لا يحتاج المرء إلى النظر فيما هو أبعد من العلاقة بين الطفرة التي تشهدها صناعة السيارات في الولايات المتحدة وإحجام المشترين الشباب لمعرفة أسباب عدم اقتناع المستثمرين في وول ستريت والكثير من الخبراء الاقتصاديين بأن الاقتصاد الأميركي أصبح أخيرا على المسار الصحيح، بحسب مقال نشره موقع فوربس.

Ad

اثنان من المحللين أشارا إلى أن الضغوط المالية والإحساس بالتشاؤم بين أجيال الشباب المختلفة تعوقان مزيدا من التحسن في مبيعات السيارات، وربما تعوقان الاقتصاد الأميركي برمته عن تحقيق انطلاقة جديدة.

على الرغم من قوة مبيعات السيارات الجديدة مؤخرا، فإن هذه القوة الظاهرية يحبطها النقص في الوظائف بدوام كامل للبالغين، بحسب المحللين، اللذين عزيا فشل الولايات المتحدة في تحقيق نمو متين منذ نهاية الكساد إلى هذا السبب.

في الواقع، نصيب المستهلكين في الفئة العمرية بين 25 إلى 34 عاما من قوة العمل الأميركية بدوام كامل يسجل تراجعا، رغم تقاعد الموظفين الأكبر سنا، نتيجة عوامل كثيرة تعرقل نمو مثل هذه الوظائف المثمرة التي تعيل الأسرة.

ويقول ين تشين، كبير الخبراء الاقتصاديين في مركز أتوموتيف للأبحاث، إن نسبة كبيرة من أبناء هذه الفئة العمرية لم تعد إلى العمل بعد الكساد العظيم، بل إن ملايين منهم لم يحصلوا قط على الوظيفة المثالية بعد تخرجهم، مما دفع كثيرين منهم إلى العودة للإقامة مع ذويهم.

ويقول تشين إن سوق الوظائف المتردي "يؤثر على قدرتهم على شراء أول منزل والإنفاق على شراء سيارات"، بل إن إيتاي ميتشالي، مدير إدارة أبحاث وتحليل الاستثمار في سيتي بنك، يتكهن بأن المبيعات السنوية للسيارات كانت ستصل الآن إلى 17.4 مليون مركبة لو كانت قد حدثت انتعاشة حقيقية في البلاد، على حد تعبيره.

(أرقام)