ماجدة خير الله: أفلام الموسم ضعيفة عدا «فتاة المصنع»

نشر في 23-06-2014 | 00:02
آخر تحديث 23-06-2014 | 00:02
No Image Caption
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن موسم الصيف الذي بدأ منذ شهرين ليس جيداً من ناحية نوعية الأفلام المطروحة وأداء مقدميها، وتعتبر أن أداء أصحاب الأدوار الثانية البطولات يسحب من رصيدهم أكثر مما يزيده، ويضيع فرصاً منهم.
حول الأفلام التي شاركت في هذا الموسم والجدال بينها وبين الرقابة، وانخفاض مستوى أغلبيتها كان الحوار التالي معها.
هل عرض ثمانية أفلام في موسم مدته شهرين خطوة مناسبة؟

بالطبع، ويسمح اختلاف نوعيتها للمشاهد باختيار النوع الذي يناسبه، وإن كان الانطباع السائد أنها غير جيدة باستثناء {فتاة المصنع}، الوحيد الذي يمكن أن نطلق عليه {فيلم}، لتميّزه بعناصر فنية، وفريق عمل بذل مجهوداً في سبيل خروجه بشكل جيد.

ماذا عن بقية أفلام الموسم؟

مستواها ضعيف، لأن شركات الإنتاج تدرك أن الأفلام لن تحقق إيرادات مرتفعة في مثل هذا التوقيت، لذا تضخ أعمالا ليست ذات مستوى فني جيد لتلحق بأي موعد عرض، في ظل عرض أفلام أجنبية جيدة، ثم حذفها، بالتالي يحاولون الاحتفاظ بحضورهم من خلال عرض أعمالهم.

هل يفسر ذلك غياب نجوم شباك التذاكر؟

بالطبع لأنهم ومنتجي أعمالهم لا يريدون تكبد خسارة، لذا يختارون التوقيت المناسب للطرح خلاله، مثل عيد الفطر الذي سيطرح فيه {الفيل الأزرق} بطولة كريم عبد العزيز، و{الجزيرة 2} بطولة أحمد السقا وهند صبري.

هل غياب هؤلاء النجوم سمح للشباب بإثبات موهبتهم؟

لا، لأنهم غير موهوبين، وإن كان فيهم خير لما طرح المنتجون أفلامهم في هذا الوقت.

ما سبب ضعف مستوى هذه الأفلام؟

عدم اهتمام القيمين عليها بمستواها، والحديث عن القيمة الفنية وما شابهها من أمور خارج مخططاتهم.

ما الذي يؤمن استمراريتها في دور العرض كل موسم؟

 القنوات الفضائية التي تطلب تقديم مزيد منها لعدم قدرتها على عرض أفلام جيدة على مدار 24 ساعة، لذا تحتاج إلى أفلام تملأ وقت الفراغ. من هنا، تتم الاستعانة بممثلين أمثال علاء مرسي، ومخرج جديد أو لا يعمل، وقصة لمؤلف شاب، ليكون العمل السينمائي في النهاية ضمن الأعمال الضعيفة التي يُطلق عليها {أفلام المقاولات}.

هل يجب محاربة هذه النوعية؟

لهذه النوعية جمهورها الذي يفضل متابعتها. ثمة درجات من الأفلام بين A وB وC، وأفلام المقاولات هي أدنى من الفئة الأخيرة لأنها متواضعة.

لماذا هي مطلوبة إذاً؟

لأن من الصعب أن تكون الأفلام كافة كبيرة أو ضخمة إنتاجياً، بل يجب إحداث تنوع لتلبية رغبات المتفرجين.

ما رأيك بصراع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية مع هذه الأفلام بداية من {حلاوة روح}، و{بنت من دار السلام} مروراً ببقية الأفلام؟

مشكلة فيلم {حلاوة روح} لم تكن مع الرقابة، إنما مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، الذي اتخذ قراراً لا دخل له فيه، وقرر منعه، برأيي أن المشاهد الموجودة في الأفلام لم تكن فجة.

ما الحلّ البديل برأيك؟

 فكرة التصنيف العمري للأعمال وهي قادرة على تحديد الجمهور المستهدف من متابعتها.

لكن كان المبرر وراء الحذف والمصادرة الحفاظ على الأخلاقيات العامة.

أرفض قرار منع الأفلام أو مصادرتها، فبعد منع {حلاوة روح} هل انخفضت معدلات التحرش في الشارع المصري؟ هل توقفت حالات الاغتصاب؟ مشكلتنا أننا نترك القضية الكبرى، ونعلّق أسباب الظواهر المحيطة بنا على شماعة مبررات أخرى، لا سيما أن المسألتين غير مرتبطتين ببعضهما البعض.

كيف تقيمين فيلم {فتاة المصنع}؟

عمل سينمائي متميز، وجيد على المستويات كافة، يليق بالمخرج محمد خان الذي أحسن الاختيار بإسناده البطولة إلى ياسمين رئيس، بعدما شاهد لها أدواراً تبين له من خلالها أنها موهوبة بالفعل، وكانت في انتظار فرصة مناسبة، حتى جاءها عرض المشاركة في الفيلم.

