قبل أيام معدودة من انطلاق الانتخابات الرئاسية السورية، المرفوضة عربياً ودولياً، تلقت القوات النظامية عدة ضربات من كتائب المعارضة، آخرها في ريف دمشق وحلب، حيث نفّذ النظام مجزرة ضمن سلسلة عمليات واسعة لتأمين هذا الاستحقاق، أسفرت عن مقتل أكثر من 45 شخصاً.

Ad

خسرت القوات النظامية السورية والمسلحين الموالين لها 31 عنصراً على الأقل فجر أمس عندما فجّر مقاتلو المعارضة نفقاً في مدينة حلب، التي تشهد حملة قصف غير مسبوقة أدت أمس إلى مقتل نحو45 شخصاً في حي بستان القصر، وذلك قبل أن يهاجم الجيش الحر مركزاً للنظام في داريا ويقتل 11 جندياً.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النفق، الذي فجرته الكتائب يقع بالقرب من سوق الزهراوي في حلب القديمة، مشيراً إلى ان العملية تبعتها اشتباكات دامية أدت الى سقوط العديد من القتلى والجرحى.

ونشرت «الجبهة الاسلامية»، وهي أكبر التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الأسد شريط فيديو على حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، قائلة انه لعملية التفجير سمع فيه اصوات اطلاق نار كثيف، قبل حدوث انفجار ضخم ادى الى قذف كميات هائلة من الاتربة والحجارة لعشرات الامتار في الهواء. وبقيت اصوات الرصاص تسمع بعد الانفجار.

كما ألقى الطيران المروحي خمسة براميل متفجرة على مناطق في حي الصاخور (شرق)، مما أدى الى مقتل امرأة، بحسب المرصد، الذي أشار إلى تعرض احياء الشعار وكرم الجبل وبستان القصر لقصف مماثل.

مجازر حلب

يأتي ذلك وسط أنباء عن مقتل 45 مدنياً على الأقل وجُرِح آخرون في قصف بالطيران السوري على حي بستان القصر بحلب خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال مصدر محلي من الحي إن برميلاً متفجراً سقط على بستان القصر، وعندما هرع الأهالي لإنقاذ الضحايا تم استهدافهم بصاروخ فراغي.

وبقيت حلب، كبرى مدن الشمال السوري، في منأى عن النزاع الذي اندلع في سورية منتصف مارس 2011. الا ان المدينة تشهد معارك يومية منذ صيف عام 2012، ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على احيائها. وتعرضت مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها لحملة من القصف الجوي العنيف خلال الاشهر الماضية، ادت الى مقتل نحو ألفي شخص من المدنيين منذ مطلع عام 2014، بحسب المرصد.

الانتحاري الأميركي

إلى ذلك، كشفت الولايات المتحدة أمس الأول هوية مواطنها الذي نفذ تفجيرا انتحاريا في سورية واصبح أول اميركي ينفذ عملية انتحارية في هذا البلد منذ بدء النزاع فيه قبل اكثر من ثلاثة اعوام. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان: «يُعتقد ان المواطن الاميركي المتورط في التفجير الانتحاري في سورية هو منير محمد ابو صالحة»، وذلك بعيد ساعات على تأكيدها جنسية منفذ التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة ادلب في شمال سورية الاحد. وكانت بساكي اكدت في وقت سابق معلومات صحافية ومزاعم لمعارضين اسلاميين مسلحين يقاتلون النظام السوري مفادها ان اميركيا نفذ هجوما انتحاريا في سورية، من دون ان تؤكد ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز من أنه شاب في العشرينيات من العمر من أصل شرق أوسطي من ولاية فلوريدا.

وطبقا لشريط فيديو نشره انصار «جبهة النصرة» الاسلامية التي تقاتل في سورية، فان اميركيا يقاتل تحت اسم ابو هريرة الاميركي نفذ هجوما انتحاريا بشاحنة مفخخة في مدينة ادلب شمال سورية. واظهر الفيديو الذي رصده موقع «سايت» الخاص بمراقبة المواقع الجهادية، انفجارا كبيرا وصورة لشاب ملتح يحمل قطة قال انه الانتحاري.

مقتل قائد إيراني

في السياق، تأكد أمس مقتل قائد في الحرس الثوري الايراني في سورية ما يناقض تأكيدات طهران انها لا تحارب الى جانب قوات الاسد. وانتشرت معلومات عن مقتل عبدالله اسكندري اثناء «الدفاع» عن مقام شيعي مطلع الاسبوع لكن لم يصدر تعليق عن الحرس الثوري او وزارة الخارجية الايرانية. لكن وكالة انباء فارس ذكرت ان مراسم تشييع القائد ستقام الاحد في مدينة شيراز.

وقبل أيام نشر موقع «العربية. نت»، نقلاً عن مواقع سورية، صورةً لشاب وهو يحمل بيده اليمنى رأس إسكندري المقطوع عن الجسد نتيجة ذبحه من الوريد إلى الوريد، كما تظهر الصورة تهشّم جمجمته من الناحية اليسرى.

«أرض- أرض»

وفي ريف دمشق، سقطت أمس 8 صواريخ من نوع أرض- أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها بالغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي أشار إلى مقتل ١١ جندياً نظامياً بينهم ضباط في داريا أمس خلال استهداف مقاتلي المعارضة أحد نقاط تمركز الجيش الحكومي في المدينة القريبة من دمشق. وفي اللاذقية، اندلعت اشتباكات عنيفة بالقرب من النقطة 724 القريبة من المرصد 45 بريف المحافظة الشمالي، كما دارت اشتباكات بين الطرفين بالقرب من كسب، وسط قصف متبادل بين الطرفين.

«داعش»

في الرقة، أفاد المرصد بأن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) منع أمس الدخول والخروج من المدينة وأقام السواتر الترابية والحواجز بالقرب من الجسر الشمالي قرب الصوامع.

وقال مصدر للمرصد السوري ان هذه الخطوة تأتي في إطار منع المواطنين من الذهاب إلى المهزلة الانتخابية في المدن الاخرى. كما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة السبت أطراف مدينة الرقة، في حين استشهد شاب من مدينة الرقة داخل سجون قوات النظام.

(دمشق، واشنطن- أ ف ب، رويترز، د ب أ، العربية.نت)