السفير الأميركي: ملتزمون بالدفاع عن دول المنطقة وضمان استقرارها
«حضورنا الأمني في الخليج إشارة قوية ضد أي تهديدات تستهدف الكويت بشكل خاص»
أعرب سفير الولايات المتحدة في البلاد عن التزام بلاده بأمن المنطقة لضمان أمنها واستقرارها، مشدداً على أن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة يأتي لإعطاء إشارة قوية ومباشرة ضد أي تهديدات عدائية قد تستهدف الكويت بشكل خاص ودول المنطقة عموماً.
أكد السفير الأميركي لدى الكويت ماثيو تويلر متانة العلاقات الأميركية- الكويتية، والتي تتجاوز ما حصل خلال الغزو العراقي للكويت كمحطة مهمة للتطور، حيث تعود إلى ما قبل ذلك بكثير، مشدداً على التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن مصالحها، فضلاً عن مصالح دول المنطقة لضمان أمنها واستقرارها.وقال تويلر، في مؤتمر صحافي عقده أمس في السفارة الأميركية بمناسبة اقتراب نهاية عمله سفيراً لبلاده في الكويت وانتقاله إلى اليمن، إن الكويت تعيش في منطقة خطيرة وتواجه تهديدات مختلفة، "ولقد تحدثنا مع الجانب الكويت حولها ونحن نفهم ونؤمن من خلال شراكتنا معها بضرورة استمرار التعاون والتواجد الأمني والعسكري بشكل حقيقي، والذي يسمح لنا بالدفاع عن أصدقائنا ومصالحنا في المنطقة". ولفت إلى أن التعاون العسكري والأمني يعتبر من أهم مجالات التعاون بين البلدين، مبيناً أن أساس ذلك الاتفاقية الأمنية الموقعة بينهما، بشأن العمل في عدد من مجالات التعاون العسكري والأمني، والتي بموجبها "تمنح الحكومة الأميركية القدرة على التواجد الأمني والعسكري في المنطقة، بهدف إعطاء إشارة قوية ومباشرة ضد كل أنواع التهديدات العدائية المحتملة التي تستهدف الكويت بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام".صفقات التسلحأما بخصوص صفقات التسلح بين البلدين، والتي كان آخرها صفقة الباتريوت، فقال: "من ضمن مجالات التعاون العسكري بين أميركا ودول المنطقة بناء الشراكة العسكرية، وهذا لا يقتصر على الكويت فقط بل على كل أصدقائنا، وخصوصا دول الخليج"، مبيناً أن من تلك المجالات "تقديم معدات وأسلحة عسكرية متقدمة جدا تكنولوجيا وذات معايير وجودة تقنية عالية مثل التي تستخدمها القوات الأميركية المتواجدة في المنطقة، سواء كانت بحرية أو جوية او برية".وذكر أن الولايات المتحدة "تقدم أيضا التدريبات من أجل التعامل مع هذه المعدات والتي منها صواريخ الباتريوت، من الجيل الثالث، والتي تعتبر من أحدث التقنيات الحديثة والمعقدة القادرة على التعامل مع الصواريخ البالستية"، لافتا إلى أن الكويت وبعض دول المنطقة تريد امتلاك تلك الصواريخ بسبب تطورها وذلك بهدف حماية نفسها".معتقل غوانتانامووفي رد على سؤال يتعلق بمصير المواطنين الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو ومستجدات هذه القضية، قال تويلر: "الرئيس باراك اوباما ملتزم بإغلاق هذا المعتقل، غير أنها قضية معقدة ولا بد من حلها بطريقة مسؤولة"، موضحاً أن "الحكومتين الأميركية والكويتية في نقاش حول خلق ظروف لإعادة المعتقلين إلى الكويت، ولا يمكنني التصريح عن تطورات جديدة في هذا الملف".وأضاف أن تلك الأمور "تدخل ضمن سياسة عدم التصريح بفحوى مباحثاتنا مع الحكومات، ولكني أؤكد أنني شهدت تقدما تجاه الهدف المراد، وهو عودة المعتقلين الكويتيين الى بلادهم".