ماذا عن أداء هاني عادل؟

هاني ليس ممثلا، أي أننا لا نستطيع التعويل عليه من منطلق أنه ممثل فنبدأ سرد مآخذ أو عيوب على أدائه، إنما يوضع في المساحة التي يمكن توظيف قدراته وإبراز أدواته فيها، أي أنه ليس ممثلاً عظيماً، لكنه لا بأس به، في الوقت نفسه، وقد يكون له في عالم الغناء خلفية أفضل، وإن كان مطلوباً في السينما، لأننا نعاني فقراً في الوجوه الجديدة من الشباب في مثل هذا العُمر.

وما رأيك في {سالم أبو أخته}؟

فيلم تجاري شعبي متواضع، وليس عملاً فنياً بالمستوى الكبير الذي يلفت الانتباه، مثل باقي الأعمال التي سبق أن قدمها محمد رجب، وهذا ليس عيباً. عموماً، جميع هذه الأفلام لن تصنع من رجب نجماً.

لكنه نال البطولة في أفلامه الأخيرة؟

كثرة بطولات الممثل في السينما لن تجعله نجماً، وليست دليلاً على نجوميته أيضاً، ثم عمرو سعد، على سبيل المثال، يقدم أفلاماً هو بطلها، لكنه ليس نجماً ولن يكون ممثلاً كبيراً، الأمر يعتمد على حجم الموهبة، ثمة ممثلون تأتيهم فرص لكن نموهم وطموحهم يتوقف عند مرحلة معينة.

وكيف يمكن لهؤلاء الفنانين الاستفادة من هذه الفرص؟

كل ممثل حر في إدارته لحياته الفنية كيفما يشاء، إنما لن يصنع عملاً يعلق في تاريخ السينما ما دام يعمل وفقاً لهذا التفكير، ثم يكتفي هؤلاء الممثلون بما وصلوا إليه، معتبرين أنهم وصلوا إلى أعلى سقف للنجومية، والنجاح في رأيهم أن تحقق أعمالهم إيرادات، خلاف ذلك لن يهتموا في معرفته لأنهم فاقدو الطموح، وقد يرتبط طموحهم بارتفاع أجرهم في الأفلام المقبلة.

لكن {سالم أبو أخته} حقق إيرادات مرتفعة.

الإيرادات لا تعنيني في شيء، وإن كنّا سنحسبها من هذا المنطلق فإن فيلم {قلب الأسد} حقق إيرادات مرتفعة، لكنه لم يكن ذا مستوى فني متميز. بالنسبة إلى {سالم أبو أخته}، فقد وصل إلى هذه العائدات المادية لعدم وجود أعمال جيدة منافسة، لذا فاز على تلك المعروضة في التوقيت نفسه.

ما تقييمك لفيلم {جيران السعد}؟

يمكن أن نطلق على العاملين في الفيلم مصطلح {أرزقية}، ولا يجوز اعتبارهم ضمن أصحاب الأعمال القوية في السينما، ومجرد الحديث عنه {عبث}.

وتصنيف البعض له بأنه ضمن سينما الأطفال أو الأفلام العائلية؟

فرق كبير بين هذه النوعية من الأفلام، وبين {جيران السعد}. في السينما الأجنبية نماذج رائعة لسينما الأطفال، أما ما يُقدم عندنا تحت هذا البند فهو {تهريج}، إذ يجب أن يحتوي على قيم جمالية عظيمة، وليس الاستعانة بالأطفال فحسب، وإتاحة فرصة لهم ليظهروا {شقاوتهم}.

ما الذي يعطل تقديم أفلام للأطفال على غرار تلك الأجنبية؟

عدم اهتمام جهات الإنتاج والمؤلفين والمخرجين بتقديمها بشكل محترم، وأعتبر استسهال تقديم فيلم عربي بالاستعانة بمجموعة من الأطفال أشبه بفكرة المغنين الذين أفرزتهم موضة تقديم أغنيات للأطفال، فلا نجد فيها ألحاناً ولا كلمات تناسبهم، ولا تعلق في الذاكرة، وبالتالي هي مجرد {سبوبة} و{سد خانة}.

ألن تُحسب هذه التجربة لسامح حسين؟

سامح نفسه لن يُحسب في تقييم السينما، بعد خمس سنوات أو أقل سيسقط من التاريخ، لأنه حينما كان ممثلاً ثانياً كان جيداً، مثلما حدث في ست كوم {راجل وست ستات} مع أشرف عبد الباقي. لكن مشكلته أنه قفز قفزة سريعة بشكل غير صحيح، وخروجه من هذه العباءة يضره أكثر مما يفيده.

لماذا؟

في حال أراد منتج الاستعانة به في دور ثان، سيشعر بذاته، ويعيش دور النجومية ويرفض، وبالتالي تضيع منه الفرصة، ثمة ممثلون يتعاملون مع الفن كما لو كانوا في مدرسة، عندما ينتقلون إلى المرحلة الإعدادية يرفضون العودة إلى الابتدائية، أي بعدما أصبحوا رقم واحد، لا يجب أن يكونوا رقم 2. هذا منطق الممثلين العرب عموماً، إذ يعتبرون أنفسهم قد تجاوزوا المرحلة.

ما توقعاتك لموسم عيد الفطر السينمائي؟

لا يمكن التكهن بما سيحدث خلاله أو رصد توقعات بشأن أفلامه قبل أن أشاهدها لأستطيع الحكم عليها وعلى مستواها.

back to top