أكدت إيران أنها مستمرة في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وبرزت ملامح خلاف بينها وبين واشنطن بشأن تفسير اتفاقية جنيف النووية. وفي حين اعتبر قائد الحرس الثوري أن تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها «خدعة»، دافع الرئيس الأميركي عن نهج الدبلوماسية.

Ad

بعد ثلاثة أيام من إبرام اتفاق جنيف بين إيران والقوى الست الكبرى بشأن برنامجها النووي، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس أن «عملية تخصيب اليورانيوم ستستمر داخل البلاد ولن تتوقف»، مشددا على أن «طهران ستلتزم ببنود اتفاق جنيف ما دام الطرف الآخر ملتزما بها»، واصفا الاتفاق بأنه «تاريخي نال الشعب من خلاله حقوقه النووية المشروعة».

ونقلت قناة «العالم» الإيرانية عن ظريف القول إن «ما يتضمنه برنامج العمل المشترك هو أن نستمر بالتخصيب، وسنتحدث بشأنه مع الأميركيين ونريد أن يصل العالم إلى قناعة بأن برنامجنا النووي هو للأغراض السلمية»، مضيفاً أن «عملية التخصيب التي كانت تتم بنسبة 20 في المئة في منشأة فوردو ستستمر بنسبة 5 في المئة».

في غضون ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية، أن بعض ما نشره البيت الأبيض الأميركي حول اتفاق جنيف النووي «يتناقض مع نصه».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم، إن ما نشره تحت عنوان «بيان صحافي، «يمثل تفسيراً أحادي الجانب للنص المتفق عليه بين إيران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي»، مضيفة أن «بعض الإيضاحات والمصطلحات الواردة في إعلان البيت الأبيض يتناقض مع نص الاتفاق».

وذكرت أفخم، أن «نص برنامج العمل المشترك الذي يضم 4 صفحات، هو نتيجة للاتفاقات الحاصلة بمفاوضات جنيف»، موضحة أن «جميع عبارات وكلمات النص قد نظمت آخذة بالاعتبار ملاحظات جميع الأطراف وأن أحد أسباب إطالة أمد المفاوضات هو رعاية الدقة في اختيار وإدراج المصطلحات في نص برنامج العمل المشترك خاصة من جانب الوفد الإيراني المفاوض».

وينص الاتفاق المبرم في جنيف على وقف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 5 في المئة لستة أشهر وتعليق أنشطة مفاعل المياه الثقيلة في آراك الذي قد ينتج البلوتونيوم اللازم لصناعة القنبلة النووية وضمان وصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الحساسة.

الحرس الثوري 

 

إلى ذلك، قال القائد العام لقوات الحرس الثوري محمد علي جعفري أمس إن تهديدات واشنطن وحلفائها بشأن شن ضربة عسكرية تجاه إيران «فارغة ومجرد خدعة»، مؤكداً أن «الأميركيين يعرفون قدرات إيران العسكرية والدفاعية واللحمة الوطنية ضد الأعداء».

وأضاف جعفري، أن «أدنی خطأ عسكري من قبل الولايات المتحدة تجاه إيران، سيجعلهم يرون بأعينهم أكبر خسارة تاريخية تلحق بهم»، معتبراً «أن الكثير من أهداف ومصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة والعالم في مرمى قواته».

أوباما يدافع

 

في المقابل، دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يتعرض لانتقادات إسرائيل ونواب جمهوريين، أمس الأول عن اعتماده النهج الدبلوماسي مع إيران، قائلا في خطاب ألقاه في سان فرانسيسكو إن تبني خطاب «قاس قد يكون سهلا من وجهة نظر سياسية، ولكن ليس هذا ما ينبغي القيام به من أجل أمننا».

وأضاف: «على مدى الأشهر المقبلة سنواصل العمل الدبلوماسي بهدف تحقيق حل شامل للتهديد الذي يمثله برنامج إيران النووي مرة واحدة وإلى الأبد».

وأكد انه «لا شيء من هذا سوف يكون سهلا فلاتزال هناك تحديات ضخمة امام الهدف» لكن مع ذلك «لا يمكن أن نغلق الباب في وجه الدبلوماسية ونحن لا نستطيع استبعاد حلول سلمية للمشاكل في العالم ولا يمكن أن نلتزم دوامة لا نهاية لها من الصراع».

وأردف قائلا: «الآن ومع التقدم الذي حدث يجب أن نتذكر ما هو ممكن عندما يكون لدى الولايات المتحدة الشجاعة للقيادة وليس فقط مع قوة السلاح بل بقوة دبلوماسيتنا والتزامنا بالسلام».

من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في وزارة الخزانة الأميركية أن رفع العقوبات الجزئي عن إيران الذي تقرر بموجب اتفاق جنيف لا يعني أن «موسم الأعمال» قد فتح أو أن الاقتصاد الإيراني سيشهد تحسنا كبيرا.

وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه إن «رفع العقوبات الجزئي المنصوص عليه في الاتفاق والبالغة قيمته ستة أو سبعة مليارات دولار متواضع»، موضحاً أنه «قياسا إلى حجم الضائقة الاقتصادية التي تمر فيها إيران حاليا فإن الأثر الاقتصادي لهذا التخفيف ضئيل».

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن «إجمالي الناتج المحلي الإيراني تقلص بنسبة 5 في المئة في 2012 وسيفعل الأمر نفسه هذا العام بنفس النسبة، في حين فقد الريال الإيراني 60 في المئة من قيمته في غضون عامين».

(طهران - د ب أ، يو بي آي)