رحلة أميري بركة الأخيرة
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في كتاب آن تشارتر "قراءات في البيت" كان أميري بركة مصنفا كأحد كتاب جماعة "البيت" الأشهر، إضافة لجاك كاروواك والن جنسبرغ ووليم بورو، الا أن دوره الأهم كان في ولايته نيوجيرسي ومساندة حركة الشباب السود حتى وصول أول عمدة أسود لها عام 1970. وتسميته شارع البلاط للولاية عام 2002-2003، قبل أن تتسبب قصيدته الأهم في مشواره الشعري في سحب اللقب منه. لا أحد يذكر أميري بركة دون أن يربط اسمه بتلك القصيدة التي أثارت غضب أميركا حكومة ونقادا حين ألقاها في يوليو 2002 في السنة التي تلت أحداث سبتمبر، كانت قصيدة مباشرة وصريحة:"من الذي كان يعرف أن مركز التجارة الدولي سيتفجر.من الذي أخبر 4000 إسرائيليا يعملون في البرجين أن يلزموا منازلهم ذلك اليوم. من يعلم لماذا يصور خمسة إسرائيليين الانفجارمن... من... من؟"كانت القصيدة اتهاما مباشرا للإدارة الأميركية يومها وإسرائيل بوقوفها خلف الأحداث التي غيرت العالم سياسيا وفكريا. لم يندم بركة على قصيدته، وظل يصر دائما على أنها حقيقة وليست قصيدة شعر. وكان الاتهام الجاهز له هو معاداة السامية. لم يتقبل النقاد الأميركيون قصيدة "أحدهم فجر الولايات المتحدة" التي كان يلقيها دائما بطريقته الساخرة والساحرة في الالقاء. لم يحتج أحد على تفاصيل القصيدة التي هاجمت تاريخ أميركا الطويل تجاه الآخر، وكان السبب الأول لرفضها أنها ضد اليهودية. وهو اتهام رفضه بركة وقال: نعم أنا ضد الصهيونية وليس الديانة اليهودية.طلب منه حاكم ولاية نيوجيرسي أن يستقيل كشاعر للولاية، ويتنازل عن اللقب، لكنه رفض، وفي عام 2003 سنت الولاية قانونا يلغي مسمى شارع البلاط في نيوجيرسي، لسحب اللقب من بركة، واكتفت مدارس نيو وارك في الولاية ذاتها، حيث ولد، بالابقاء على لقبه.رحل اميري بركة بعد صراع طويل مع حكومات أميركا، وبعد أن تغيرت أميركا تجاه مواطنيها السود بصفته مساهما كبيرا في حركات مدنية وثقافية كان لها الأثر الأكبر في تحقيق هذا التغير.