رفض النظام السوري أمس تسليم السلطة في مؤتمر جنيف الذي تحدد عقده في 22 يناير المقبل، كما رفض دعوة المعارضة والدول الغربية لاستبعاد الرئيس بشار الأسد عن العملية الانتقالية التي من المفترض أن يقرها المؤتمر الذي ستشارك فيه 30 دولة، حسبما أعلنت موسكو أمس.

Ad

أكد نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس مشاركته بـ»وفد رسمي» في مؤتمر جنيف المزمع عقده في 22 يناير 2014، حسبما افادت وزارة الخارجية في بيان، مشيرةً الى أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، ومتمسكة برفض ابعاد الأسد عن المرحلة الاتقالية.

وذكر مصدر مسؤول في الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا): «تؤكد سورية مجددا مشاركتها بوفد رسمي يمثل الدولة السورية مزودا بتوجيهات السيد الرئيس بشار الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية ومحملا بمطالب الشعب السوري وفي مقدمتها القضاء على الإرهاب».

وشدد البيان على أن الوفد السوري «ذاهب الى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة لأحد بل لمشاركة اولئك الحريصين على مصلحة الشعب السوري المريدين للحل السياسي». وتعليقاً على «ما أدلى به وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وغيرهم وأدواتهم من العرب المستعربة من أنه لا مكان للرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية»، نقل البيان عن وزارة الخارجية انها «تذكر هؤلاء جميعا أن عهود الاستعمار (...) قد ولت إلى غير رجعة وعليه ما لهم إلا أن يستفيقوا من أحلامهم».

وتابع: «إذا أصر هؤلاء على هذه الأوهام، فلا لزوم لحضورهم إلى مؤتمر جنيف 2 أصلا لأن شعبنا لن يسمح لأحد كائنا من كان ان يسرق حقه الحصري في تقرير مستقبله وقيادته»، واعتبر أن «الأساس في جنيف هو تلبية مصالح الشعب السوري وحده وليس مصالح من سفك دم هذا الشعب».

«الائتلاف»

 

ورداً على بيان الخارجية السورية، أصدر مكتب رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا بيانا اعتبر فيه أن «ما صدر عن النظام يكشف نواياه الحقيقية وهي استخدام تعاون مزعوم مع المجتمع الدولي من أجل التغطية على المضي في حربه ضد الشعب السوري».

وأكد البيان أن «النظام يدعي أن طلب إنهاء النظام السوري هو سياسة غربية استعمارية، بينما الحقيقة انه مطلب الشعب السوري الذي يريد ازاحته»، واشار الى أن مؤتمر جنيف يتناول العملية الانتقالية، و»هدفنا من خلال المشاركة فيه ينسجم تماما مع تطلعات الشعب السوري لانهاء التسلط ومع قرار مجلس الامن وبيان لندن الصادر في 22 اكتوبر»، في إشارة الى قرار «مجموعة أصدقاء سورية» بأن الأسد لن يؤدي «أي دور» في الحكومة السورية المقبلة.

ورأى الجربا أن «أهداف النظام تتناقض بشكل كامل مع بيانات المجتمع الدولي»، وجدد موقف الائتلاف لجهة المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، مع رفض أي دور للاسد في المرحلة الانتقالية ومع المطالبة بوصول الاغاثة الى المناطق المحاصرة واطلاق المعتقلين، لاسيما النساء والاطفال. ورأى البيان أن «الأسد هو من جلب الإرهاب الى بلادنا وهو أكبر إرهابي»، مذكراً بأن «الثورة بدأت سلمية وهو من أعلن الحرب على شعبنا».

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن يوم الاثنين الماضي، أن جنيف 2 سيعقد في 22 يناير على أساس بيان «جنيف 1». وينص هذا البيان الذي صدر عن اجتماع ضم الدول الخمس الكبرى وألمانيا والجامعة العربية وتناول الوضع السوري على بدء عملية انتقالية في سورية وتشكيل حكومة تضم ممثلين عن النظام والمعارضة و»بصلاحيات كاملة»، من دون التطرق بطريقة واضحة الى مصير الأسد. وتبنى القرار الدولي 2118 الذي نص على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية بيان «جنيف1». 

 

لافروف 

 

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس ضرورة عقد مؤتمر «جنيف 2» من دون شروط مسبقة، قائلا «لن تكون هناك ظروف مثالية لعقد المؤتمر». من ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «ممثلين عن العراق والأردن ولبنان وتركيا سيشاركون في التحضير لجنيف 2»، مضيفاً أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء خارجية 30 دولة»، وأن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيترأس وفد بلاده». واشار المسؤول الروسي الى وجود جدل مع الأميركيين حول مشاركة السعودية وايران في المؤتمر، مشددا على ضرورة تمثيل الجميع في المؤتمر وأن تكون لقراراته قوة قانونية.

أنقرة وطهران 

 

إلى ذلك، دعت تركيا وإيران أمس إلى وقف لإطلاق النار في سورية قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2».

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن «كل جهودنا يجب أن تتركز الآن على طريقة إنهاء هذا النزاع، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».