وعن الخلاف الخليجي ومدى تأثيره على دول المنطقة، قال: "نحن نرغب في أن يحل أي خلاف خليجي - خليجي بشكل سريع ومباشر يسمح لمجلس التعاون بالتقدم قدما"، مثمنا في الوقت نفسه جهود المصالحة التي يقوم بها سمو الأمير. «البدون»وماذا عن رؤية بلاده لملف "البدون" أجاب تويلر: "أدعو أي حكومة إلى احترام حقوق الإنسان سواء كان الأمر يتعلق بالمواطنين أو غيرهم من القاطنين على أرضها"، لافتا إلى أن "الكويت لديها عدد من غير محددي الجنسية، والولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم اي حالة من حالات الإخلال بالالتزام بأي حق من حقوق الانسان الخاصة بتلك الفئة، ولذلك ندعو الحكومة الكويتية إلى إيجاد وسيلة لحل هذه القضية، وبحث مدى أحقيتهم في الحصول على الجنسية الكويتية، إضافة إلى إعطائهم كل حقوقهم التي تضمنتها الاتفاقات والمعاهدات الدولية".التقارير الأميركيةوعن التقارير التي تصدرها الخارجية الأميركية قال: "بالنسبة للحالة الكويتية نجد أن هناك تطورا يطرأ على التقرير كل عام، ورد فعل الحكومة الكويتية يشعرنا أنهم يقومون بعمل جيد، ولكنه ليس كاملا، مع أنه يتطور عاما بعد آخر"، مشيرا إلى أن "الكويت من الدول التي عادة ما يلجأ سياسيوها الى مواد الدستور، كما أنها تحترم اختلاف وجهات النظر وحرية الرأي واحترام حقوق الانسان".وأكد أن "الكويت من الدول التي لديها دستور وتحترم حقوق المرأة، خاصة بعد مشاركتها في الترشح والتصويت بالانتخابات البرلمانية وحضورها في العديد من المناصب القيادية وغيرها من المناصب الأخرى، وهناك الوعي الكافي لإعطائها الكثير من حقوقها".وعن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة مع الكويت، ذكر أن الولايات المتحدة رقم واحد لدى الشريك الكويتي في التجارة، وهناك تنسيق بين الجانبين واجتماعات متواصلة لإزالة العوائق بينهما وزيادة عمق العلاقات في هذا الصدد، خاصة أن هناك العديد من الشركات الاستثمارية الأميركية تعمل في الكويت".أما عن فترة عمله في الكويت التي تقترب من نهايتها، فقال انها المرة الثالثة التي يعمل فيها داخل الكويت، مشيراً إلى أن "الفترة الأولى كانت بين عامي 1991 و1994، والثانية بين عامي 2004 و2007، والثالثة منذ عام 2011 حتى 2014"، مضيفا ان الكويت شهدت الكثير من التغييرات خلال تلك الفترات، بفعل ما لدى شباب الكويت من طموح كبير للعمل على بناء البلاد.التقارب الإيراني - الأميركيوعن التقارب الأميركي- الإيراني والملف النووي لطهران، بيّن أنه "بالاتفاق على خطة عمل مشتركة بين إيران ومجموعة 5+1، نكون حققنا خطوة مهمة نحو علاج مخاوف المجتمع الدولي، في ما يتعلق بالأسلحة النووية الإيرانية"، غير أن "لدينا مخاوف كبيرة أخرى حول سلوك ايران وتدخلها في شؤون الدول المجاورة، والتنسيق مع دول في المنطقة لدعم الإرهاب، فضلاً عن مخاوف تتعلق بمعاملة ايران لشعبها في مجال حقوق الإنسان".وأوضح ان "اهتماماتنا تتركز على ضمان وجود حكومات مستقرة، مع تدفق حر لموارد الطاقة في المنطقة لدعم الاقتصاد العالمي، ومعالجة بعض الصراعات الإقليمية الطويلة".ولماذا لم تدعم الولايات المتحدة المعارضة السورية عسكرياً، أجاب تويلر: "اكدنا مرارا اننا لا نؤمن بوجود حل عسكري للأزمة في سورية، بل بضرورة وجود حل سياسي، ولكن المعارضة، في الوقت نفسه، لابد ان تثبت انها تمثل جميع الشعب السوري، وأن لها مصداقية"، مضيفاً: "نؤمن مع الكويتيين والسعوديين والإمارتيين بأننا نريد نهاية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي نؤمن بأنه فقد مصداقيته".