الأمانة من أهم صفات المسلم، وهي طريقة للسعادة في الدنيا والآخرة، فهي خلق عظيم من أخلاق الأنبياء والرُسل، وقد شرعها الله لحفظ النفس والمجتمع، وإذا غابت تهدم المجتمع، لذا فإن الله سبحانه وتعالى جعل غيابها من علامات قيام الساعة الكبرى.

Ad

وقال العميد الأسبق لكلية الدعوة بجامعة الأزهر د. علي السبكي إن الأمانة فريضة عظيمة حملها الإنسان، بعد أن رفضت السموات والأرض، والجبال أن يحملنها، وقال تعالى: "إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا" (الأحزاب:72).

لذا من الخطأ أن يحصر المسلم الأمانة في المال فقط، وقال النبي الكريم (ص): "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"، كما أن للأمانة مشتقات كثيرة مثل حفظ الودائع والأسرار، فالأمانة أثقل مهمة حملها الإنسان على وجه الأرض، لأن مضيعها له عذاب كبير، ومنفذها له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى.

وشدد د. السبكي على أن "أعظم الأمانات هي تأدية الواجبات التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، من صوم وصلاة وزكاة وحج وأمر بالمعروف وصلة رحم، لأن التزام الناس بالأمانة يحقق الخير ويعم السكينة على المسلمين، ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" (المؤمنون: 8)، وفي الآخرة يجزي الله أصحاب الأمانات بالفوز بجنة عرضها السموات والأرض.

واوضح ان إقصاء الأمانة بين المسلمين يعني أن يسود مجتمع الفوضى، ويتوشح المجتمع بالغش في المعاملات، وإنقاص الحقوق، ولذلك فإن غياب الأمانة وانحصارها هو أمر لا مفر من حدوثه، كما بين ذلك الرسول (ص): "لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة حتى يؤمن الخائن ويخون الأمين"، "ومن دلالة هذا الحديث يتأكد لنا أن ضياع الأمانة هو نهاية العالم وقيام الساعة، وأن ضياع الأمانة من المسلم اليوم لن تعد مسألة هينة، بل هي مؤشر خطر، لأنها تورث العداوات وتنذر بسخط الله على عباده".