضيف إلى الدوائر دعماً إضافيا فأين المحفز السياسي اليوم؟ وهل سيأتي باتجاه معاكس ليزداد الإقبال على الانتخابات؟ • أصبت الأسبوع الماضي أثناء وجودي بمدينة كامبريدج ببوسطن بحساسية بالشعب الهوائية، فذهبت إلى العيادة الخارجية وإذا بالطبيبة تسلمني بعد التشخيص قائمة طويلة من الأدوية حتى اعتقدت أنني بمستوصف في الكويت، ثم ابتسمت وطلبت مني أن ألتزم بالقائمة، وأبتعد عن جميع الأدوية المكتوبة بها حتى أشعر بتحسن، اعتقدت أنها طرفة ولكنها الحقيقة، واللافت للنظر أيضاً استخدام الهواتف الذكية لمتابعة التأمين الصحي ومدى توافر الأدوية الخاصة بالمريض والدروس المستفادة من الأميركيين التي تتضمن الميكنة الصحية والترشيد في استخدام الأدوية.• كشف المؤتمر الصحي الذي أجرته جامعة الكويت قبل أسبوعين عن ارتفاع نسبة معاناة طلبة المدارس من السمنة المفرطة، ورغم رعاية وزارة الصحة أحيانا لحملات توعية محفزة للحمية الغذائية فإن الجمعيات التعاونية الخاضعة لأهواء أعضاء مجالس الإدارة فتحت الباب على مصراعيه أمام مطاعم الوجبات السريعة، فإلى متى تسير استراتيجياتنا بالاتجاه والاتجاه المعاكس؟!