القاهرة وموسكو تتفقان على تعاون عسكري شامل
• «الإخوان» تستغل رفع الطوارئ وتحشد لمليونية «لا للظلم» • الـ «50» تنتهي من ثلاثة أرباع الدستور
على وقع الانكفاء الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، استرجعت السلطات المؤقتة في مصر أمس العلاقات التاريخية الاستراتيجية مع روسيا عبر الزيارة التي أجراها وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان سيرغي لافروف وسيرغي شويغو للقاهرة.
قفزت مصر في علاقتها مع روسيا خطوة إلى الأمام، فيما يتعلق بحجم التعاون العسكري بين البلدين، الذي توقع خبراء أن يتجاوز الملياري دولار، وهو الرقم ذاته الذي تكهنت به مصادر أميركية، قبيل الزيارة التي بدأها وزيرا خارجية ودفاع روسيا سيرغي لافروف وسيرغي شويغو إلى القاهرة أمس، حيث التقيا المسؤولين المصريين وفي مقدمهم الرئيس المؤقت عدلي منصور. التصريحات المصرية الرسمية خرجت عقب مباحثات أمس بصيغة متفائلة، والتي بدأت صباحاً بجلسة المباحثات العسكرية بين وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي الجنرال سيرغي شويغو، لبحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، بخاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكري. السيسي أكد أن "هذه المباحثات تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، عبر بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك على الصعيد العسكري"، بينما أشاد شويغو باحترافية الجيش المصري ودوره في حفظ الأمن والسلام في الشرق الأوسط، مؤكداً أهمية التعاون المشترك. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في تصريح صحافي، في ختام مباحثات مع نظيره المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي ووزيري الخارجية في مصر وروسيا نبيل فهمي وسيرغي لافروف، والمعروفة بصيغة 2+2، أمس، إن «الجانبين اتفقا على تشكيل مجموعة عمل مهمتها التحضير لتوقيع اتفاقية تعاون في جميع المجالات بين القوات المسلحة الروسية والمصرية». وأضاف شويغو أن «المباحثات شملت قضية التعاون في مجال إعداد وتدريب الكوادر العسكرية للجيشين الروسي والمصري، ومشاريع التعاون العسكري، والعسكري التقني، واتفقنا على اتخاذ خطوات في القريب العاجل لصياغة الاتفاقات في وثيقة قانونية». وأعلن أن الجانبين اتفقا كذلك على إجراء تدريبات مشتركة على محاربة الإرهاب والقرصنة، وتبادل الوفود العسكرية، مضيفا: «كما رسمنا خططا مشتركة للعام المقبل والمستقبل القريب». إلى ذلك، وبينما لم تخرج تصريحات رسمية حول الزيارة، كشف الخبير العسكري والمدير الأسبق لمركز الأبحاث الاستراتيجية للقوات المسلحة اللواء حسام سويلم، تفاصيل لقاء السيسي وشويغو، مؤكداً أن "مصر على وشك توقيع اتفاقية سلاح بقيمة ملياري دوﻻر، مع الجانب الروسي، كما ستضمن الاتفاقية تطوير منظومة الدفاع الجوي سام 2 و3 و6 وتطوير طائرات ميغ 21 لتعادل إف 16، التي قام الجانب الأميركي بتعليق تسليمها لمصر، ضمن ما تم تعليقه من المساعدات العسكرية". الشارع والدستور على صعيد آخر، استغلت جماعة "الإخوان" المحظورة، رفع حالة الطوارئ وحظر التجوال أمس وقررت الحشد لمليونية اليوم تحت عنوان "لا للظلم"، حيث دعا "تحالف دعم الشرعية" المصريين للنزول إلى الشوارع، إحياءً لذكرى مرور ثلاثة أشهر على فض اعتصامي "الإخوان" في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة"، 14 أغسطس الماضي. وفي سياق منفصل، أكد المتحدث باسم لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور، محمد سلماوي، أن اللجنة انتهت مما يزيد على ثلاثة أرباع مواد الدستور، وليس من بينها مواد السلطة القضائية أو القوات المسلحة، كما انتهت لجنة الصياغة من جميع المواد التي وصلت إليها من اللجان النوعية، بالإضافة إلى انتهاء لجنة الصياغة النهائية من ثلاثة أبواب من الدستور، ستعرض على اللجنة العامة لإقرارها بشكل نهائي.