بعد يوم واحد من تعيينها مبعوثاً خاصاً في سورية، قررت الإدارة الأميركية أمس إغلاق سفارة النظام السوري في واشنطن وجميع قنصلياته العاملة على أراضيها، داعية الدبلوماسيين العاملين فيها إلى مغادرة الأراضي الأميركية فوراً. يأتي ذلك في حين بدأت قوات الرئيس بشار الأسد التقدم في اتجاه بلدة رأس العين في منطقة القلمون، التي استعادت فيها قبل يومين مدينة يبرود الاستراتيجية.

Ad

أوقفت الولايات المتحدة أمس عمليات سفارة سورية في واشنطن وقنصليتيها في ميشيغان وتكساس،  وطلبت من الدبلوماسيين وطاقم العاملين من غير الأميركيين أو الحاصلين على إقامة دائمة مغادرة البلاد.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية دانييل روبنشتاين، في بيان، «قررنا أنه من غير المقبول لأفراد عينهم ذلك النظام القيام بعمليات دبلوماسية أو قنصلية في الولايات المتحدة».

«النصرة» و«داعش»

وهاجمت قيادة جماعة جبهة النصرة، ممثل تنظيم القاعدة في سورية، بشدة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، متوعدة عناصره، الذين وصفتهم بـ«الخوارج» بحرب مفتوحة، في حين استهدفت مقاتلات النظام السوري أحياء في حلب بالبرميل المتفجرة موقعة العشرات من القتلى والجرحى.

وقال قيادي بارز في «النصرة»، لم يذكر اسمه في تسجيل صوتي نشر على موقع يوتيوب ليل الاثنين- الثلاثاء، «والله سوف نقاتلهم (داعش) بالعجائز والأطفال وبالكلام وبصدورنا العارية»، مضيفاً: «والذي رفع السماء بلا عمد لن تذهب دماء شهدائنا هدراً، والله نعرف إنهم سوف يبعثون لنا بالمفخخات ويا هلا بالمفخخات».

في المقابل، أعلن «داعش»، في بيان مصوّر نشر في مدونة «المنبر الإعلامي الجهادي» التابعة لـ»تنظيم القاعدة» أمس، أن جبهة النصرة قتلت أميره في ‏مدينة الأتارب التابعة لمحافظة حلب، أبو صابر التونسي، بعد أسره أكثر من شهر، وذلك لأنه رفض قتال «الدولة الإسلامية».

في هذه الأثناء، واصلت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، استعداداتها لشن هجوم واسع على ثلاث بلدات قريبة من الحدود اللبنانية في جبال القلمون.

وبحسب خطة النظام، فإن هذه العمليات ستتركز في رنكوس جنوب يبرود، وبلدتي فليطة ورأس المعرة الى الشمال الغربي منها، والتي لجأ اليها مقاتلو المعارضة الذين كانوا متحصنين في يبرود. وتعد هذه البلدات آخر المناطق التي يوجد فيها مقاتلون في منطقة القلمون الجبلية الاستراتيجية.

وتقدمت القوات النظامية السورية ومقاتلو «حزب الله» أمس باتجاه بلدة رأس العين في منطقة القلمون، بحسب ما افاد مصدر امني سوري لوكالة «فرانس برس».

وقال المصدر إن «الجيش يتابع عملياته في متابعة فلول الإرهابيين باتجاه رأس العين»، مشيرا الى انه «أحكم سيطرته على التلال الشرقية» للبلدة الواقعة غرب يبرود.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن القوات النظامية «حققت تقدما كبيرا في بلدة رأس العين»، وذلك «بعد عدة عمليات دقيقة».

حلب

في غضون ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن غارات جوية من الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة استهدفت أحياء الصاخور ومساكن هنانو والمدينة الصناعية في الشيخ نجار والشيخ فارس بمدينة حلب، مؤكدين سقوط عشرات القتلى والجرحى من جراء أربع غارات بمنطقة واحدة في حي الصاخور بالمدينة.

إسقاط النظام

سياسياً، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي أمس، أن عدم اتخاذ تدابير جدية لإسقاط النظام السوري يعطيه الغطاء للاستمرار في القتل والتدمير، مشدداً على أنه لا يجوز للعالم أن يقع فريسة لابتزاز الأسد الذي يذبح شعبه ثم يتحدث عن الإرهاب.

وطالب الجربا بقرار أممي تحت الفصل السابع لفك الحصار عن المناطق التي يحاصرها النظام، كما طالب أيضا بقرار ملزم من مجلس الأمن بخروج جميع الميليشيات والجيوش الأجنبية من سورية.

وأشار الجربا كذلك إلى أن هدف الثورة السورية هو إقامة دولة مدنية حرة في بلد اعتاد نظامه رعاية الإرهاب متسترا بحماية الأقليات التي تشير الوقائع إلى أنه لم يرحمْها من بطشه، مختتماً كلمته بأن نظام الأسد يسعى إلى تدمير المجتمع ولم يمتلك شرعية شعبية وفقد أخيرا شرعيته العربية والدولية.

 إلى ذلك، كشف كبير محققي الأمم المتحدة في قضايا حقوق الإنسان باولو بينيرو أن قائمة مرتكبي جرائم الحرب المشتبه فيهم من جانبي الصراع السوري تضخمت. وقال البرازيلي بينيرو لمجلس حقوق الانسان إن «قائمة الجناة كما نسميها تحوي أسماء أشخاص مسؤولين جنائياً عن أخذ رهائن وتعذيب وإعدام، كما تحوي أيضا أسماء رؤساء فروع مخابراتية ومنشآت احتجاز يجري فيها تعذيب المحتجزين وأسماء قادة عسكريين يستهدفون المدنيين وأسماء مطارات تنفذ منها أو يخطط لهجمات بالبراميل المتفجرة وأيضا جماعات مسلحة متورطة في الهجوم على المدنيين وتشريدهم».

معاقل الإسلاميين

وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في تقريرها المحدث إن الفترة من 20 يناير حتى العاشر من مارس شهدت تصعيدا في القتال بين جماعات مسلحة في المحافظات الشمالية والشمالية الشرقية مع تعرض معاقل الاسلاميين للهجوم.

(دمشق، طهران، بروكسل- أ ف ب، رويتر، يو بي آي)