قبل أن يتوقف عن التعاطي في الفن كان عبدالعزيز البصري فناناً شاملاً بكل ما تحمل الكلمة من معنى، يغني ويلحن ويكتب القصيدة، كانت حياته، بحق، ملونة بالعطاء الغنائي في شتى مجالاته، لارتباطه الوثيق مع الفنان الكبير عبدالله فضالة، ورافق آخرين من الرواد أمثال: محمود الكويتي، عبداللطيف الكويتي، عواد سالم وملا سعود الكويتي.

Ad

 أغان شعبية

من كلمات الفنان الشاعر عبدالعزيز البصري وألحانه، غنى مطربون ومطربات من الكويت والوطن العربي، أمثال: عبدالله فضالة، محمود الكويتي، عايشة المرطة، خالدة، وديع الصافي، حورية سامي، نجاة الصغيرة، هيام يونس ومحمد عبده. وقد أثرى المكتبة الإذاعية والتلفزيونية بأغانٍ شعبية أصيلة، لا سيما بفنون السامري.

من أشهر أغنياته: {يابو فهد منى غدا الشوق، أنا ودي ولكن ما حصلي، سلمولي على اللي عن حبيبه نشد، سلمولي على اللي حبهم بالضمير، أنا البارحة يا سعود عيني شقاويه، سامحوني يا هلي لو فديت الروح أنا، ياهل الحي، أنا من لام لو ونيت ونه، عيني يا عيني بطلي دموعك كفاية، يا نجمة الصبح غيبي مالك ومالي، يا فهد جسمي من الون أنبره}.

سيرة ذاتية

عبدالعزيز البصري من مواليد الكويت 1920 في فريج {الفليج} بالقرب من بيت عائلة السديراوي، انتقل والده للسكن في منطقة {الصالحية} وكان من جيرانهم: الرندي، العجيل، عائلة الحميدي، حمد المشاري، ابن عمر، العصفور، عبدالعزيز الراشد، المنيع، عائلة الفصام والبناي... وكان بيته بالتحديد بالقرب من مسجد ملا عيسى – الشرق، حالياً المدخل الرئيس لقصر العدل، وفي هذه المنطقة عاش عبدالعزيز البصري طفولته.

 انتقلت أسرته إلى قرب منزل عائلة العدساني بعدما اشترى والده بيتاً هناك، مقابل مسجد بن حمد بجوار منزل: عبدالعزيز الجلال، عائلة سويده، البسام، النصر الله، عبدالحي البناي وشقيقه، بيت محمد جعفر وعلي المحبوب.

 وفي هذا الفريج عاش فترة شبابه، وكان يذهب إلى البحر عن طريق بيت الساير والمشعل حتى يصل إلى نقعة الخرافي. كان عمره، آنذاك، حوالي عشر سنوات ولم يدخل المدرسة، مع العلم أن عبدالملك الصالح كان يأخذه بيده إليها، وبعد أن يدخل إليها يهرب ويعود إلى بيته، وحاول أكثر من مرة أن يتعلم إلا أنه لم يرغب بالدراسة.

أول عمل

في أحد الأيام، بينما كان والده يعمل في بناء بيت ديكسن الواقع في الشرق على ساحل البحر وقع لوح خشب كبير على رجله وأدى إلى كسرها، فطلب منه والده أن يذهب مكانه، وعندما شاهده المهندس عبدالوهاب مسلم (هندي الجنسية) يعمل مع العمال، طرده وطلب منه مراقب العمل ملا محمد أن يرجع إلى البيت، ويحضر كل يوم خميس ويستلم راتب والده.

ثم عمل {مودي}، أي نقل البضائع عن طريق حملها على الحمير، بعد ذلك اشتغل في مهنة نقل الرمل من منطقة الوطية خلف السور، ثم من الصبية عن طريق {الدوبه}، وبعد الشويخ نقل الرمل إلى منطقة بنيد القار.

 في ما بعد اشتغل البصري مع أخواله في البحر فركب معهم الغوص، وركب غوص الردة، وفي آخر سنة مع يوسف السليم حصلوا على {حصباه}، وكان نصيبه 80 روبية، وركب سفن الغوص بعد ذلك مع خالد العجيل وأحمد الراشد وإبراهيم الراشد.

 مهن شاقة

بعد المعاناة التي واجهها عبدالعزيز البصري في عمله بالمهن الشاقة والغوص، عمل في ديوان الشيخ عبدالله الجابر بجوار ديوان ملا صالح على البحر، وكان عمره آنذاك 15 سنة، وتقاضى راتباً قدره (6) روبيات، وفي عام 1938 انتقل للعمل مع الشيخ عبدالله السالم الصباح أمير دولة الكويت.

استفاد البصري من عمله عند الشيخ عبدالله السالم، رحمة الله عليه، خصوصاً عندما عرف الأخير أن البصري يكتب الشعر، فكان يرشده ويصحح له بعض الأبيات. يقول البصري عن الشيخ عبدالله السالم بأنه أديب وشاعر ومطلع على أحوال الأدب والأدباء، يحفظ من الشعر ما يحفظ غيره... ويحب سماعه، وكان يكتب الشعر بالفصحى والعامية.

للشاعر الفنان عبدالعزيز البصري قصائد وطنية لا تخلو من النقد اللاذع، من بينها قصيدة سياسية كتبها كردة فعل، لأن العراق حصل من الكويت على مساعدة بثلاثين مليون دينار ثم طالب بمثل هذا المبلغ، ألقاها أمام الشيخ عبدالله السالم يقول فيها:

زودنا خلوه لنا /تنتفع به أعيالنا

يوم حنا بفقرنا/ مالقينا اللي حن علينا

فأعجب الشيخ عبدالله السالم بجرأته وبشعره وأطلق عليه لقب {الأستاذ}.

أول قصيدة

بدأ عبدالعزيز البصري كتابة الشعر عندما كان يعمل في ديوان عبدالله الجابر الصباح الذي كان يستضيف الشعراء ويتبارون بقول الشعر، وكان البصري يستمع إليهم ويحفظ منهم ويسألهم عن الشعر، فحفظ أبياتاً شعرية وقصائد طويلة، ومنها بدأت محاولاته في كتابة الشعر، وكان يعرض ما يكتب من قصائد على علي الموسى. أول قصيدة كتبها غزلية يقول فيها:

اخبرك يا المجمول بالقلب ولوال

من كحتك يا زين من فوق السطوحي

اتكحلي قصدك أتبرج بالأحوال

عليك ستر الله ودربك سموحي

زواجه

 تزوج عبدالعزيز البصري من ابنة عمه، إلا أن الزواج انتهى بعد سنتين بالطلاق، ثم تزوج من بنت حمد العثمان، من أهل الشرق، وكان المهر 150 روبية، وقد رزق منها ولدين: سعد موظف في الدولة وإبنة تعمل مدرّسة وهي متزوجة.

 دام زواجه الثالث 19 سنة وأثمر تسعة أولاد: عبدالله سعود، منصور، عبدالكريم، محمد، جمال، نادية، سامية، مشاعل ومنتهى.

 ثم تزوج من سيدة مصرية خطبها له سلطان السمحان وعنده منها خمسة أولاد: أفراح، نادية، زهراء، مشعل، فهد. الزواج الخامس كذلك من سيدة مصرية أيضاً ورُزق منها ببنت.